هذا هو السر وراء التدخل الفرنسي الألماني في سورية

هذا هو السر وراء التدخل الفرنسي الألماني في سورية

أخبار سورية

الخميس، ١٦ يونيو ٢٠١٦

يبدو واقع وجود قوات فرنسية المانية في الشمال السوري خاصة انه اتى ليغير حسابات الطرفين وتفاهمات الطرفين الامريكي والروسي فيما يتعلق بالخطوط الحمر المرسومة جغرافيا لكن ذلك الدخول الذي اعلن عنه الاسبوع الماضي كان لتجهيز مهبط مروحيات فرنسي في جبل مشتى شمال كوباني عند الحدود التركية وهو مايحمل اشارة صريحة بان قوام القوات الفرنسية القادمة الى سورية يقتصرعلى تقديم الدعم اللوجستي عبر استشاريين عسكريين وقوات خاصة محدودة العدد وهو ما عبرعنه مصدر كردي بالقول "لاتغيير بقواعد اللعبة الفرنسيين اصدقائنا جاؤوا ليقدموا المشورة فقط فيما يتعلق بخطة تطويق منبج ...." فعملية التطويق عسكريا لم تستخدم في سورية على مدار الحرب ابدا وهي تعني خنق العدو ودفعه الى احد طريقين إما الاستسلام او الموت الحتمي ...وهنا الحتمي أن التدخل الفرنسي والبريطاني والألماني من بعده ليس لتغيير مجريات الحرب في الشمال السوري التي يحكمها الروسي والامريكي بانتظام عقارب الساعة كما ان هذا التدخل لم ياتي عبثيا بل كان له مقدمات وظروف استدعت هذا الدخول

الجواب في منبج شرق حلب ...؟؟؟؟؟

تعتبر مدينة منبج اهم معقل لتنظيم داعش الارهابي في شرق حلب كما تعتبرهذه المدينة معقل للمقاتلين البريطانيين والالمان والفرنسييين في سورية وسميت المدينة عام 2014 ب " لندن المصغرة " حتى ان المار في شوارع منبج في نهاية العام الماضي بالكاد يجد من يتحدث العربية فمعظم المتواجدين يتحدثون الالمانية والانجليزية والفرنسية فيما فرت الحاضنة العربية الشعبية من المدينة وتبقى فيها العناصر العربية لدى داعش كما ان التنظيم الارهابي حول المدينة الى مقر حصين لنساء واطفال وعائلات المهاجرين القادمين من اوروبا وباقي الدول حيث يقضي المقاتل الداعشي استراحته من الجبهات مع عائلته القادمة لزيارته على المستوى التجاري تعتبر المدينة ايضا مقر بيت المال النفطي لداعش فعبرها يمر اهم طريق لداعش يصل الى تركيا ويتحكم امراء ايضا بمخازين الحبوب لدى التنظيم التي تباع الى تركيا ايضا

عملية جب منبج ..

عندما بدات قوات سورية الديمقراطية عمليتها العسكرية غرب نهر الفرات بدا التدخل الغربي في الشمال السوري ياخذ شكله العلني وان كان يقتصر على اعلانه في تقديم المشورة للقوات الكردية الا ان عبور قوات سورية الديمقراطية لنهر الفرات والتوجه نحو مدينة منبج سبقه عملية عسكرية لقوات خاصة امريكية تسللت الى منطقة جب منبج التي تعتبر اهم منطقة مدنية لتجمع عائلات داعش تم التكتم على العملية الى صرح مصدر كردي عن دخول القوات الخاصة الامريكية الى محيط منبج وتنفيذهم لعملية دقيقة وعودتهم الى القاعدة.

لكن الخبر الذي نقله مصدر كردي خاص هو من كشف اسرار العملية الامريكية وابعادها حيث نقلت اربع مروحيات عسكرية امريكية اسرى من داعش احضروهم من منبج عبر مهبط مروحيات شمال عين عيسى الى جهة مجهولة وهم يحملون جنسيات غربية وبينهم نساء فيما اكد المصدر انه تم نقلها الى قاعدة امريكية في تركيا ومن ثم تم اقتيادهم الى جهة اخرى.

بعد تلك العملية مباشرة بدات قوات سورية الديمقراطية بالتقدم الى محيط منبج وبدات عملية تطويق منبج بالكامل وهنا طلب الفرنسيون من الاكراد على عجل اقامة مهبط للمروحيات في جبل مشتى في محيط مدينة كوباني حيث هبطت مروحيات فرنسية لاول مرة منذ ثلاثة ايام لتتبعها مروحيات بريطانية هبطت في ذات المهبط الفرنسي ولتصل بعدها منذ يومين مروحيات اخرى تحمل على متنها عناصر الاستخبارات الالمانية كل هذا حدث بعد تطويق المدينة وكانت العملية قد توقف لاسباب انسانية وصفتها امريكا بالخوف على حياة المدنيين الموجودين في منبج ولهذا تم تسريب خبر ارتكاب داعش لمجازر في قرى منبج علما ان لا دليل واحد يثبت على وجود هذه المجازر لكن انتشار خبر المجازر رافقه توقف العملية فيما تستعد القوات الفرنسية والبريطانية والالمانية كما يبدو لذات السيناريو نقل المقاتلين الذي يحملون جنسيات تلك البلدان الى مكان مجهول

وهنا تشير الوقائع الى ان الجانب الامريكي وبموجب تفاهمات مع فرنسا وبريطانيا والمانيا استدعى تدخلهم اللوجستي والاستخباراتي على الارض في محاولة لاخراج عملية منبج بطريقة تبدوعلى أنها مشاركة فعلية من التحالف الغربي في تحريرمناطق من الارهاب ويبدو باطنها ان تلك الدول لاتريد لاحد ان يستثمر في ملف المقاتلين الاجانب المتواجدين في منبج ويبدو ايضا ان التكتم الشديد على تلك العمليات يخفي اذرعا شيطانية حول دعم هؤلاء المقاتلين الذين يسحبون بهدوء الى مكان أقّله أقبية الاستخبارات الاوروبية والامريكية بينام ردت دمشق على هذا التكتم برد ديبلوماسي هادئ يفضح اللعبة بشكل غير مباشر حيث ادانت الوجود الفرنسي والالماني في عين عرب ومنبج مشككة بأن الادعاء بتواجد مجموعات من القوات الخاصة الفرنسية والألمانية بانه يأتي ضمن محاربة الإرهاب لا يستطيع أن يخدع أحداً...
ربيع ديبة - ميسلون