مرحلة فاصلة في الحرب: الميليشيات التركمانية تنسحب من ريف اللاذقية.. وحديث عن مجموعات مفقودة

مرحلة فاصلة في الحرب: الميليشيات التركمانية تنسحب من ريف اللاذقية.. وحديث عن مجموعات مفقودة

أخبار سورية

الخميس، ١٦ يونيو ٢٠١٦

أفادت مصادر ميدانية أن ليلة الأربعاء / الخميس شهدت انسحاب الجزء الأعظم من الميليشيات التركمانية المسلحة، المدعومة من الدولة التركية، من ريف اللاذقية الشمالي، بحيث أصبح جبل التركمان عملياً قريباً من إعلانه منطقة آمنة.

وفي التفاصيل، ان الغارات المتواترة منذ يومين للطيران الحربي السوري والروسي، إضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي المركز للجيش على منطقة جبل التركمان، أدت لانسحاب الجزء الأكبر من القوات التي كانت متمركزة، والتي يقودها ضباط في الاستخبارات التركية، في حين تحدثت مصادر أخرى عن انقطاع الاتصال ليلاً مع بعض المجموعات وعدم معرفة مصيرها. فيما رفضت مصادر الجيش التلميح إلى مصير هذه المجموعات.

وكانت تركيا قد أرسلت قوة مؤازرة، منذ قرابة اسبوع إلى ريف اللاذقية، من تنظيم «النصرة»، ليعاون الميليشيات التركمانية، مثل «السلطان عبد الحميد» و«السلطان مراد»، التي تنتظم تحت سقف «الفرقة الساحلية الثانية»، والتي يقودها ضباط الاستخبارات التركية. وقد تم تسليم مسلحي «النصرة» كافة النقاط الحساسة، بهدف منع سقوطها بيد الجيش الذي يداوم منذ فترة على القصف الجوي والمدفعي المتواصل على خطوط الإمداد الداعمة للمسلحين. ومع الخسارة الكبيرة التي مني بها تنظيم «النصرة» أصبحت كافة المناطق التي تسيطر عليها، وعلى رأسها منطقة «اليمادي»، التي تضم غرفة عمليات تركية تسير شؤون الحرب في اللاذقية، أصبحت هذه المناطق مكشوفة أمام الجيش، الذي بات يسيطر على جزء كبير منها نارياً.

وبهذا التطور يمكن القول أن مشروع الكانتون التركماني، الذي كانت تركيا تحلم بتحقيقه تحضيراً لتوفير موطئ قدم لها في مرحلة ما بعد الحرب، قد سقط إلى غير رجعة. كما أن ضربة قوية وجهت لمشروع الاستفادة من الأقلية التركمانية لدعم مطامع أردوغان، حيث أن غالبية التركمان لم يستجيبوا لدعايات الاستخبارات التركية، ولم يقوموا بالثورة على الدولة في مناطق حساسة منها بلدة برج إسلام وصليب التركمان، ولذا لم يبقى للدولة التركية من مرتكز سوى القوة العسكرية، التي لم تلبث أن سقطت هي الأخرى.