عندما تتحد الجديلة التوراتية واللحية الوهابية في الجولان السوري

عندما تتحد الجديلة التوراتية واللحية الوهابية في الجولان السوري

أخبار سورية

الأحد، ٢٩ مايو ٢٠١٦

بجديلتين وقلنسوة توراتية "تلمودية" مع تمتات حاقدة يتغلغل الشر في الداخل السوري، لم يعد العبرانيون الصهاينة مجرد أعداء، بل باتوا في زمن انقلاب المفاهيم على قائمة الأصدقاء! لم لا فربيع الوهابية المدمر أدى المهمة الموكلة إليه من قبل المحفل الأكبر، فتحولت المقاومة إلى إرهاب ومغامرة ، وباتت تكبيرات الزور المترافقة مع ساطور سلفي "جهاداً"، اُفتتحت مواخير السياسة في العواصم الخارجية لتستقبل بائعي المواقف والانتماءات، وباتت هوية الطائفة والعشيرة والقومية قبل هوية الانتماء للوطن والأمة!
مستشفيات صهيونية تستقبل جرحى الجماعات المسلحة "الإسلاميين" أصحاب نظرية دولة إسلامية لا علمانية، مسلحون سوريون جرحى يتنقل بينهم نتنياهو مطمئناً ومصافحاً، ومن هضبة الجولان يطالب مسؤولوالكيان الصهيوني بدعم "الشعب السوري فيما تُسمى ثورته"! لم تُطلق رصاصة إسلاموية على من يسمونهم قتلة الأنبياء، بل هم منهمكون بعرس الدم في "سورية والعراق واليمن وليبيا".
في آخر محطات المخطط الخليجي ـ الصهيوني لتحويل تل أبيب إلى عاصمة "شقيقة"، كشف النقاب في إسرائيل عن شروع الجيش الإسرائيلي في إنشاء وحدة ارتباط مع سوريا بهدف توثيق العلاقات مع سكان الجانب السوري من هضبة الجولان في مختلف المجالات، حيث قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن العلاقة بين إسرائيل والسكان السوريين وبعض فصائل المعارضة تساهم في ضمان الهدوء على امتداد الحدود، وهذه الوحدة ستعزز العلاقة في مختلف المجالات كتقديم العلاج للمصابين في الحرب.
لم تكن هذه الخطوة إلا استكمالاً لذلك المخطط المرعي من قبل الأنظمة الداعمة للجماعات المسلحة وعلى رأسها النظام الوهابي السعودي، إذ إن تلك الجماعات مدعومة بقوة من الرياض، وأي نشاط سياسي أو اتصال مع جهة خارجية بغض النظر عن صفتها لا يتم إلا بمباركة سعودية، إذاً فإن تواصل الجماعات الإرهابية المدعومة سعودياً وأردنياً مع الكيان الصهيوني يتم من خلال الرياض وعمّان.
كما أن ما تم إعلانه من قبل الأوساط الإسرائيلية عن ذلك التعاون هو بمثابة إعلان عن نية الكيان الصهيوني زيادة دعمه للجماعات الإرهابية سواءً من ناحية فتح المستشفيات لمداواة جرحى المسلحين أو لجهة الدعم اللوجستي العسكري، فضلاً عن تهيئة المناطق المحاذية للجولان المحتل التي يسيطر عليها المسلحون لتكون بمثابة منطقة آمنة يسيطر عليها هؤلاء بدعم إسرائيلي.
الأهم من كل ذلك قول الصهاينة أن العلاقة بين إسرائيل والسكان السوريين وبعض فصائل المعارضة تساهم في ضمان الهدوء على امتداد الحدود! وهو ما يؤكد الأقوال التي ذهبت إلى أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا في سياق اتفاق وهابي ـ إسرائيلي ـ أمريكي، وبالتحديد وهابي خليجي بهدف إعطاء غطاء عربي وإسلامي لما سيحدث لاحقاً، وهو أيضاً دليل على ما تعمل عليه الأنظمة اللخليجية مؤخراً من تهيئة الرأي العام العربي لتقلب إسرائيل كحليف، حيث نشرت وسائل الإعلام في الفترة السابقة عدة تقارير وأخبار وتحليلات تتحدث عن اتصالات سعودية ـ إسرائيلية ومنها تعديل مبادرة السلام العربية التي تضمنت إعادة الجولان المحتل إلى سوريا دون ذكر الحكومة السورية، مما يعني أن هناك ارتباطاً أيضاً بين تلك المبادرة السعودية وما كشفت عنه الأوساط الإسرائيلية من تعزيز علاقاتها بالجماعات المعارضة في تلك المنطقة، بمعنى آخر تعديل مبادرة السلام العربية من خلال إعادة الجولان ستكون عبر تسليمه إلى الجماعات المعارضة مقابل ضمان علاقتهم الوثيقة بإسرائيل بضمانة سعودية وإشراف أمريكي..