سورية...ساعة الصفر وبشائر النصر

سورية...ساعة الصفر وبشائر النصر

أخبار سورية

الاثنين، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥

الدكتور خيام الزعبي- كاتب سياسي

إن ما جرى في سورية من تدمير ممنهج كان هدفه الأساسي تدمير الجيش العربي السوري لأن تدميره يؤدي مباشرة الى نهاية كيان الدولة السورية، لكن سورية ليست كباقي الدول التي إسستسلمت لهذه المؤامرة، وشعبها لا يمكن مقارنته بباقي الشعوب الأخرى، فإذا كان الغرب قد نجح في جعل بعض دول المنطقة مضطربة ويحكمها عصابات ومليشيات مسلحة، فإنه لن ينجح مع سورية لأنها فهمت اللعبة وأدركت أن هناك من الدول من لا يريد لها الخير والإستقرار، فسورية التي إنتعش الإرهاب في معظم مناطقها، لا توجد قوة على الأرض، قادرة على التصدي لداعش وذيوله، سوى الجيش السوري الذي أثبت صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية تكتيكية وإستثنائية.

باتت حرب قوات الجيش السوري وحلفاؤه واضحة ومحسومة النتيجة، خاصة بعد نجاحها في تحرير عدد كبير من المناطق، ويبدو أن ساعة الصفر لتحرير المناطق الأخرى قد حان موعدها، فاليوم بشائر النصر تطل من مدينة حلب وها هي روسيا تشن عمليات عسكرية تحمل اسم معركة الحسم وهي الأقوى من نوعها، إيذاناً بإقتراب موعد النصر وتحرير المدن من فلول داعش الذين عاثوا فساداً وخراباً وقتلاً وإرهاباً، وها هم جنود الجيش السوري وحلفاؤه يتقدمون العمليات العسكرية ويطاردون القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، إذ تمكنوا من إنتزاع أراضي كانت تحت سيطرة داعش في حلب بما في ذلك كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط المدينة بالرقة معقل التنظيم، كما سيطر الجيش على قريتي كصكيص وعاكولة ومناطق واسعة من الأراضي الزراعية، وهو يشن أيضاً هجمات على مسلحي داعش في مناطق بغرب سورية وسيطر على أراض في محافظة اللاذقية الشمالية الغربية وإلى الجنوب من حلب.

وفي الوقت الذي تأتي فيه أخبار بشائر النصر من حلب وإقتراب موعد حسمها من أيدي المجموعات المسلحة تأتي فيه أيضاً أخبار سارة عن فرض وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع مجموعات اللجان الشعبية من فرض سيطرتها على بلدتي مهين وحوارين بريف حمص الجنوبي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات داعش فيهما، وفي ريف حمص الشرقي حرر الجيش أجزاء مهمة من مرتفعاتِ الهايل الإستراتيجية وأشرف نارياً على الجهة الجنوبية لمدينة تدمر، وتقدم في مرتفعات جبل الطار ومنطقة المثلث بريف تدمر، هذا مما أرغم داعش في بعض المناطق وخاصة إدلب بالإتصال ببعض شيوخها لتأمين خروجهم الآمن منها إلى بلدانهم الأوروبية، وبالتالي فإن عمليات تحرير هذه المناطق التي طالت عدة أيام، عكست بشكل واضح مدى خبرة وكفاءة قوات الجيش السوري العسكرية والتكتيكية، ومدى إصرار المقاومة على دحر أعداء سورية وشعبها من المرتزقة والعملاء، لذلك فإن جيشنا السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، وبالتالي فإن هذه الإنتصارات والهجوم الذي ينفذه الجيش هو بمثابة بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح بلدنا سورية.
اليوم ومع استمرار قدرات الجيش السوري الأخيرة والمدعومة بسلاح الجو الروسي وقوى المقاومة في وجه كل المجموعات المسلحة في شمال سورية حلب وإدلب والرقة وفي جنوب سورية درعا والقنيطرة، هذا التقدم السريع لجيشنا بمحافظة حلب وريفها الغربي والجنوبي الغربي والجنوبي والشمالي الشرقي، شكلت حالة واسعة من الإحباط عند المجموعات الإرهابية، ومن هنا يتحمل جيشنا السوري مسؤولياته لحماية بلدنا، ويحصن سورية في مواجهة التكفيريين, ويقوم بكل ما من شأنه أن يجعل بلدنا قوياً وعزيزاً وعصياً على كل التهديدات والأخطار التي تواجهه، إن المحاولات الخائبة التي تقوم بها أمريكا وعملاؤها المحليون لن تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية، وأن الشعب السوري المؤمن مستعد لأن يوفر للجيش كل مقومات إستمراره، كونه هو خيارنا الأوحد وأملنا في تحقيق الأمن والإستقرار لوطننا الحبيب سورية.

في سياق متصل إن الوقائع الذي تشهده منطقتنا تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الأمريكي "الشرق أوسط الجديد" يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق، وأدلة الفشل على ذلك كثيرة، بدءاً بسقوط وفشل جميع العمليات الإرهابية التي جرت وتجرى داخل سورية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، وأن مشروع تقسيم سورية تحت وهم إرساء الديمقراطية قد إنهار بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في العراق وليبيا واليمن من قتل ودمار، وفي هذا الإطار يمكنني القول أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سورية، وهنا فإن الملفات المتداخلة في المنطقة ستخضع لما قد يحدث في الفترة المقبلة وتتأثر بها، وجميع الإحتمالات واردة والجيش السوري يواصل إنتصاراته، والذي قام بقلب الموازين, وأسقط حسابات أمريكا والغرب، لذلك نقول ونحن على يقين ثابت لا يمكن إركاع سورية من خلال تحالفات بين دول ورؤساء وأمراء لا يربط بينهم سوى الحقد على سورية ومواقفها القومية المشرّفة لإنهاء دورها ووجودها في المنطقة.

مجملاً...إذا كان القدر قد أراد لسورية أن تقوم بالدفاع عن حقوق شعبها وأمتها وأن لا تنحني أمام الأعداء والمتآمرين، فإنّ قدر سورية اليوم أن تقود وتسير بأمتها نحو عزتها وألّا تتخلّى عن واجبها المقدس، فالبلد الذي يصمد على رغم حرب الإستنزاف الكبرى المعلنة عليه منذ أكثر من خمس سنوات لا بد أن ينتصر، وسورية ستنتصر…وستخرج من قبضة مهربي المخدرات وتجار السلاح وزعماء المليشيات... فسورية صبرت كثيراً وحق لها أن تنتصر