رغم المآسي.. لا يزال "سوق الحميدية" ينبض بالحياة

رغم المآسي.. لا يزال "سوق الحميدية" ينبض بالحياة

أخبار سورية

الخميس، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٥

لم تنجح الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات باغتيال الحياة من المدن والأحياء السورية القديمة. وبالرغم من رائحة الموت المتنقلة من شارع إلى آخر، بقي "سوق الحميدية" الشعبي القديم وسط العاصمة السورية دمشق، شاهداً على إرادة السوريين وعزمهم على متابعة الحياة.
أضواء الحميدية الخافتة لا تزال تضيء درب السوريين ممن يقصدون السوق لانتقاء حاجياتهم على اختلافها، فتستقطب محال بيع الحلويات الشهيرة مثل "بكداش"، جموع المواطنين لشراء "المهلبية" الشامية التقليدية. كما تستمر محال الصاغة التي تعرض الذهب في إعطاء السوق صبغة ثمينة، حارت فيها النسوة في اختيار حليهم على اختلاف تصاميمها.
وفيما تتواصل مآسي الحرب القائمة، لا تزال الإبتسامة عنوان أهل دمشق، فيستقبلك رجل ستيني بابتسامة عريضة، يدعوك معها لمشاركته في احتساء فنجان قهوة داخل محله لبيع الأقمشة. في حين تقف شابة عند مدخل متجر لبيع ثياب العرائس، ما يخلف في النفس شعور فيه دعوة لممارسة المزيد من فعل الحياة والحفاظ على استمراريتها.
وتماشياً مع أثواب العرس، وعلى بعد خطوات قليلة، تجد شاباً يقف أمام محل لبيع ثياب النساء الداخلية، بتصاميمها المثيرة او تلك التي تختص بمناسبات مثل عيد الميلاد، حيث طغت روح الميلاد على تصاميم غيرها من الملابس، خصوصاً مع اقتراب هذه الذكرى.
وللـ"قبقاب" السوري الذي ألفته ابتسامات الأجيال في مسلسلات "غوار الطوشة" حكاية كنت تظنها انتهت، إلا أن هذه الخاتمة ليست موجودة في أدبيات "سوق الحميدية"، حيث لا يزال العديد من تجار هذا السوق يعرضون "القبقاب" بألوانه المختلفة، بل إن البعض من كهول الحي القديم لا يزال يحترف صناعته يدوياً على مرأى من الزوار.
ولا يغيب عن زائر "سوق الحميدية" الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث طُبعت صورهما على عدد من الهدايا مثل كؤوس الزجاج، او تراها في علاقات توضع في سلاسل تلبس حول المعصم او الرقبة. في مشهد يبوح لك عن اصطفاف السوريين خلف رئيسهم، ودعمهم إياه في الحرب ضد الإرهابيين الذين يتهددون سلامة وطنهم ووحدته.