سورية تعلنها...لقد حانت ساعة الصفر للمسلحين في حلب!!

سورية تعلنها...لقد حانت ساعة الصفر للمسلحين في حلب!!

أخبار سورية

السبت، ٣٠ أبريل ٢٠١٦

الدكتور خيام الزعبي
تحظى حلب بمكانة متميزة في قلب كل سوري، مكانة صاغتها الجغرافيا، وسجلها التاريخ، وسطرتها سواعد ودماء السوريين على مر العصور، والتي طالما كانت مطمعاً لداعش وداعميها لما لها من أهمية إستراتيجية وإقتصادية، ومعيار القوى في الشمال، ومعادلة الموازين الإقليمية والدولية، فحلب ومنذ بدء الصراع على سورية لا تزال شامخة وورقة مؤثرة في العراك الإقليمي والدولي على الأرض السورية.
اليوم في حلب ينفذ الإرهاب الحاقد العديد من التفجيرات في السر والعلن، ويستخدم أبشع أنواع الجرائم وأفظعها بحق المواطنين الأبرياء العزل من السلاح، حيث إنتهجت التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من حلب نقطة إنطلاق لتنفيذ مخططاتها، العديد من الأساليب والوسائل لتنفيذ عملياتها خاصة في الفترة الأخيرة بعد أن تم تضييق الخناق عليها من قِبَل قوات الجيش العربي السوري في مختلف مناطق حلب، حتى وصل الأمر مؤخراً إلى إستهداف المدنيين من أهالي حلب، فالجيش السوري ألقى القبض على عدد كبير من قيادات داعش والمجموعات المسلحة، ما جعل جنون الإرهاب يزيد، وبذلك دخلت حلب في لائحةِ أجندة الإرهاب الدموية لتصبح ساحةَ جهاد دون ان يستثني اياً من مكونات المجتمعِ السوري .
بعد معركة تدمر تتجه الأنظار كلها نحو معركة كبرى هي معركة حلب الواقعة في شمال البلاد إذ تشهد الجبهة الشمالية معارك شرسة بين الجيش السوري وحلفاؤه من جهة، والجماعات التكفيرية من جهة أخرى، في إطار ذلك يستعد الجيش السوري لتحرير عاصمة الشمال بمساعدة الطيران الحربي الروسي، وذلك تزامناً مع معلومات تؤكد أن القوى الإقليمية والدولية إستغلت وقف الأعمال القتالية لتزويد القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة بالسلاح النوعي والذخيرة، وهو ما جعل الهدنة قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، إذ سيترتب عليه نتائج وتداعيات إستراتيجية، فالطموحات الميدانية للجيش السوري باتت كبيرة وحاسمة، وتتركز على اقتلاع تنظيم داعش وأخواته من الشمال وإسترداد حلب وأريافها، بمشاركة عسكرية واسعة، فالرئيس الاسد حذر من أن المعركة في تلك المدينة ستكون مختلفة تماماً نظرا لضخامتها وتعقيداتها، لذلك فإن الساعات القليلة المقبلة ستشهد أوسع عملية أمنية سورية- روسية- إيرانية لتحرير حلب وكل الأراضي السورية، وقطع طريق الإمدادات العسكرية التي تصل إلى المجموعات المسلحة من الأراضي التركية، فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل تكون حلب مقبرة داعش التي تطمح الى إيصال سورية الى الدمار والخراب كما فعلت في دول عربية شقيقة ؟.
لا شك أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه في محافظة حلب في الشمال هي بالغة الأهمية من حيث توقيتها، لا سيما أنها أتت بالتزامن مع المعارك الطاحنة التي تشنها القوات السورية في ريف دمشق، رغم إختلاف الأهداف بين الجبهتين، إلا أنها تؤكد على جهوزية الجيش السوري للتحرك على مختلف الأراضي السورية، وتدحض كل الأقاويل التي تتحدث عن إستنزافه بعد مضي أكثر من خمس سنوات على بدء الأزمة، أما الغاية من الهجوم الواسع النطاق في الشمال، فهو قطع الطريق بين محافطة حلب وتركيا، لأن قطع طريق حلب – تركيا، سيؤدي الى فصل المسلحين عن الأخيرة، وبالتالي قطع الإمداد عن المجموعات المسلحة المنتشرة في ريف حلب الشمالي والمدعومة من أنقرة، فتصبح مجرد بؤر مسلحة مقطعة الأوصال من السهل هزمها والقضاء عليها، وإنطلاقاً من ذلك إن تحرير حلب يعتبر بداية التحول الحقيقي على الأرض لتفتيت المناطق التى يسيطر عليها داعش وتحويلها إلى جيوب تسهل محاصرتها وتضييق الخناق والقضاء عليها بشكل كامل، هذا ما يمثل خطوة هامة فى طريق القضاء على داعش وخلافته فى سورية والمنطقة، من خلال السيطرة على مفترق الطرق الواصلة بين حلب وتركيا.
في سياق متصل إن الارهاب الذي نعاني منه في سورية هو جزء من الإرهاب الذي يعاني منه أهلنا في العراق ولبنان وليبيا واليمن وهدفه قتل الانسان، هو مشروع تدميري اذاً يمتد من سورية الى العراق فتونس واليمن ومصر وصولاً الى الساحة اللبنانية متجاوزاً عدو الأمة الكامن على أرض فلسطين...مشروع يضع في أولوياته ضرب النسيج الإجتماعي للدول لإحداث فوضى أمنية، الأمر الذي يستدعي مبادرة المواجهة والتحصين، لذلك لا يزال الجيش السوري ماضياً في عمليات تطهير بلاده من الإرهابيين، وبالمقابل تسعى التحركات العراقية واللبنانية الى تحقيق نتائج مفصلية قد تغيّر تحالفات المنطقة برمّتها وخصوصاً بعد أن بدأت العراق وسورية وحزب الله تعاوناً مشتركاً في ميدان مكافحة الإرهاب.
وأخيراً ربما أستطيع القول إن الحرب القادمة بين الجيش السوري والمجموعات المتشددة ستكون مختلفة تماماً، وستؤلم هذه المجموعات وداعميها أكثر مما حصل في معارك سابقة، لأن نيّة الأعداء القادمون من خلف الحدود، القتل الجماعي وإغتصاب الأرض، وإني على يقين تام بأن سورية التي إنتعش الإرهاب في معظم مناطقها، قادرة على التصدي لداعش وجيوشها، بعد أن أثبت الجيش صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية إستثنائية، ونحن لا نزال نؤمن بأن أي جهد لإستئصال هذا التنظيم الإرهابي، ليس ممكناً من دون أن تكون القوات المسلحة السورية، هي عماد ذلك الجهد، مجملاً....إن الجيش السوري سيقاتل ويبذل دمه في سبيل الله وسورية، ومعركته القادمة ستكون أقصر وقتاً من معركة تدمر وأسهل، إن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه، وهذه هي صرختهم الأخيرة، صرخة الموت، وأن هذا العام سيشهد القضاء على الإرهاب وإجتثاثه من كل الأراضي والمناطق السورية