«ربيعة» انتصار جديد في عمق جبل التركمان: محافظة اللاذقية آمنة قريباً

«ربيعة» انتصار جديد في عمق جبل التركمان: محافظة اللاذقية آمنة قريباً

أخبار سورية

الاثنين، ٢٥ يناير ٢٠١٦

مرح ماشي
وقت قصير يفصل الجيش السوري عن إعلان ريف اللاذقية آمناً بشكل كامل، بعد تحرير بلدة ربيعة الواقعة في عمق جبل التركمان، إضافة إلى قرى عدة مجاورة. المسلحون الفارون إلى ريف إدلب والحدود التركية على موعد جديد من المعارك في القرى الأخيرة في اللاذقية... وفي ريف إدلب
احتلت ربيعة في جبل التركمان واجهة الأحداث الميدانية السورية، إثر سيطرة الجيش وقواته الرديفة على البلدة التي بقيت عصية طوال سنوات طويلة، باعتبارها المعقل الأقوى للمسلحين في جبال الساحل السوري.
«الجبليّة»، الاسم القديم لربيعة الذي يعبّر عن موقعها الجبلي، وباتت معروفة خلال سنوات الحرب بمسلحيها التركمان ذوي الولاء لتركيا، أصبحت خارج الدور المُعدّ لها من قبل الدولة «الجارة».
لم تأبه القوات السورية، هذه المرة، لسوء الأحوال الجوية أو وعورة الطبيعة الجبلية التي لطالما أوقعت المقاتلين في مآزق قاتلة. لم يتمسك المهاجمون بذرائع متعلقة بالعاصفة التي تزور المنطقة وتقلب دفء الساحل السوري برداً قاسياً على المقاتلين والمدنيين على حد سواء. الطيران الروسي ألهب شتاء البلدة التي كانت حتى وقت قريب حلماً صعب المنال بالنسبة إلى السوريين المنضوين تحت راية الدولة. ١٢ يوماً لم تهدأ خلالها الطائرات بتركيز القصف على مواقع تمركز المسلحين في البلدة التي تبعد عن الحدود التركية مسافة 12 كلم. مصدر ميداني مشارك في العملية العسكرية أكد لـ«الأخبار» أنّ اللاذقية تستعدّ لإعلانها آمنة وخالية من المسلحين قريباً. ويضيف أن استقدام قوات النخبة أحدث فرقاً سريعاً في تدعيم الهجوم، «ولا سيما بعد استعادة السيطرة على بلدة سلمى، ما شكّل تردياً في معنويات المسلحين، وأسهم في تساقط المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة تباعاً». أحد العسكريين يرى أنّ الحلم تحقق أسرع من المتوقع بسبب التهوّر التركي في إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني الماضي، «ما جعل التحضيرات تتسارع بهدف تحصين الساحل السوري ضد الإرادة التركية المتمثلة بمسلحين هربوا أمام أول معركة حقيقية».
«كان مسلحو ربيعة مطمئنين لأنهم بعيدون كثيراً. كان علينا أن نقطع العديد من المناطق المشتعلة قبل الاقتراب من تهديد عاصمتهم، حسب مزاعمهم»، يقول الضابط السوري. ويضيف: «٨٠٠ من قوات النخبة شاركوا في العملية المذكورة، ليقترب إعلان ريف اللاذقية خالياً من المسلحين بعد سنوات مريرة من المعارك». مدة قليلة، بحسب الضابط، تفصل الجيش عن تحرير آخر المناطق المجاورة لربيعة والخارجة عن سيطرة الدولة، لتستعد التلال والقرى الواقعة أقصى ريف اللاذقية الشرقي، والمطلة على سهل الغاب، لتكون أحد أبرز مراكز انطلاق العمليات العسكرية باتجاه جسر الشغور.
المسلحون انسحبوا، بحسب مصادر ميدانية، باتجاه الأراضي التركية، إضافة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة في ريف إدلب، بما فيها جسر الشغور، بعد السيطرة على 18 بلدة وقرية على امتداد 120 كيلومتراً خلال الأيام الفائتة. وتبقى قرى أقل أهمية (من ربيعة وسلمى) تحت سيطرة المسلحين، بحسب المصادر، أهمها قرية كنسبا الواقعة في أقصى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وبداما (التابعة لمنطقة جسر الشغور)، إضافة إلى تأمين الجبال الممتدة باتجاه الشمال المحاذية للحدود التركية. كذلك، يوجد المسلحون في قرية كبانة وتلتي 1112 و1154 الواقعة في جبل الأكراد.
«جرى انسحاب المسلحين وعائلاتهم خارج ربيعة. منذ مدة طويلة، لم يعد هنالك أي وجود للمدنيين في المنطقة» يقول الضابط، وتشهد حواجز اللاذقية العسكرية تفتيشاً دقيقاً، بالتزامن مع تحرير الجيش والقوات الرديفة بلدة ربيعة، وسط حذر واضح من حدوث أي مفاجآت ناجمة عن خرق أمني ما، بعد الانفراج الأخير في الشارع اللاذقاني جراء السيطرة على البلدة الجبلية. الجيش السوري وقواته الرديفة ممثلة بمجموعات عدة، على رأسها «صقور الصحراء»، سيطروا أيضاً على بلدتي الروضة وطوروس إلى الغرب من بلدة ربيعة، وعلى قرية الريحانية شرقاً.
بدورها، أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها أنّ «القوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي تمكنت من بسط السيطرة على ناحية ربيعة، بعدما سيطرت على 18 قرية خلال اليومين الفائتين، أهمها: الغنيمية والقلايع وبيت سكر والعوينات وخان الجوز وبيت ريحة وبرادون والسودا والخضرة وبيت عوان وريف مختارو والجاموسية والسرايا والريانة والشاكرية، وقرى عدة أُخرى».
في مقابل ذلك، أقر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض بسيطرة الجيش على بلدة ربيعة، معترفاً بأنها أهم معقل للفصائل المسلحة في جبل التركمان. وعزا سبب السقوط المدوي إلى كثافة الغارات الروسية وتوقف تدفق السلاح من الأراضي التركية، بما فيها صواريخ «تاو» الأميركية. «تنسيقيات» المسلحين التابعة لـ«الجيش الحر» اتهمت «جبهة النصرة» بالتخاذل وعدم إرسال مسلحيها إلى جبهات القتال في ريف اللاذقية الشمالي، وانشغالها بسرقة ممتلكات المدنيين في مناطق سيطرتها في ريف حماه. يأتي ذلك بعد إصدار «الفرقة الثانية الساحلية» التابعة لـ«الجيش الحر» تعترف فيه بسقوط ربيعة، مناشدة جميع الفصائل المسلحة التوجه إلى جبهات ريف اللاذقية.