«قسد» تلاحق عناصر «داعش» داخل منبج

«قسد» تلاحق عناصر «داعش» داخل منبج

أخبار سورية

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١٦

في منبج في شمال سوريا، يتمركز مقاتلو «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) خلف جدران منازل الأحياء الغربية المدمرة يراقبون حركة قناصة تنظيم «داعش»، ويطلقون النار عليهم ليتابعوا تقدمهم أكثر داخل المدينة، التي لا تهدأ أجواؤها من حركة طائرات التحالف الدولي، بقيادة واشنطن.
على مدخل المدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، لوحة على شكل سهم أزرق ترحب باللغة الانكليزية بالقادمين: «أهلا وسهلا في مدينة منبج». وليس بعيداً عنها لوح حجري ضخم على رأسه سهم يدل على اتجاه المدينة وكتب عليه «في ربوع الدولة الإسلامية، أنت تأمن على نفسك ومالك ودينك وعرضك».
لكن المدينة بدأت تخرج من ظل «الدولة الإسلامية». فبعد ثلاثة أسابيع على إطلاقها عملية لطرد «الجهاديين» الذين كانوا يسيطرون على منبج منذ العام 2014، دخلت «قوات سوريا الديموقراطية» أمس الأول، وبغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي، المدينة من الجهة الغربية، وتخوض فيها حرب شوارع واشتباكات عنيفة.
وكانت وكالة «فرانس برس» أول فريق إعلامي يدخل منبج إلى جانب «قوات سوريا الديموقراطية». وبدت المنطقة «المحررة» خالية تماما من السكان، وقد أغلقت طرقها الفرعية بالسيارات القديمة وملأت الرصاصات الفارغة شوارعها.
وتفاديا لرصاص قناصة «داعش»، يتنقل عناصر «قسد» في عربة مصفحة ومموهة يطلقون عليها اسم «عقربة»، وقد رافقهم فيها فريق «فرانس برس» إلى الأحياء الغربية.
ويتحصن معظم مقاتلي «قوات سوريا الديموقراطية» في المنازل تفادياً لرصاص القناصة. وبين الحين والآخر، يصرخ احدهم عبر جهاز اتصال لاسلكي ليحدد مكان احد القناصة الذي يتم التصويب عليه عبر ثقوب الجدران والستائر.
ونتيجة حدة الاشتباكات، لم يتمكن فريق «فرانس برس» من إجراء مقابلات داخل المدينة، خصوصاً بعدما طلب منه عناصر «قسد» مغادرتها قبل الساعة السادسة عصراً، اذ ابلغه احد المقاتلين أن «الجهاديين» يصّعدون من هجماتهم بعد هذا الوقت.
وعند دوار الكُتّاب على مدخل المدينة الغربي، يقف مرفان روج آفا وقد لفّ عنقه بوشاح كردي تقليدي اخضر مزين بورود حمراء. ويقول: «تجري الآن حرب شوارع في الأحياء الغربية من مدينة منبج، وتدور اشتباكات عنيفة بين قواتنا وداعش عند منطقة الصوامع والمدرسة الشرعية غرب المدينة». ويضيف، وقد بدا خلفه منزل تَدَمَّرَ جراء تفجير بعربة: «انتهت المرحلة الأولى من محاصرة المدينة، والآن يتم دخولها تدريجيا».
ومنذ 31 أيار الماضي، تاريخ إطلاق عملية منبج، تمكنت «قوات سوريا الديموقراطية» من السيطرة على أكثر من مئة قرية ومزرعة في ريف منبج لتنجح لاحقاً في تطويق المدينة بشكل كامل.
وفي منزل على بعد مئات الأمتار خارج مدخل المدينة الغربي، يضع عدد من مقاتلي «قوات سوريا الديموقراطية» أمامهم خريطة يحددون عليها أماكن تواجد «الجهاديين» ليرسلوا الإحداثيات لطائرات التحالف الدولي التي لا تكف عن التحليق في الأجواء.
ومن داخل المنزل المحاط بأشجار زيتون، يقول مقاتل، فضل عدم ذكر اسمه، «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من داخل مدينة منبج، هناك أعداد من السيارات المفخخة المعدة لاستهداف قوات سوريا الديموقراطية، وتم حفر الأنفاق بشكل كبير تحت الأرض لتجنب ضربات طيران التحالف».
وقد ابطأ اتِّباعُ عناصرِ «داعش» إستراتيجية التفجيرات الانتحارية والمفخخات تَقَدُّمَ «قسد» إلى داخل منبج. لكن القيادي العسكري علي كوباني بدا واثقا بقدرة «قوات سوريا الديموقراطية» على التصدي لهجمات التنظيم على أنواعها.
ويلف كوباني حول عنقه كوفية سوداء وبيضاء اللون، ويقول باللغة الكردية: «داعش منهار، لهذا يلجأ إلى استعمال السيارات المفخخة، لكن رفاقنا يملكون الصبر ولديهم القوة لمواجهته، وان كان داعش مجهزاً بأعداد كبيرة من العربات المفخخة». ويرى أن هذه العربات لن تجدي التنظيم «فحين تأتي سيارة مفخخة باتجاهنا، نفرح فهذا يعني أن داعش ينهار».
ويقول مرفان روج آفا بدوره: «لم يعد لدى داعش وسائل للدفاع عن نفسه سوى إرسال سيارات مفخخة».