ما السر وراء صمود الرئيس الأسد حتى الآن؟

ما السر وراء صمود الرئيس الأسد حتى الآن؟

أخبار سورية

السبت، ٢١ مايو ٢٠١٦

 أكثر من خمس سنوات وسورية أقوى وأقدر على المواجهة والتصدي لأية مشاريع سياسية دولية أو إقليمية ضيقة تهدف لتمزيق وإستنزاف سورية، أكثر من خمس سنوات والشعب السوري يصرخ في وجه من إعتدى عليه قائلاً لهم: لن ترى الدنيا على أرضي وصياً....، إن أركان المؤامرة التي تحيط بسورية، أصبحت واضحة للعيان، لا تحتاج الكثير من الشرح والتوضيح، وقد كتبت في هذا الشأن الكثير من المقالات والبحوث العلمية، ولكن الذي يعنيني هنا أن أوضح في هذا المقال هو: ماذا يريد هؤلاء النازيون من سورية؟،وما هو السر وراء صمودها حتى الآن؟.

إن مخطط مشروع الشرق الأوسط الكبير، لا يزال قائماً، وبدأت تجدده الدول الغربية، خاصة أمريكا وإسرائيل وحلفاؤها، وبدأت العيون مفتوحة على سورية، بهدف إسقاطها وتفتيتها، وتتكالب هذه الدول حالياً على الدولة السورية، بهدف إغراقها في الفوضى والسعي بكل السبل لأن تكون سورية دولة عاجزة هشة ضعيفة، لا تقوى على فعل أي شيء، حتى يسهل إقتسامها، فهؤلاء المتآمرين لا يريدون لسورية أن تنهض، لأن نهوضها في تصورهم الخبيث، سيكون على حساب مصالحهم وأهدافهم، ورغم سقوط بعض الدول العربية إلا أن مخطط إعادة ترسيم الحدود الجديد، الذي تريده هذه المخططات الغربية- الأميركية، لا يمكنها من فعل ذلك، طالما أن سورية تقف على قدميها شامخة في وجه أطماعها.

مجموعة الحاقدين الذين أشعلوا النيران والدمار والخراب في المؤسسات الحكومية والأسواق في الكثير من المحافظات السورية، ومازالوا مستمرون فى نيرانهم التي يريدون أن يشعلونها في كل مكان من سورية، هؤلاء لا يريدون الخير لسورية وبمخططاتهم يهدفون لتدميرها إقتصادياً ومعنوياً، وهنا أقول لهم سورية لن تحترق ولن تموت أبداً، فسورية قوية رغم كل الظروف والمؤامرات التى تحاك بها فى الداخل والخارج، في هذا الإطار شكل صمود سورية مفاجأة كبرى لمصادر القرار في واشنطن وتل أبيب وحلفاؤهم من الدول العربية والإسلامية، فحجم المؤامرة على سورية كبيرة ومع هذا فإنها لم ولن ترفع الأعلام البيضاء بالرغم من تكالب الأعداء عليها، لذلك جن جنون هؤلاء المتآمرين عندما رأوا قدرة ونجاح سورية في كسر الطوق الذى حاولوا فرضه على سورية، وإزداد جنونهم عندما شاهدوا سورية تنجح فى جذب المساندة من بعض المخلصين الذين يدركون حقيقة الأشياء، وهي الحقيقة التي تقول إن قوة سورية هى قوة لهم، بينما ضعفها سيكون خسارة كبيرة لهم.

الإدارة الأميركية والتركية، أكثر المتفاجئين بعظمة صمود سورية، لذلك تتلعثم سياساتهما الآن في الشرق الأوسط تجاه موضوع الحرب على سورية، بعد أن كانتا قد أعطت الضوء الأخضر للقوى المتطرفة والمليشيات المسلحة للدخول الى سورية ونشر الفوضى والدمار هناك، ظناً منهم بأن هذه العملية تستطيع كسر قوة الجيش العربي السوري، وفي هذا المشهد بات تقدم الجيش السوري من جديد هو المعادل الطبيعي لفكرة الأمان وإسترجاع الإستقرار للدولة السورية.

إن الأسباب التي جعلت سورية صامدة حتى الآن، وعصية على المتآمرين، الذين راهنوا على حسم الموقف في وقت وجيز، لكن مرت سنوات عديدة، وسورية صامدة، وكاشفة الخونة والعملاء، لأن هذه السنوات كشفت الكثير من المواقف المختفية للدول، وأظهرت معادنها على حقيقتها، وفي إعتقادي، إن هناك عدة أسباب كانت وراء هذا الصمود، ولعل أولها، الترابط بين المكونات الداخلية لسورية، بمختلف توجهاتها التي فشل العدوان في إختراقها وكسرها، أما الثاني فيخص الأصدقاء الدوليين الذين دعموا الجيش السوري فشكل تحالفهما قوة ضاربة قهرت الأعداء، والثالث يخص الجيش السوري وقيادته وحسن إدارته للمعركة وإستعداده لمعركة طويلة الأمد أنهكت إقتصادياً الدول الداعمة لداعش وأخواتها في سورية، أما رابعاً يرتبط بالعقيدة القتالية النابعة من إيمان راسخ وضرورات صد الأعداء دفاعاً عن سورية وكرامة الوطن والمواطن، بالإضافة الى الدعم الشعبي والإلتفاف الكبير خلف أبطال الجيش العربي السوري في مختلف الجبهات وهو ما تجسد بقوافل العطاء في إطار تلاحم شعبي عزز من الصمود العسكري ومنح المقاتل إستقراراً روحياً إضافياً ودفعه للتضحية وبذل كل الجهد في سبيل الإنتصار ودحر الأعداء.

مجملاً...لقد برهن الشعب السوري مرة أخرى بأنه مارد صلب شجاع كما كان عبر التاريخ، و أن التعتيم الإعلامي لن يستطيع حجب حقيقة أن الشعب السوري وجيشه المناضل عبر تاريخه لن يستسلم وإنه قادر على تلقين الأعداء من المرتزقة درسا قاسياً، و سيجرهم إلى مستنقع لا يعرفون كيف يخرجون منه إلإ بهزيمة نكراء، وبإختصار شديد، ستعود سورية التي علمت العالم مرة أخرى، وستعود لمكانتها الطبيعية رائدة لدول المنطقة، وتخرج من محنتها أقوى مما كانت، كون سورية لا يستطيع أحد أن ينكر أو ينسى دورها فى المنطقة، فالحاقدين على سورية لا يعرفون أن السوريين في ساعة الخطر ينسون مشكلاتهم الصغيرة، ويلتفون حول قيادتهم، حفاظاً على مصلحة الوطن العليا، وستنهض سورية وتنتفض وتُعيد ترتيب سلالم المجد، وتبث الثقة والأمان فى نفوس شعبها العظيم