داعش يتقدم في اليرموك ..أقرب الجبهات للعاصمة تحت المراقبة

داعش يتقدم في اليرموك ..أقرب الجبهات للعاصمة تحت المراقبة

أخبار سورية

الأحد، ١٧ أبريل ٢٠١٦

محمد الخضر
المتابعون الميدانيون لما يجري في اليرموك يربطون إشعال هذه الجبهة التي كانت على وشك معالجة نهائية تقضي بإخراج مسلحي داعش من الحجر الأسود، معقلهم الرئيسي في ريف دمشق الجنوبي ومن أحياء مخيم اليرموك إلى الرقة السورية، بقرارات من قيادة داعش تقضي بإحداث إرباكات كبيرة في هذه المنطقة الحيوية جنوب دمشق إنتقاماً لما جرى في تدمر والقريتين بالدرجة الأولى.
تشتعل جبهات مخيم اليرموك فجاة بعد هدوء طويل، مواجهات اليوم في صفوف الطرف الآخر المقابل للفصائل الفلسطينية والدفاع الوطني والجيش السوري المرابطين في مداخل المخيم ومحيطه.
داعش يسحق ما بقي من جبهة النصرة الذين غادر قسم كبير منهم المخيم، وبايع قسم آخر جماعة أبو صياح فرامة أمير داعش جنوب دمشق.. خلال أقل من أسبوع سيطر داعش على نحو 70 في المائة مما كانت تسيطر عليه جبهة النصرة، وحاصر العشرات من مسلحي الجبهة طالباً منهم من على مأذن المساجد الاستسلام آمنين.. مشهد بدا خارج سياق التطورات الجارية جنوب المخيم المؤجل الحسم فيه لإعتبارات معقدة.. لكن ربط المشهد بالتطورات الميدانية الأوسع في المحيط القريب والبعيد، يجعل تطورات اليرموك مترابطة لدرجة بعيدة مع ما يجري في ريف درعا الجنوبي من إقتتال شرس بين جبهة النصرة والجبهة الجنوبية في طرف ولواء شهداء اليرموك الذي بات يضم حركة المثنى وكلاهما بايعا داعش قبل أشهر في طرف أخر، وربما يصبح المشهد أكثر وضوحاً مع ربط ما يجري في مخيم اليرموك، مع الهزيمة التي تلقاها داعش في تدمر أولاً ثم تبعها بأخرى في القريتين إلى الجنوب الشرقي من حمص بنحو 70 كم.
 المتابعون الميدانيون لما يجري في اليرموك يربطون إشعال هذه الجبهة التي كانت على وشك معالجة نهائية تقضي بإخراج مسلحي داعش من الحجر الأسود، معقلهم الرئيسي في ريف دمشق الجنوبي ومن أحياء مخيم اليرموك إلى الرقة السورية، بقرارات من قيادة داعش تقضي بإحداث إرباكات كبيرة في هذه المنطقة الحيوية جنوب دمشق إنتقاماً لما جرى في تدمر والقريتين بالدرجة الأولى، ومحاولة الايحاء بتحقيق إنجازات ضمن المخيم الذي لم يتقدم فيه التنظيم متراً واحداً في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل (مئات المقاتلين من الجبهة الشعبية - القيادة العامة وفتح الانتفاضة والنضال الشعبي)، والانجاز المفترض على حساب النصرة يوزاي الهجوم المفاجئ على مصنع إسمنت البادية، وخطف عشرات العمال قبل تنفيذ الاعدام بستة منهم، ثم مهاجمة أحد المواقع العسكرية الحيوية في الضمير في ريف دمشق الشرقي، والتعرض لحامية محطة تشرين الكهربائية.. هجمات حاولت تغيير مسار الأنظار وتحقيق مكتسبات على الأرض تعوض ما فقده التنظيم أيضاً في ريف درعا الغربي، حيث تدور معارك طاحنة في بلدات جملا ونافعة وتسيل وعدوان، وهي مواقع ذات أهمية إسراتيجية كونها تقع قرب الجولان المحتل، وعلى بعد كيلومترات من الحدود مع الأردن، لكن أسابيع من المواجهات العنيفة أثبتت فشل" لواء شهداء اليرموك" بالحفاظ على القرى والبلدات التي كان يسيطر عليها في ظل تكاتف المجموعات المسلحة بكل تلاوينها للقضاء عليه في تلك المنطقة، وفي ظل رقابة إقليمية ودولية لمسرح المواجهات.
 بالرغم من أهمية تلك الجبهات الثلاثة اثنتان أشعلهما داعش في الضمير في بادية ريف دمشق وفي مخيم اليرموك، والثالثة فرضتها النصرة والجبهة الجنوبية على التنظيم في ريف درعا.. إلا أن التركيز يبقى على مخيم اليرموك لإعتبارات كثيرة، تبنع أساساً من قرب  مسرح المواجهات من دمشق، مخيم اليرموك لا يبعد عن قلب العاصمة السورية أكثر من 8 كيلومترات، بل ويتاخم الأحياء الجنوبية للعاصمة كالميدان والزاهرة، ما يجعل أي تقدم جغرافي لداعش محل مراقبة ومتابعة دقيقة خشية أي تطورات غير محسوبة. ثم أن عودة التنظيم للإستئثار بكل المواقع التي كانت تسيطر عليها مجموعات محلية في جنوب المخيم تقوي موقعه وتصّعب الحلول لأزمة المخيم المتواصلة منذ ثلاث سنوات دون أي تقدم يذكر بما فيها الحل العسكري، في ظل تمرس مسلحو داعش وخبرتهم القتالية الأفضل من أقرانهم من مسلحي الفصائل الأخرى.
  يؤكد قادة ميدانيون أن تلك التطورات محل مراقبة على مدار اللحظة من غرفة العمليات المشتركة التي تجمع مقاتلي الفصائل والدفاع الوطني والجيش السوري، لا مجال لأي إرباك أو أخطاء في موقع حساس ليس على العاصمة شمالاً، بل وحتى على مناطق استعاد الجيش السيطرة عليها جنوباً تجاه سبينة في ريف دمشق الجنوبي أو حتى باتجاه القدم غرب المخيم التي دخل مسلحوها بمصالحة صمدت، وتمّ بموجبها عودة مئات العائلات إلى الأحياء الآمنة قبل أشهر عدة، أو حتى باتجاه بلدتي يلدا وببيلا شرقاً التي تتواجد فيها مجموعات مسلحة تابعة لجيش الاسلام، أو شام رسول وحتى مجموعات الأبابيل.
 لكن تلك المحاذير لا تبدو كافية، جبهات كثيرة كانت على هذا المنوال لكنها اشتعلت وامتدت نيرانها إلى مساحات بعيدة، ثم إن إحاطة دمشق بمجال حيوي آمن بعد خمس سنوات تتطلب معالجة فورية لأزمة المخيم، معالجة لا تعيد مئات الآلاف إلى تلك البلدات والمناطق فقط، بل تجنب أحياء العاصمة من مخاطر تلاشت خلال العامين الماضيين بإستمرار رغم حالة عدم الارتياح والضيق التي يعيشها الملايين من أهل العاصمة والوافدين نزوحاً من بيوتهم في الأحياء الجنوبية.
الميادين