حلفاء واشنطن يهاجمون ريف الرقة الشمالي: إلى عاصمة «داعش» دُر!

حلفاء واشنطن يهاجمون ريف الرقة الشمالي: إلى عاصمة «داعش» دُر!

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٥ مايو ٢٠١٦

هاجمت «قوات سوريا الديمقراطية» مناطق عدة في ريف الرقة الشمالي أمس. فبعد إعلانها عن أهم حملاتها العسكرية، افتتحت هجومها من محاور عدّة، بهدف السيطرة على الريف الشمالي، «كخطوةٍ أولى» نحو عاصمة «داعش» في الرقة

بدأت «قوات سوريا الديمقراطية» بشق طريقها نحو الرقة. هاجمت «قسد» مواقع «داعش» في ريف المحافظة الشمالي بغطاء جوي لطائرات «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. جاء الهجوم بعد إعلان «قسد» بدء المعركة في بيان رسمي من أمام أحد مقارها في قرية الشركراك، في ريف مدينة عين العرب «كوباني».

وأعلن البيان «انطلاق حملة تحرير شمال الرقة، بمشاركة لواء تحرير الرقة، وبدعم من طائرات التحالف الدولي، التي تهدف إلى الحد من الهجمات التي يتعرض لها شعبنا في الجزيرة».
وبدأ الهجوم من محاور ثلاثة، الأول من محور «اللواء 93»، والثاني من «محور مطعم واستراحة النخيل»، أما الثالث فمن مركز بلدة عين عيسى باتجاه الرقة. وتبعد هذه المواقع قرابة 45 كلم عن مدينة الرقة. وتسعى «قسد» في عملياتها إلى قطع طرق إمداد التنظيم الواصلة من المناطق الشمالية للمدينة، والسيطرة على الريف كاملاً، الذي يربط عين عيسى بالرقة، إضافةً إلى ربط القوات المتقدّمة من عين عيسى بتلك المتقدمة من سد تشرين وريف عين العرب، في مسعىً لتوحيد الجبهة. وذلك من خلال السيطرة على بلدات الخنيرات، والكالطة، والحزيمة، وتل سمن، وصولاً إلى «الفرقة 17»، على مشارف المدينة.

وستضمن عملية ربط الجبهتين فرض نصف طوق على مدينة الرقة، ما سيجبر التنظيم على الاعتماد على خطوط إمداده مع ريف دير الزور الشرقي، وريف حلب الشرقي، لدعم قواته الموجودة داخل مركز مدينة الرقة.

بدورها، استهدفت طائرات «التحالف»، بأكثر من عشرين غارة، مواقع لـ«داعش» في ريف الرقة الشمالي. وأدّت إلى مقتل عدد من مسلحي التنظيم. وأكّدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن «الحملة سبقتها استعدادات بإشراف أميركي مباشر، عبر 500 جنديٍّ أميركي توزعوا على جبهات القتال، التي ستنطلق منها الحملة». وأضاف المصدر أن «أكثر من 12 ألف مقاتل، من قوات سورية الديمقراطية، سيشاركون في الحملة، بينهم قوات عربية، أبرزها لواء ثوار الرقة، ولواء التحرير، وجيش الثوار».

يأتي ذلك في وقتٍ شدّد فيه الناطق باسم «قسد»، العقيد طلال سلو، لـ«الأخبار» على أن «هدف الحملة تحرير ريف الرقة الشمالي، وتضييق الخناق على إرهابيي داعش في معقلهم الرئيسي في مدينة الرقة»، نافياً «أي مشاركة لقوات النخبة السورية، التابعة لرئيس تيار الغد السوري، أحمد الجربا، في الحملة التي تشن بالتعاون الكامل مع التحالف الدولي».

وبدا واضحاً أن زيارة قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، جوزف فوتيل، إلى عين العرب، كان لها الدور الرئيس في تحديد سير المعركة، وخططها الهجومية، والتي ستكون للمرة الأولى بمشاركة مباشرة على الأرض، من 500 ضابط وخبير وعسكري أميركي.

في المقابل، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على «وجوب تنسيق الطيران الحربي الروسي مع القوّات الجوية لتحالف واشنطن، لمساعدة من يحارب الإرهابيين على الأرض في سوريا، وخصوصاً الجيش العربي السوري»، مضيفاً «لقد اتفقنا مع واشنطن على تنسيق عملياتنا في محاربة الإرهاب، وهناك فرصة لتحقيق ذلك». وعدّ مدينة الرقة «أحد أهداف التحالف المضاد للإرهاب، كمدينة الموصل العراقية»، مشدّداً على قناعته «بإمكانية تحرير المدينتين بفعالية أكثر وبشكل أسرع، إذا جرى التنسيق بين الطرفين».

في موازاة ذلك، صدّت وحدات الجيش السوري هجوماً لمسلحي «داعش» على نقاط عدّة، في منطقة أم التبابير، في ريف حمص الشرقي، حيث دمّرت آلية مفخخة للتنظيم قبل أن تصل إلى هدفها. كذلك، فقد صدّت الوحدات هجوماً آخراً لـ«داعش»، على حقل حيان جنوبي حقل شاعر، في ريف حمص الشرقي، موقعةً عدداً من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم.

أما في ريف العاصمة الجنوبي الغربي، وتحديداً في مدينة داريا، فقد شهدت جبهتها الجنوبية اشتباكاتٍ عنيفة، بين الجيش والمسلحين، في وقتٍ توافق فيه طرفا القتال على هدنة لمدة 72 ساعة، بمسعىً روسيٍّ _ أميركي، في داريا والغوطة الشرقية، بدءاً من صباح أمس.

أيهم مرعي