اللاذقية تنفض غبار الحرب

اللاذقية تنفض غبار الحرب

أخبار سورية

الجمعة، ٥ فبراير ٢٠١٦

على مدار أيام الأسبوع الماضي، بدأت السلطات السورية إزالة الحواجز العسكرية والأمنية التي كانت منتشرة في شوارع مدينة اللاذقية بالتتالي، بالتزامن مع اقتراب قوات الجيش السوري من حسم ملف الريف الشمالي الذي بات «قاب قوسين أو أدنى» من السيطرة عليه، وفق تعبير مصدر عسكري تحدث إلى «السفير».
وأزالت السلطات السورية جميع الحواجز العسكرية التي كانت منتشرة في أحياء المدينة، والتي تعتبر أبرزها حاجز ساحة أوغاريت، حاجز المحافظة، وحاجز قيادة الشرطة، الأمر الذي يعيد المدينة تدريجيا إلى عهد «ما قبل الحرب»، وينفض عن شوارعها الآثار التي خلقتها خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك منذ اندلاع الأحداث في المدينة الساحلية وصولاً إلى اشتعال الريف الشمالي وما شهد من مجازر وتدمير وخطف.
وقال محافظ اللاذقية خضر إبراهيم السالم، في تصريح إلى «السفير»، إن «اللجنة الأمنية قررت إزالة الحواجز لتسهيل حركة المواطنين، خصوصا أن المدينة آمنة، وأن هذه الحواجز تعيق حركة السيارات وعمليات البيع والشراء في الأسواق»، موضحاً «قمنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بإزالة الحواجز في الضواحي والمناطق الريفية، والآن نقوم بإزالتها من داخل المدينة وتأهيل الطرق لإعادتها إلى الحياة».
وترتبط الحواجز التي كانت منتشرة في مدينة اللاذقية بالذكريات الأولى للحرب التي اندلعت في بعض أحيائها، واستمرت رغم تأمين الأحياء وإعادتها إلى الحياة، ليأتي قرار إزالتها في الوقت الحالي متزامناً مع الاقتراب من إنهاء ملف الريف الشمالي للمحافظة.
وفي هذا السياق، كشف محافظ اللاذقية أن قوات الجيش السوري بدأت فجر أمس عملية عسكرية واسعة على المحور الأخير المتبقي في ريف اللاذقية الشمالي (كنسبّا) بهدف السيطرة عليه. وقال «نستعد لإعلان المحافظة خالية بالكامل من المسلحين بعد إنهاء الجيوب الأخيرة في الريف الشمالي. كذلك بدأت قوات الجيش السوري بإرسال قوات الدعم الرديف، لتحل مكان قوات الاقتحام في المناطق التي تم تأمينها في الريف، بهدف نقل قوات الاقتحام إلى محاور عمل أخرى»، ما يعطي مؤشراً على أن الريف الشمالي أصبح تقريباً بالكامل تحت سيطرة قوات الجيش السوري.
وتأتي هذه الخطوات بعد نحو أربعة أشهر على بدء قوات الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في الريف الشمالي للمحافظة، والذي وصفه خبير عسكري روسي، خلال نقاش مع مجموعة ضباط سوريين، بأنه «الملف الأكثر تعقيدا في سوريا»، بسبب الطبيعة الجغرافية المعقدة للمنطقة التي تضم عدداً كبيراً من الجبال والمرتفعات والوديان، وبسبب اتصالها بتركيا، ما يؤمن طريق إمداد دائماً للفصائل التي كانت تقاتل على هذا المحور.
وأمنت المشاركة الروسية في عمليات الجيش السوري غطاء جوياً فعالاً في معاركه، كما أنها ساهمت بضرب الإمدادات التي كانت تصل إلى المسلحين من تركيا، ما مهّد الأرض لقوات المشاة التي قضمت المناطق قضماً متتابعاً، واخترقت أبرز معاقل المسلحين في الريف شديد الوعورة.
وقبل بدء عمليات الجيش السوري، كانت الفصائل المسلحة تسيطر على نحو 18 في المئة من مساحة محافظة اللاذقية، وفق مصدر عسكري، حيث استعادت قوات الجيش السوري معظم هذه المساحة، لينحصر الوجود المسلح في منطقة كنسبّا وبعض الجيوب الحدودية.
علاء خلبي - السفير