هستيريا أمنية لـ"داعش" في دير الزور.. وعناصره تفر بهويات مزورة لأبناء عشيرة "الشعيطات"

هستيريا أمنية لـ"داعش" في دير الزور.. وعناصره تفر بهويات مزورة لأبناء عشيرة "الشعيطات"

أخبار سورية

الجمعة، ١ يوليو ٢٠١٦

محمود عبد اللطيف
انتهت معركة "يوم الأرض" التي أطلقتها ميليشيا "جيش سورية الجديد" سريعا في البوكمال، ما دلل على فشل الإدارتين الأمريكية والبريطانية بإنتاج "الشريك السني" الذي يبحث عنه أوباما منذ بداية حربه المفترضة على تنظيم "داعش"، إلا أن البيانات التي أصدرتها ميليشيا "جبهة الأصالة والتنمية" التي خرج "الجيش الجديد" من رحمها، فتحت بابا جديدا لتنظيم "داعش" ليعتقل المزيد من المدنيين في المنطقة، بحجة البحث عما أسمي بـ "الخلايا النائمة" التابعة للميليشيات.
المعلومات الخاصة بشبكة عاجل الإخبارية أكدت إن التنظيم شن حملة اعتقالات واسعة في مدينة "الموحسن" التي تعد أكبر معاقله في الريف الشرقي لدير الزور، وزج بحوالي 150 من شبان المدينة في سجونه الأمنية والسجون التابعة لما يعرف باسم "الحسبة" والتي تعد بمثابة "الشرطة" في هيكلية التنظيم.
وبحسب مصادر عاجل، فإن غالبية المعتقلين نقلوا نحو سجون التنظيم في كل من مدينتي "البوكمال" والميادين" ليصار إلى التحقيق معهم ومن ثم عرضهم على قضاة التنظيم، وتأتي هذه الحملة بأوامر مباشرة من "أبو شداد الجزراوي" الذي يرأس الجهاز الأمني الخاصة بـ"داعش"، والمكون من العناصر الأجنبية فقط.
ومن اللافت أن التنظيم قام بنقل أبناء وجهاء المنطقة وشيوخ العشائر من الذين اعتقلهم إلى سجن الأمنيين الواقع في "شارع التكايا" داخل مدينة دير الزور، ويأتي ذلك بتوجيه من "أبو شداد" أيضا، ومن المرجح أن يخير التنظيم المعتقلين بين القتال في صفوفه أو مواجهة عقوبات تصل إلى الإعدام بعد أن ينسب إليهم تهم من قبل "الردة" و "التجسس"، خاصة إذا ما ثبت له أي نوع من التواصل ما بين "المعتقل" وأي شخص خارج مناطق تنظيم "داعش".
ولا يبدو أن النصر الإعلامي الكبير الذي منحته ميليشيا "الجيش الجديد" لتنظيم "داعش" بعمليتها "غير المدروسة" في مناطق جنوب البوكمال، قد منحت التنظيم القدرة على رفع معنويات عناصره الذين باتوا يفضلون الفرار إلى الأراضي التركية عبر المهربين على البقاء في مناطق سيطرة التنظيم، وبحسب المعلومات الخاصة بشبكة عاجل، فقد نشطت في الآونة الأخيرة حركة "تزوير" الهويات الشخصية السورية من قبل عناصر "داعش" ليتمكنوا من عبور حواجز الميليشيات المعادية للتنظيم بما في ذلك "قوات سورية الديمقراطية" نحو الأراضي التركية.
وأغلب الهويات المزورة تكون بأسماء أشخاص من عشيرة "الشعيطات"، والعوائل المعروفة بقتال أبنائها لتنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من سورية، وتكلف الهوية المزورة مبلغ "2000" دولار أمريكي، في حين يكلف جواز السفر السوري بذات الأسم مبلغ 3000 دولار أمريكي، على أن عملية تهريب العنصر الأجنبي تكلف أكثر من عملية تهريب العنصر السوري، فالأخير يهرب إلى خارج الأراضي التركية بمبلغ 4 آلاف دولار، في حين يهرب الأجنبي بـ 8 آلاف دولار أمريكي.
وتتم عملية التهريب من أراضي "داعش" عبر جملة من الطرق الصحراوية القديمة الواقعة في مثلث أرياف "دير الزور - الحسكة - الرقة"، كما يتم تهريب البعض منهم عبر الصحراء الواقعة جنوب دير الزور باتجاه الأراضي الأردنية، وجميع هذه الطرق تشهد انتشارا أمنيا كثيفا من عناصر التنظيم، في وقت فخخ التنظيم معظمها بـ "الألغام الأرضية" المضادة للمدرعات والأفراد.
يشار إلى أن تهريب المدنيين من مناطق وجود تنظيم "داعش" مبلغ 400 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، وكانت بعض الأسر قد قضت بكاملها نتيجة لانفجار الألغام أو لاستهدافهم من قبل مجموعات تنظيم "داعش" الأمنية.
عاجل الاخبارية