لأول مرّة : قدسيا بلا سامر الكحيل

لأول مرّة : قدسيا بلا سامر الكحيل

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٩ يونيو ٢٠١٦

وسام الطير
 قبل عام تقريباً عندما تسللت إلى قدسيا ليلاً وتجولت في شوارعها أثناء انقطاع الكهرباء شاهدت عدداً من المسلحين الذين اعرفهم بالشكل والاسم وغالبيتهم كانوا متخفين كبائعي بسطات وسائقي دراجات , وصلت في آخر جولتي إلى قرب منزل سامر الكحيل متزعم "الجيش الحر" في المدينة وكنت أريد أن التقط صورة بجانب سيارته إلا أن وجود شابين من آل الكحيل كانا يجلسان على بعد 50 متراً فقط منعني من ذلك فقمت بجولة أخرى وعدتُ لنفس المكان وأيقنت أن الشابين مهمتهم حماية منزل وسيارة الكحيل فأكملت مسيري دون أي رغبة لي بالعودة خوفاً من لفت نظر المسلحَين الإثنين فيصبح مصيري كمصير العشرات ممن دخلوا قدسيا وكان مصيرهم الموت أو الاختطاف .
مع بدء الأزمة مطلع العام 2011 قام سامر الكحيل وعدداً من أقاربه بتشكيل فصيل مسلح في قدسيا إبان دخول المظاهرات شهرها السابع وقام بعد ذلك بالهجوم على مواقع الأمن ومؤسسات الدولة ليعلن وسط المدينة بالكامل تقريباً تحت سيطرة مسلحيه ليقوم بعد ذلك الجيش السوري بدخول المدينة فيسارع الكحيل بالهرب عن طريق الهامة إلى وادي بردى ليعود بعد أشهر قليلة من انسحاب الجيش لفرض هيمنته على المدينة فارضاً على السكان أقسى أنواع المعاملة حيث انتشرت أعمال السرقة والقتل بحق سكان المدينة وأعطى الضوء الأخضر لمسلحيه بالسطو على المنازل واحتلالها وهي منازل هجرها سكانها فاعتبرها غنائم حرب وهي من حق المسلحين التابعين له .
خلال سنوات الحرب الخمسة يعد الكحيل المسؤول عن جميع حالات الخطف التي حصلت في المدينة وإعدام 16 عسكرياً إضافة لسبعة مدنيين من سكان البلدة بحجة العمالة مع النظام إضافة إلى عشرات المخطوفين الذين لم يعرف عنهم حتى اللحظة أي معلومات إن كانوا أحياء أم شهداء .. وكان من المخططين والمنفذين لاستهداف مساكن الحرس الجمهوري وحي الورود بقذائف الهاون والصواريخ والهجوم على حواجز الجيش السوري في محيط المدينة .
العبوة الناسفة التي تم وضعها أسفل مقعد سيارته أمس أثناء زيارته أحد المسلحين من آل الكحيل كانت كفيلة وبعد انفجارها أن تصيبه بجروح قاتلة حيث تم نقله إلى المشفى الميداني في منطقة الهامة إلا أن الجراح التي أصيب بها كانت أكبر من يستطيع الكادر الطبي علاجها فتوفي قرابة الساعة الرابعة ونصف صباحاً نتيجة تلك العبوة التي وضعت أسفل مقعد سيارته من الداخل وليس من الخارج وهذا يخلق إشارات استفهام وخاصة أنه حتى اللحظة لم يعلن أحد أنه من قام بوضع العبوة .
اليوم وبمقتل سامر الكحيل ومن قبله ولده تدخل قدسيا مرحلة جديدة من الصراع الداخلي حيث أن الكحيل لم يهيء شخصاً يكون مسؤولاً من بعده عن مسلحيه الذين غالبيتهم من الشباب تحت سن الثامنة عشر وهم "أي المسلحون" أعلنوا عبر صفحاتهم بأن قتل الكحيل لن يمر هكذا وسيتم الرد وذلك باستهداف حواجز الجيش وهذا إن حصل سينسف واقع المصالحة المترنح أصلاً ليكون سكان المدينة المدنيون هم ضحية تلك الأعمال وهم ‫#‏بغالبيتهم‬ من المؤيدين للدولة السورية لا حول لهم ولا قوة .
  دمشق الآن