ما الداعي لإرسال طائرات "أواكس" إلى سورية؟

ما الداعي لإرسال طائرات "أواكس" إلى سورية؟

أخبار سورية

الأحد، ١٤ فبراير ٢٠١٦

 أثار تساؤلات كثيرة قرار حلف شمال الأطلسي حول إرسال طائرات أواكس إلى تركيا للمشاركة في عمليات التحالف الدولي الخاصة بسوريا.

ولكن من المهم جدا التذكير بأنه لا يمكن من حيث المبدأ استخدام هذا النوع من طائرات التجسس والاستطلاع ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لأن داعش لا يملك أية وسائط للهجوم الجوي، وخاصة بالأعداد التي يمكن لهذا النوع من الطائرات أن يكتشفها ويرافقها ويحددها كأهداف.

للخوض في الموضوع يجب في البداية محاولة تحديد المهمة التي يمكن أن تنفذها طائرات الاستطلاع والتجسس من طراز "أواكس" التابعة للناتو، في تركيا. يتفق المراقبون والخبراء على ان دورها الأساسي يكمن في ردع روسيا والتصدي لها في سوريا. وجاء في تقرير الناتو المنشور في 26 ديسمبر/ كانون الأول عام 2015 أن الحلف قرر إرسال طائرات من نوع Boeing E-3 Sentry للاستطلاع الالكتروني البعيد المدى، من ألمانيا إلى تركيا، بهدف تنفيذ "مهمة إنسانية" تنحصر في حماية المجال الجوي التركي فقط.

من المعروف أن هذه الطائرات تستطيع اكتشاف حتى 1500 هدف جوي ومرافقة من 100 إلى 300 منها، وفي ذات الوقت توجيه نحو هذه الأهداف 45 مقاتلة. والمنظومة المذكورة " ترى" الهدف الجوي وهو على بعد من 245 إلى 400 كلم. ولذلك يثير السخرية قول البعض أن طائرات الاستطلاع والتجسس  المذكورة ستستخدم حصرا ضد الإرهابيين. طبعا الزمن وحده سيكشف لنا كيف سيجري استخدام هذه الطائرات على أرض الواقع. لا يمكن بتاتا في الوقت الحالي التكهن بكيفية تغير خلفية التكتيكات وظروف المفاوضات – هذه الأمور قد تتغير بشكل غير متوقع بتاتا. ولكن يبقى أمر واحد لا شك فيه وهو أن استخدام طائرات أواكس يزيد من قوة وإمكانيات المجموعة الجوية التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، خلال المواجهة الجوية مع الخصم وفي الصراع مع وسائط دفاعه الجوي.

ومن المعروف أن نبأ إرسال طائرات أواكس إلى تركيا أثار رد فعل سريع ومتوقع لدى روسيا. ففي يوم 11 فبراير/شباط الجاري تم تنفيذ فحص مفاجئ لقدرات القوات الروسية في القرم، وخلاله انطلقت إلى الجو مقاتلات حديثة، ونفذت الوحدات الفنية مهمات الاستطلاع الجوي على مسافة اكثر من 400 كلم. وهذا يدل على أن القيادة الروسية تدرك وتأخذ بعين الاعتبار كل المخاطر المحتملة التي يمكن أن تزداد وتتطور خلال ساعات محدودة.

وكالعادة تترافق الاستعدادات العسكرية الغربية المذكورة بتسعير الحملة الإعلامية ضد روسيا، والتي يشارك فيها العديد من رؤساء الدول والحكومات والخبراء والمختصين. على سبيل المثال لا الحصر، قال المليونير الأمريكي المعروف جورج سوريس:" بوتين ليس بالحليف ضد داعش".

في الختام يجب القول أن التدخل العسكري في سورية سيكون "سيفا ذا حدين" بالنسبة لتركيا والناتو، لأنه سيخلف موجات بالملايين من اللاجئين التي ستزعزع الاستقرار كليا في تركيا ذاتها وفي الاتحاد الأوروبي، وسيصيب ذلك حتى مصالح الولايات المتحدة.ب