الرقة على صفيح ساخن....!!

الرقة على صفيح ساخن....!!

أخبار سورية

السبت، ٢٨ مايو ٢٠١٦

الدكتور خيام الزعبي*
بدأت قبضة تنظيم داعش تتخلخل في السيطرة على مدينة الرقة المعقل الرئيسي له في سورية، بعد صدور القرار بقطع رأس داعش إقليمياً ودولياً، أي إنهاء داعش نهائياً في سورية، فصمود الجيش السوري في الشمال، جعل داعش تضع كل ثقلها في المعركة، ليس لأنها تريد توسيع رقعة سيطرتها إلى الحدود التركية فحسب، بل لأنها أدركت أن عجزها عن وقف إجتياح المدينة، سيشكل بداية لإنهيارها وتهاوي صورتها القائمة على البطش وإثارة الذعر بين أبناء الشعب في المنطقة. بدأت عملية تطهير وتحرير الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا، وهناك عدة عوامل جعلت واشنطن في هذا الوقت بالذات لخوض المعركة الحاسمة في الرقة بعضها سياسي والآخر يتعلق بمعطيات ميدانية وعسكرية، ولعل ابرز الأسباب التي دفعتها لخوض هذه المعركة، التدخل الروسي الذي سددّ ضربات قوية لداعش شتت بعضاً من قواها وحدّت من حرية الحركة لعناصرها على الميدان دون أن ننسى إنشغال الجيش السوري بمعارك ضارية قرب حلب التي يواجه فيها القوى المتطرفة والمليشيات المسلحة وصموده في كل الجبهات القتالية، فكل هذه العوامل شجعت واشنطن على حسم مسألة توقيت معركة تحرير الرقة، ويبقى التساؤل هنا مفتوحاً: هل تعتبر معركة تحرير الرقة تمهيداً لأجندة تخطط لها أمريكا في سورية؟. اليوم برزت مؤشرات عدة على أن البوصلة الأميركية تتجه حالياً صوب الرقة، بدأت من خلال إلقاء طائرات التحالف منشورات تحث المدنيين على مغادرة المدينة، التي تعتبر قاعدة مركزية للتنظيم، كما جاءت الزيارة السرية التي قام بها قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل، إلى الشمال السوري قبل عدة أيام، لتؤكد ما ذهب إليه كثيرون من أن أميركا تحضر لشيء ما ضد داعش في هذه المدينة، وذكر متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، أن الجنرال فوتيل التقى قوات خاصة أميركية تعمل مع مقاتلين عرب سوريين ومسؤولين في القوات الديمقراطية السورية، وهو تحالف تقوده قوات كردية يحارب تنظيم داعش في سورية. في هذا الإطار تسعى أمريكا الى تعزيز التصويب على معقل داعش في الرقة، من دون أن يكون واضحاً ما هي التداعيات والأبعاد السياسية والعسكرية التي يمكن أن تترتب على فتح هذه المعركة في هذا التوقيت، وخاصة إن القوى المتطرفة والجماعات الإرهابية ليست سوى جيشاً أمريكياً، ومن جهة ثانية، تبدو الهدنة كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة التي صمدت بفضل الإصرار الأميركي ـ الروسي على عدم إعلان وفاتها، برغم كل الانتهاكات والخروقات التي تعرضت لها، وهذا ما يجعل الساحة السورية في المرحلة المقبلة مرشحة لتصعيد قد يكون غير مسبوق في المنطقة بأكملها. وفي الإتجاه الآخر تراقب تركيا وحلفاؤها بحذر وسخط مشهد المقاتلين الكرد وهم يسيطرون على بعض المناطق في الرقة، وتخشى هذه الأطراف من قيام الأمريكيين بتسليم المدينة للكرد ، خاصة مع استبعاد الأمريكيين للألوية والفصائل المسلحة في الشمال وتحقيق الوحدات السورية الكردية مكاسب ميدانية جديدة إذ أحكموا قبضتــهم على قرى نمرودة وقرطاجة وحضرية خليل، إضافة إلى مزارع محيطة، بعد معارك مع تنظيم "داعش" جنوب بلدة عين عيسى، و بذلك تكون تلك القوات قد أحرزت تقدما لـ4 كيلومترات منذ بدء الحملة هناك، وبالتالي فإن المأساة التي يعيشها الشمال من وجهة نظر تركيا، هي فرصة تاريخية لا يجب تفويتها او إضاعتها، لتحقيق أحلامها في التخلص من النموذج الكوردي المُقلق الذي ظهر في خاصرتها الجنوبية، فهي ترى الحرب التي تخوضها داعش ضد الكورد في الشمال حربها، وأن داعش تخوضها بالنيابة عنها، ، ولهذا السبب يمكن فهم رفض تركيا لكل المطالب الدولية الداعية لها للتدخل ووقف العمليات الإجرامية في الشمال السوري. ويبقى الأهم من كل ذلك هو مدى التنسيق الأميركي الغربي في هذه الخطوة باتجاه الرقة مع الطرف السوري والروسي؟ برأيي إن الرئيس أوباما لا يملك خياراً في الدخول في معركة ضرب الإرهاب إلا أن يتعاون مع النظام السوري لسحق هذه المجموعات التكفيرية التي عملت سورية على ضربها منذ البداية، وتخطئ الولايات المتحدة إذا لم تتعاون مع القيادة السورية في القضاء على الإرهاب، لأنّ سورية هي بوابة التصفية لمشروع "داعش" في المنطقة، وبالتالي فإن وضع الولايات المتحدة إمكاناتها في خدمة ضرب "داعش" يجب أن يتم بالتنسيق مع الجيش السوري لما يمتلكه من خبرة ومعلومات وإحداثيات وتجربة كبيرة، وهذا التعاون يسهل على أميركا وعلى كل العالم القضاء على هذا التنظيم، وبذلك تكتمل الحلقة السورية - الروسية - الأمريكية لضرب داعش، ولن تمر أسابيع إلا وتكون مدينة الرقة قد سقطت ان لم نقل قبل ذلك لان القصف التي تتلقاه داعش سيكون شديداً، وستضطر داعش الى الخروج من الرقة الى الأرياف وستلاحقها الطائرات لتضربها أينما ذهبت حتى تقضي على أعصابها وإنهاء وجودها في محافظة الرقة،خاصة بعد أن أثبت الجيش السوري فاعلية وجدارة وتميزوا بأداء قتالي مثير في مواجهة الإرهاب. مجملاً....إن داعش باتت ضعيفة ونهايتها ستكون قريبة جداً، كون أن الجيش السوري المرابط في ساحات القتال يمر بأعلى مراحله وسيتمكن من خلال تكاتف الجميع من هزيمة داعش وإعادة الأمن والإستقرار لمدننا وقرانا، وبإختصار شديد.... إن داعش ستسقط، كونها ضد منطق التاريخ، وستثبت سورية إنها مقبرة داعش خصوصاً بعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف الجبهات.