أي دور للأكراد في معارك سورية؟؟

أي دور للأكراد في معارك سورية؟؟

أخبار سورية

الأحد، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٥

عمر معربوني – بيروت برس -

في مشهد الميدان السوري، استطاع الأكراد في مناطق تواجدهم أن يكونوا الفريق الرابح، وهو أمر بدأ عندما انسحب الجيش السوري من المناطق الكردية بموجب اتفاق معهم مكّنهم من تنظيم شؤونهم بشكل يشابه الحكم الذاتي، دون أن يعلنوا تحالفات واضحة مع الجيش السوري او الجماعات المسلّحة التي تنضوي تحت مسمى الجيش الحر.

أمرٌ آخر لا بدّ من ذكره وهو تعاون الأكراد في القامشلي والحسكة مع الجيش السوري بمواجهة تنظيم داعش، وتعاونهم مع التحالف الذي تقوده واشنطن في معارك عين العرب وحاليًا في المعارك التي تدور في محيط الشدادي في ريف الحسكة بعد سيطرتهم على منطقة الهول.

إلّا أنّ الأمر الثابت لدى الأكراد هو مواجهتهم لتنظيم داعش في مختلف مناطق وجودهم في الشمال السوري، وهو أمر تمّ الخروج عنه منذ أيام عندما بدأ الأكراد في ريف حلب الشمالي بالتقدم نحو معبر السلامة شمال أعزاز وسيطروا على بعض القرى شرق مدينة عفرين الكردية، وعلى خط يمتد من غرب مدينة اعزاز وجنوبًا حتى قرية "الزيارة" شمال بلدة نبل التي تبعد مسافة كيلومترين فقط، حيث جرى هذا التقدم على حساب الجبهة الشامية وحركة احرار الشام وجبهة النصرة بينما ساعد جيش الثوار القوات الكردية في تقدمهم.

وهنا، لا بد قبل الدخول بتوصيف طبيعة القوات الكردية ودورها الإضاءة على دور جيش الثوار وكيف تشكل ومن يدعمه.

جيش الثوار هو نتيجة ضم فصيلين سابقين من الفصائل التي هُزمت بمواجهة جبهة النصرة، وهما جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف وحركة حزم بقيادة حمزة الشمالي، علمًا بأن الإمارات العربية المتحدة هي الجهة التي تدعم هذا الجيش ماليًا ولوجستيًا.

ودون الدخول في الكثير من التفاصيل حول ضم جيش الثوار لبعض الجماعات، فإن الأمر بحد ذاته يعتبر تحولًا حيث يتواجد جمال معروف في منطقة عفرين منذ اكثر من ستة اشهر بينما يتولى حمزة الشمالي عمليات التنسيق الخارجي وقضايا الدعم والتمويل.

في المباشر، فإنّ تحرك القوات الكردية وجيش الثوار في ريف حلب الشمالي الغربي يتزامن مع القصف العنيف الذي تتعرض له المعابر مع تركيا، وخصوصًا معبري السلامة وباب الهوا. فالقوات الكردية وصلت الى قرى المالكية و"كشعتار" و"الزيارة" التي تبعد كلها أقل من 2 كلم عن طريق اعزاز حلب، وهو أمر سيمكن القوات المتقدمة من قطع هذا الطريق بالنار في حال لم تأخذ قرارًا بالتقدم اكثر نحو الطريق.

هذا التقدم قد تتم متابعته جنوبًا الى بلدتي نبل والزهراء اذا ما وصلت التفاهمات بين الأكراد وجيش الثوار من جهة والقوات الروسية من جهة اخرى الى نتائج ايجابية، رغم أنّ الأكراد حتى اللحظة يتريثون في اتخاذ هكذا قرارات تحاشيًا لمنح تركيا سببًا في التدخل في المنطقة تحت عنوان المنطقة الأمنية العازلة.

ومن الضروري أن نذكر أيضًا أنّ الأكراد الذين يتواجدون في حي الشيخ مقصود شمال مدينة حلب كانوا قد خاضوا في الفترة الأخيرة معارك مع الجماعات المسلحة، وأقدموا على قطع طريق الكاستيلو، الممر الوحيد للجماعات المسلحة التي تتواجد في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.

من هنا، وبنتيجة هذا المشهد، يمكن للأكراد أن يلعبوا دورًا كبيرًا وحاسمًا في تشديد الحصار على الريف الشمالي الغربي لمدينة حلب، وكذلك فيما يخص الجماعات المسلحة في الأحياء الشرقية للمدينة.

والجدير ذكره أيضًا تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمره الصحفي الأخير، أنّ اجتماعًا أمميًا موسعًا سيحدد الجماعات المسلحة ويصنفها بين ارهابية ومقبولة، وهو أمرٌ إن تم سيغير الكثير من المسارات وخرائط السيطرة العسكرية وطبيعة التحالفات، إلّا أنّ الروس يذهبون باتجاه الإمساك بالورقة الكردية اكثر للتأثير في الميدان وتغيير خرائطه وللضغط على تركيا ايضًا.

من هنا، ستكون الأيام القادمة حافلة بالمفاجآت وربما تحمل في طياتها العديد من الخيارات للأطراف الدولية والإقليمية، ومن بينها إمّا تفعيل خيار فيينا أو نسيانه لأجلٍ غير معروف، حتى تتغير الظروف التي سيكون للميدان الدور الأكبر في تشكيلها وصياغة بنود الحل السياسي الذي يبدو بعيدًا وغير وارد في المنظور القريب.