سيطرته على الطامورة أسقطت حيان نارياً … الجيش يتجه إلى حلب من شمالها

سيطرته على الطامورة أسقطت حيان نارياً … الجيش يتجه إلى حلب من شمالها

أخبار سورية

الأحد، ١٤ فبراير ٢٠١٦

بخلاف ما كان متوقعاً، اتبع الجيش العربي السوري في ريف حلب الشمالي تكتيكاً جديداً انعطف من خلاله نحو مدينة حلب بعملية عسكرية مباغتة أسقطت التلال الحاكمة بيده وسيطر على بلدة الطامورة التي أسقطت بلدة حيان أهم معاقل المسلحين نارياً في الوقت الذي مد نفوذه فيه إلى قرية جب الكلب في محيط المحطة الحرارية بريف المحافظة الشرقي. وتمكن الجيش بمؤازرة القوات الرديفة أمس الأول، من السيطرة على تلتي ضهرة القرعة وشهرة القنديلة بعدما وجه عمليته العسكرية إلى الجنوب الغربي من بلدة الزهراء، وهما تلتان تشرفان نارياً على مساحة واسعة من الريف الشمال وتطلان بشكل مباشر على بلدات بيانون وحيان وعندان. وتوقع المسلحون أن يتابع الجيش عمليته العسكرية باتجاه تل رفعت التي اقترب منها بحدود 3 كيلو متر بعد أن سيطر على قريتي كفين وكفرنايا المجاورتين لها، إلا أنه ناور عسكرياً وبسرعة باغتت المسلحين بالتوجه إلى التلتين ومقالع بلدة الطامورة ومرتفعات السلام التي سيطر عليها خلال فترة زمنية قصيرة لا تتعدى بضع ساعات.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، «أن الجيش تابع تقدمه من مقالع الطامورة، التي تعد السيطرة عليها عملية عسكرية معقدة، وليوقع بلدة الطامور بيده في الجزء الجنوبي الغربي من بلدة الزهراء وفي منطقة تقع على طريق عام حلب إعزاز الدولي».
ولفت المصدر إلى أن الجيش بعد أن هيمن على الطامورة اقترب من بلدة حيان، وهي معقل رئيسي للتنظيمات المسلحة، بحدود كيلو مترين وزيادة كيلو متر آخر عن بلدة عندان المعقل الأهم لمسلحي شمال حلب والمدعومين من الحكومة التركية ومن حكام آل سعود.
وعلى الفور بدأ الجيش تمهيده الناري على بلدة حيان بغية التقدم نحوها إثر سقوطها نارياً وانكشاف معظم أجزائها أمام قوته النارية، مع انكشاف القسم الشمالي الغربي من بلدة عندان أمام مدفعيته الثقيلة التي راحت تدك مراكز وتجمعات المسلحين الذين فر العدد الأكبر منهم إلى الحدود التركية بانعطاف الجيش صوب مدينة حلب.
وقال خبير عسكري لـ«الوطن»: «إن إشراف الجيش والقوى المؤازرة له على بلدتي حيان وعندان يضعه على مسافة قصيرة وفترة زمنية محدودة للسيطرة عليهما ثم التقدم نحو بلدة حريتان وقرية كفر حمرة اللتين هجرهما معظم مسلحيها وأصبحتا خاويتين على عروشهما، ولتسقط بذلك جميع معاقل المسلحين في مراكز ثقلهم بين مدينة حلب وبلدتي نبل والزهراء، إضافة إلى بلدة بيانون الساقطة عسكرياً منذ الأسبوع المنصرم. وبدل أن يسيطر الجيش على بلدة تل رفعت ثم يتابع مسيره نحو مدينة إعزاز وبلدة مارع آخر معقلين متبقيين أمامه إلى الحدود التركية، بات بمقدوره الآن أن يطبق على مدينة حلب ويحاصر مسلحيها المتمركزين في أحياء المدينة الشرقية، ما يغير من خريطة الصراع لمصلحته وبشكل جذري بحصار حلب بشكل كامل وفرض الاستسلام أو المصالحات الوطنية على غرار حمص وغوطة دمشق الشرقية. وإلى ريف حلب الشرقي حيث واصل الجيش العربي السوري عمليته العسكرية لضرب تنظيم داعش الإرهابي، وفرض نفوذه على قرية جب الكلب إلى الشمال الغربي من مطار كويرس العسكري، وتوقع مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن «يحاصر الجيش مسلحي التنظيم في المحطة الحرارية ومحيطها خلال أيام قليلة بالتوازي مع متابعة عمليته العسكرية نحو مدينتي الباب وتادف، أهم معقلين لداعش في ريف حلب الشمالي الشرقي». وفي سياق متصل أعلن عدد من المعارضين الناشطين في مختلف المجالات في مدينة حلب أمس، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة، عن تشكيل جسم «ثوري» واحد للمدينة تحت مسمى «ثوار حلب»، ضمّ معارضي المدينة كافة بصفاتهم الشخصية ودون مسميات اعتبارية بهدف «جمع كلمة الناشطين والعسكر والمدنيين في بوتقة واحدة».
جاء ذلك على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدتها حلب على الصعيد العسكري حيث تمكن الجيش العربي من إحراز تقدم كبير على حساب التنظيمات الإرهابية والمسلحة في ريف حلب الشمالي واقترابه أكثر من إحكام الطوق على المدينة وحصارها.