هل تكون حلب سببا للحرب العالمية الثالثة ؟ السعودية مصرة على التدخل وروسيا تحذر

هل تكون حلب سببا للحرب العالمية الثالثة ؟ السعودية مصرة على التدخل وروسيا تحذر

أخبار سورية

السبت، ١٣ فبراير ٢٠١٦

محمد العس
حلب اليوم هي المعادلة  فتحرير حلب بالكامل من قبل لجيش السوري سيغير كل المعادلات على الارض لصالح الدولة السورية فكما كانت العاصمة دمشق في العام 2013 حين هددت اميركا بتوجيه ضربات الى سوريا وكان السبب وقتها بدء تقدم الجيش السوري واحباطها خطة الهجوم من الجنوب لتحرير دمشق وانتهت المسالة بالاتفاق الروسي الأميركي على تخلص سوريا من أسلحتها الكيميائية والتي اكدت دمشق انها لن تستعملها وكان هناك خوف من ان تقع بيد المسلحين المتطرفين ، واليوم وبعد تقدم الجيش السوري وحلفاءه المفاجئ والحاسم على كل جبهات حلب ووصوله الى الحدود التركية وتكبيد المسلحين الموالين لتركيا خسائر كبيرة ، كما أصبحت ادلب التي تعتبر معقل المسلحين الأهم على الحدود التركية السورية بخطر لانها النقطة التي يتم تموين المسلحين منها بالسلاح والرجال عبر تركيا .
فبدا الحديث عن حلف تقوده السعودية سيتدخل في سوريا لمحاربة داعش ،وبدا الحديث عن فرق خاصة وما الى هناك ولكن الجانبين السوري والروسي لم يثقا باهداف هذه الحملة وبنها لمحاربة داعش .

وفي هذا المجال حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من خطر نشوب "حرب عالمية جديدة" في حال حصل هجوم بري خارجي في سوريا، موضحا أن "الهجمات البرية عادة تؤدي إلى أن تصبح أي حرب دائمة" مضيفا أنه "ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة".

السعودية تهدد بالتدخل العسكري

ويبدو أن رئيس الوزراء الروسي يقصد في الأساس، اقتراح السعودية بإرسال قوات برية للحرب في سوريا، فرغم أن الرياض قد أعلنت أن هذه القوات لقتال تنظيم داعش، إلا أن روسيا تتوجس خيفة من أن هدف هذا التدخل هو ضرب الأسد، حليف روسيا.
وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية فإن تدخل القوات السعودية في سوريا ربما يطيل الحرب إلى مالا نهاية ويتسبب في استقطاب جديد للقوى العالمية مما ينتج عنه صدام بين القوات المقاتلة في سوريا، خاصة أمريكا وروسيا، فالقوات السعودية تريد إسقاط الأسد، وهو ما لا ترضاه روسيا، في الوقت الذي تدعم أمريكا الدور الذي ستقوم به القوات السعودية.

استحالة وجود قوات
عسكرية سعودية في سوريا

في الوقت الذي تسرّبت فيه أنباء عن الوفد السعودي إلى بروكسل برئاسة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تفيد بأن الرياض ربطت تدخّلها البري في سوريا بشرط المشاركة الأميركية، أعلن مستشار وزير الدفاع أحمد عسيري أن قرار السعودية بالتدخل قد بُتَّ فيه ولا رجعة عنه رغم التحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء الروسي بأن حربًا عالمية جديدة على الأبواب إذا مضت الدول العربية بقيادة السعودية في قرارها.
وقالت قناة "العربية" السعودية، إن التدخل البري السعودي في سوريا لن يكون منفردًا، وإنما مشروطًا بمشاركة الولايات المتحدة، ومحصورًا كذلك بمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا فقط دون العراق.

لكن عسيري كان واضحًا في كلامه عندما أعلن في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في اجتماع وزراء دفاع دول التحالف ضد داعش الخميس 11 فبراير 2016، أن قرار بلاده لا رجعة فيه دون ذكر اشتراطات، مشيرًا إلى احتمال بدء العملية خلال شهري مارس وإبريل المقبلين.
وأشار عسيري إلى أن العملية العسكرية ستكون ضمن إطار "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" الذي تقوده الرياض، ويضم في عضويته 35 دولة عربية وإسلامية.

- حرب عالمية جديدة
تخشى العديد من الدول من نشوب أي مواجهة بين طرفي الصراع، المتمثلين في قوى دعم المعارضة وقوى دعم الأسد، الأمر الذي يهدد بحرب عالمية حقيقية في سوريا.
وبحسب الباحثين فإن السعودية وأمريكا وقوى المعارضة ستكون من جهة ضد القوات الإيرانية والسورية وكذلك القوات الروسية التي تشارك إلى جانب الأسد في هذه الحرب.
وقال مدفيديف في مقابلة تنشرها صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الجمعة، إن "الهجمات البرية عادة تؤدي إلى أن تصبح أي حرب دائمة" مضيفًا أنه "ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل وضع نهاية للحرب في سوريا بدل التسبّب باندلاع حرب عالمية جديدة".
وأضاف يجب أن يفكر الأميركيون وشركاؤنا العرب مليًا هل يريدون حربًا دائمة؟ والتي سيكون من المستحيل كسبها بسرعة لاسيما في العالم العربي حيث يقاتل الجميع ضد الجميع".

تحرير حلب بالكامل

يبدو أن الموقف الدولي متضارب حول سوريا، ففي الوقت الذي أعلنت فيه أمريكا دعمها للقوات السعودية التي ستشارك في سوريا، أعلنت مجموعة دعم سوريا الدولية في ميونخ، وعلى رأسها أمريكا وروسيا التوصل إلى تسوية بخصوص الأزمة السورية ووقف القتال هناك.
ويرى الكثير من المحللين أن هذه التسوية سوف تصب في صالح الرئيس الأسد الذي يستغل انشغال المعارضة بالمفاوضات الدولية والمشاركة في المصالحة لإعادة السيطرة على مدينة حلب كليا ، ثاني أكبر المدن في سوريا، والتي تسيطرعليها المعارضة المسلحة على أجزاء منها منذ بداية 2012، وبالتالي ستكون نقطة قوية لصالحه في حالة الجلوس للتفاوض من جديد.