الدروس الخصوصية .. مانحة لفرص النجاح والتفوق أم دليل على تقصير الكادر التدريسي؟!

الدروس الخصوصية .. مانحة لفرص النجاح والتفوق أم دليل على تقصير الكادر التدريسي؟!

أخبار سورية

الجمعة، ١٥ أبريل ٢٠١٦

لم يعد حلم الحصول على شهادة البكالوريا مقتصراً على مجرد النجاح في اجتياز امتحان صعب بعد 12 عاماً من الدراسة، بل من أجل الحصول عليها بتقدير ممتاز يمكّن الطالب من تحقيق حلمه الدراسي، حيث يعمل الأهل على توفير كافة سبل الراحة لأبنائهم على أمل التفوق، وهذا ما جعل التمسك بالدروس الخصوصية، بالرغم من أعبائها المالية، السبيل المتاح  للحصول على علامات أعلى، والغريب في الأمر وحتى المتفوقين من الطلاب يلجؤون للدروس الخصوصية، فهل تكمن العلل في الشرح ضمن المدارس، أم في غياب الأساتذة الأكفاء وعدم امتلاكهم الخبرة الكافية في تزويد الطلاب بالمعلومات أو في تقصير الطلاب ومللهم أو خوفهم من هذه السنة التي تحدد طموحاتهم وترسم مستقبلهم؟.

مشاكل نفسية
يؤكد مختصون في علم النفس أن الراحة النفسية هي الأساس في ضمان نجاح طلاب البكالوريا، فالعائلة تستنفر ويعم القلق والتعب الجو العام ولا بد من توفير بيئة مريحة والابتعاد عن العامل النفسي السلبي الذي يتبعه العديد من الآباء في التقليل من قدرات أبنائهم ما قد يسبب انعدام الثقة بالنفس، وينصح  المختصون الأولياء بتشجيع أبنائهم على الدراسة والوقوف إلى جانبهم مع ضرورة الابتعاد عن المشاكل الأسرية وتأمين الهدوء والأريحية والاهتمام بالحالة النفسية والصحية للطالب، وكذلك بالغذاء الصحي المتكامل لأن معظم التلاميذ في هذه المرحلة من النمو يعانون من تغيرات فيزيولوجية واضطرابات في المزاج والشخصية وفي حال الإصابة بالاكتئاب والقلق الشديد.
كما ينصح المختصون بالخضوع لجلسات الراحة من أجل التخلص من الكبت والضغط النفسي وبضرورة إتباع تقنيات خاصة كتنظيم الوقت والمراجعة في الصباح الباكر وتخصيص أوقات للتسلية والترفيه كالاستماع للموسيقا أو التنزه بالطبيعة ومنح الجسم الراحة البدنية الكاملة.

تكثيف الدروس الخصوصية
معظم الأهالي يلجؤون للدروس الخصوصية في معظم المواد وكثيرون يبدؤون في العطلة الصيفية خوفاً أن ينقص أبناؤهم معلومات مهمة وأساسية.
يقول علي إبراهيم : نضطر لتكثيف الدروس الخاصة لتحسين مستوى أولادنا، فبعض أساتذة الثانوية يمرون مرور الكرام على المنهاج والطالب بحاجة لشرح كل معلومة حتى لو كان مجتهداً، فكيف الأمر إذا كان كسولاً أو مهملاً، وبذلك لا نترك أية حجة أمام أولادنا بالتقصير نحوهم.
نبيلة عيسى: منهاج الثالث الثانوي طويل وصعب وكثير من المدرسين يغفلون عن شرح النقاط الأساسية أو لا يتسنى لهم الوقت الكافي لحل التمارين وكتابة المواضيع وخاصة في شعب صفية كثيرة العدد.
وتضيف عليا شاهين: لا شك أن الدروس الخصوصية استنزاف لنا، ولكن ضعف بعض الأساتذة وتقصير البعض الآخر يجعلنا مضطرين لها لأنها تعيد الثقة للطالب في اجتياز الامتحان النهائي.

آراء الطلاب
هيا غانم : هناك عوامل عديدة تؤثر سلباً على مستوى الطالب وتجعله بحاجة ماسة للاستعانة بالدروس الخاصة ومنها مستوى شرح الدروس في المدرسة وضعف الطالب التراكمي بسبب إهماله لدراسته في السنوات السابقة.
الطالب علاء حمدان: يوجد مشكلة حقيقية في فهم المعلومات أثناء شرح الدروس، فبعض الطلاب يقومون بالتشويش على غيرهم وهم يأتون للمدرسة لتثبيت حضورهم منهم من لا يبالي بالعلم والتعلم ومنهم من أنهى المنهاج من خلال الدورات الصيفية والدروس الخصوصية.
بتول جركس تقول: لا بديل من الدروس الخصوصية، فالضمير غائب في المدرسة عند بعض المدرسين، والطالب بحاجة إلى أساتذة أكفاء يشرحون المنهاج بصدق ويرشدونه إلى الطريقة السهلة لحل الأسئلة وذكر سلالم التصحيح.
حنين محمد: السبب الرئيسي الذي دفعني للدروس هو طول المنهاج الدراسي وصعوبة الامتحانات ومعظم أساتذة المدرسة لا يشرحون كل شيء والدروس الخصوصية تسهّل من مهمة التحضير للامتحان وتساعدنا على فهم كل معلومة.

هل تفي الدروس الخصوصية بالغرض؟
أصبحت الدروس الخصوصية خلال السنوات الأخيرة ظاهرة روتينية وأصبح المفهوم السائد أن الطريق للحصول على مجموع عالٍ هو الدرس الخصوصي، وتنتاب أولياء الأمور حالة من الخوف الشديد من إخفاق أبنائهم في مادة ما، أو الرسوب بمادة أخرى، فيجدون في الدروس الخصوصية ضماناً لنجاح ولتفوق أبنائهم، وقد انتشرت الدروس الخصوصية كالنار في الهشيم، فهل تخفف من دوامة القلق والخوف والصراع النفسي الذي تعيشه العائلة بأسرها، وهل يثمر عنها النجاح وتحقيق الطموح المطلوب لطلابنا الأعزاء ويمحون سنة كاملة من التعب والهموم الثقيلة؟؟.
عائدة أسعد-البعث