الجيش السوري يقترب من الحدود التركية

الجيش السوري يقترب من الحدود التركية

أخبار سورية

الثلاثاء، ٩ فبراير ٢٠١٦

اقتربت القوات السورية أكثر فأكثر من الحدود التركية، في ما يبدو أنه خطة للسيطرة على المناطق التي يدخل منها المقاتلون والأسلحة، فيما كان المقاتلون الأكراد يتقدمون من جهتهم أيضاً في ريف حلب، ما جعل المجموعات المسلحة بين فكي كماشة.
في هذا الوقت، وبعد أيام من سيطرة القوات السورية على الشيخ مسكين وعتمان في جنوب سوريا، بدأت قرى وبلدات في ريف درعا تفضل الدخول في تسويات تجنّبها الدمار والتهجير الذي نال أخرى، حيث أكدت مصادر محلية أن اتفاقاً للمصالحة سيُعلن عنه قريباً جداً ضمن بلدتي إبطع وداعل، بحيث تدخلان ضمن سلطة الدولة.
وفي سوتشي، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة على ضرورة محاربة الإرهاب بلا هوادة وتسوية النزاعات في الشرق الأوسط بالوسائل السلمية وعدم السماح بخطوات تؤدي إلى تفكيك الدول، كما أنهما دعما الجهود الدولية لحل الأزمة السورية بالحوار.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السعودي عادل الجبير، في واشنطن، أن بلديهما سيسعيان للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا في المحادثات الدولية التي ستجري في ميونيخ الجمعة المقبل.
وأعرب كيري والجبير عن أملهما في أن توافق مجموعة الدعم على وقف سريع لإطلاق النار. وقال الجبير «لدينا مصلحة هائلة في حل المشاكل في المنطقة قبل أن تستنفدنا جميعاً».
وأشار الوزيران إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلدات السورية المحاصرة. وقال الجبير «نأمل انه عندما نلتقي في ميونيخ خلال الأيام القليلة المقبلة سنكون في وضع نستطيع فيه تحقيق تقدم باتجاه هذا الهدف».
وباتت المجموعات المسلحة في محافظة حلب في شمال سوريا بين فكي كماشة القوات السورية والمقاتلين الأكراد، الذين حققوا تقدماً ميدانياً سريعاً في هذه المنطقة الحدودية مع تركيا.
وبعد أسبوع على بدء هجومها في ريف حلب الشمالي، بدعم من الغارات الجوية الروسية، تمكنت القوات السورية من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة، وباتت على بعد نحو 25 كيلومتراً عن الحدود التركية، وذلك للمرة الأولى منذ آب العام 2013.
وقال القيادي في جماعة «لواء التوحيد» عبد الرحيم النجداوي «كل وجودنا مهدد، وليس فقط خسارة مزيد من الأرض». وأضاف «هم يتقدمون ونحن ننسحب. في وجه هذا القصف العنيف، علينا أن نخفف من خسائرنا».
وقال معارضون وسكان ومنظمة تراقب الصراع إن الجيش السوري وحلفاءه يبعدون نحو خمسة كيلومترات تقريباً عن بلدة تل رفعت، الخاضعة لسيطرة المسلحين، وهو ما يجعل الجيش على بعد نحو 25 كيلومتراً من الحدود التركية.
وأدت استعادة بلدة ماير وبعدها كفين إلى الشمال مباشرة من بلدتي نبل والزهراء خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى فتح الطريق باتجاه تل رفعت، وهي الهدف التالي لهجوم الجيش. وباستعادة تل رفعت لن يتبقى سوى بلدة أعزاز قبل الحدود التركية. وإذا استعادت القوات السورية أعزاز، التي تبعد بضعة كيلومترات عن معبر باب السلامة الحدودي، فستحرم المجموعات المسلحة عملياً من احد أهم معابر تهريب الأسلحة والمقاتلين من تركيا إلى محافظتي حلب وإدلب.
وبرغم فك القوات السورية الحصار عن نبل والزهراء الأسبوع الماضي، وسيطرتها على بلدات عدة في محيطهما، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل ثلاثة أشخاص جراء سقوط قذائف على الزهراء. وقتل شخصان وأصيب خمسة بسقوط أربعة صواريخ على بلدة القرداحة ومحيطها.
في هذا الوقت، وسع المقاتلون الأكراد من مكاسبهم على الأرض السورية، حيث سيطروا على سلسلة من القرى قرب عفري، منها الزيارة والخريبة ودير جمال ومرعناز قرب مطار «منغ» العسكري، الذي كان سيطر عليه عناصر «داعش» في آب العام 2013 .

البحرين
وأهدى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما في سوتشي، سيف النصر من الحديد الدمشقي والمعادن الثمينة، بينما أهدى بوتين الملك حصاناً أكحل «تيكي» في الرابعة من عمره. وأوضح الكرملين أن هذا الحصان فاز أكثر من مرة في بطولات العالم ضمن نوعه.
وبحث بوتين وحمد «آفاق تطوير التعاون الثنائي، ومسائل تتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن الوضع في الشرق الأوسط والخليج».
وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، «أشاد الملك بدور بوتين والحكومة الروسية، وشعبها الودود، فيما يتعلق بمساهمة روسيا بإخراج سوريا من الأزمة».
وأعلن لافروف، من جهته، أن «روسيا والبحرين ستنفذان مشاريع مشتركة تبلغ قيمتها عدة مليارات روبل»، من دون أن يوضح نوعية المشاريع. وأضاف أن «روسيا والبحرين مهتمتان في التعاون بمجال الغاز، وهناك مباحثات بهذا الشأن».
وقال لافروف «يكمن موقفنا المشترك في ضرورة ترتيب أولويات المجتمع الدولي قبل كل شيء. ومن هذه الأولويات محاربة الإرهاب بلا هوادة، وتسوية النزاعات في الشرق الأوسط بالوسائل السلمية وعدم السماح بخطوات تؤدي إلى تفكيك الدول».
وأكد أن روسيا والبحرين «تدعوان إلى تسوية النزاعات كافة في الشرق الأوسط بالوسائل السلمية، وتصرّان على حق الشعوب في تقرير مصيرها». وأضاف «أكد الطرفان دعمهما للجهود الدولية على المسار السوري، مع الالتزام الصارم بأحكام القرار الدولي رقم 2254 من أجل دعم الحوار السوري الشامل، والرامي إلى تمكين السوريين من تقرير مصير بلادهم».
وأكد لافروف أن البلدين يريدان أن «تكون سوريا دولة مستقرة، تعتمد على قواعد علمانية وتضمن وحدة أراضيها وحقوق جميع المواطنين»، مشدداً على أن «هذه المبادئ يجب أن تشكل قاعدة لتسوية النزاعات الأخرى، ومنها الأزمتان الليبية واليمنية والوضع حول العراق وأفغانستان».