موسكو تؤكد أن محادثات فيينا لإطلاق حوار سياسي..الزعبي للجبير: السعودية غير مؤهلة لحلّ أزمات المنطقة

موسكو تؤكد أن محادثات فيينا لإطلاق حوار سياسي..الزعبي للجبير: السعودية غير مؤهلة لحلّ أزمات المنطقة

أخبار سورية

الخميس، ٢٩ أكتوبر ٢٠١٥

شهدت الساعات القليلة التي تسبق انعقاد محادثات فيينا حول سوريا، ردود سورية-روسية على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التي طاولت مصير الرئيس السوري بشار الأسد وشكّكت بـ"جدية" موسكو وطهران في ايجاد حلّ للأزمة السورية.
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أنه "من العار على من تلطّخت أيديهم بدماء السوريين والعراقيين واليمنيين التحدّث عن شؤون داخلية لدولة كانت وما زالت وستبقى حرّة وسيدة وقرارها الوطني مستقلاً وإرادة شعبها هي الفيصل في مستقبلها".
وأضاف الزعبي أن "الدور السعودي برز في الأزمات في سوريا والعراق وفي الحرب على اليمن كأسوأ دور وأكثره دموية، ما يجعل السعودية الطرف غير المؤهل لعمل إيجابي منتج في حل أزمات المنطقة لأنها استباحت القانون الدولي والشرعية الدولية وضربت عرض الحائط عبر تدخّلها بشؤون الدول الأخرى ما جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه لشرعنة مبدأ جديد فاسد وهو حقّ أي دولة بممارسة ما يحلو لها ضدّ الدول الأخرى بما فيها السعودية".
وكان الجبير اعتبر، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في الرياض، أن المحادثات في فيينا ستُشكّل اختباراً لمدى "جديّة" روسيا وإيران للتوصّل إلى حلّ سياسي في سوريا. وقال: "إذا كانوا جديين فسنعرف ذلك، وإذا لم يكونوا جديين فسنعرف ذلك أيضاً، ونتوقّف عن تضييع الوقت معهم".
وحول الأزمة السورية، شدّد الجبير على أهمية إيجاد حلٍ يرتكز على مبادئ جنيف 1 كأساس له، وإنشاء مجلس انتقالي يدير أمور البلاد، ويحافظ على المؤسسات المدنية والعسكرية، ويهيئ سوريا لمستقبل مشرق، ويسهم في توفير الأجواء الصحية المناسبة لوضع دستور جديد لسوريا، ويؤهل لإجراء انتخابات عادلة"، مؤكداً أن "بشار الأسد ليس له دور على الإطلاق في السلطة، وسنستمر بدعم المعارضة السورية المعتدلة ونُكثّف هذا الدعم حتى نغيّر التوازن على الأرض".
وأكدت موسكو، "الراعي الرسمي" للمحادثات، بدورها، أن الهدف الرئيسي من قمة فيينا "هو إطلاق حوار سياسي"، رداً على تصريحات الجبير والتي اعتبر فيها أن المحادثات ستُشكّل "اختباراً لمدى جدية" روسيا وإيران في التوصّل إلى حلّ سياسي في سوريا.
كما أعربت موسكو عن استيائها "حيال المزاعم التي مازالت تتناقلها بعض الأطراف حول سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الروسية في سوريا"، ووصفتها بـ"الأكاذيب" في إشارة إلى تقرير للأمم المتحدة نُشر قبل أيام.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الحديث عن مقتل مدنيين في غارات روسية في سوريا يأتي ضمن "حملة تشويه صورة العملية الروسية"، مشيرة إلى أن موسكو تعتبر أن مثل هذه الأنباء "المختلقة، مهما كان مصدرها والأطراف التي تُوزّعها، ليست لها أي صلة بالواقع".
وقبيل انعقاد المحادثات، نفت المعارضة السورية تلقيها أي دعوة لحضور محادثات فيينا.
وقال عضو "التحالف الوطني السوري" جورج صبرا أن عدم توجيه الدعوة يدلّ على "عدم جدية المشروع".
وقال صبرا إن "هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم."
وكرّر صبرا معارضته لمشاركة إيران قائلاً: "إيران لست طرفاً محايداً يُمكنه أن يلعب دور الوسيط لأنها طرف في القتال الدائر على أرض سوريا. ضباطها يُقاتلون ويُقتلون كل يوم على الجبهات السورية".
واعتبر رئيس المكتب السياسي لـ"جيش اليرموك"، أحد فصائل "الجيش السوري الحر"، بشار الزعبي أنه "بالنسبة لإيران فهي جزء من المشكلة وليس الحلّ ومشاركتها في الاجتماع ستُثبت ذلك للعالم... هذا الاجتماع تمّ قبوله من طرف السعودية وتركيا لتعرية إيران."
ميدانياً، شنّت طائرات حربية يُعتقد أنها روسية غارات في محافظة درعا في جنوب سوريا للمرة الاولى منذ بدء موسكو حملتها الجوية قبل حوالي شهر، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" يوم الخميس.
وبحسب "المرصد" نفّذت طائرات حربية "يُعتقد أنها روسية غارات في مناطق في بلدات الحارة وتل عنتر وكفرناسج وعقربا في ريف درعا الشمالي".
وقال مدير "المرصد" رامي عبد الرحمن إنه في حال كانت موسكو خلف تلك الضربات "فستكون هذه المرة الأولى التي تشنّ فيها طائرات روسية غارات في درعا".
ووثّق "المرصد" مقتل 595 شخصاً ثلثاهم من المسلّحين جراء الضربات الروسية التي استهدفت عشر محافظات سورية منذ إطلاق موسكو حملتها الجوية قبل شهر، بينهم 185 مدنياً ضمنهم 48 طفلاً من دون الـ18 عاماً و46 امرأة".
ويتوزّع القتلى في صفوف المقاتلين البالغ عددهم الاجمالي 410 عناصر هم "279 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة و131 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية"، وفق "المرصد".
وتُسيطر الفصائل المقاتلة والإسلامية، ومن بينها "جبهة النصرة" فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا، على حوالي سبعين في المئة من محافظة درعا وعلى الجزء الأكبر من مدينة درعا التي شهدت أولى الاحتجاجات ضدّ النظام السوري.
وأفادت وكالة "سانا" السورية للأنباء بأن "وحدات الجيش والقوات المسلّحة العاملة في درعا أوقعت خسائر بالأفراد والعتاد في صفوف التنظيمات الإرهابية".
ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري قوله إن عملية للجيش في بلدة عتمان في الريف الشمالي (لدرعا) الاربعاء، "اسفرت عن سقوط كامل أفراد مجموعة إرهابية بين قتيل ومصاب وتدمير أسلحتهم وعتادهم الحربي".
وفي ريف حلب (شمال) الجنوبي، تدور اشتباكات بين القوات السورية والفصائل الاسلامية والمقاتلة في إطار العملية العسكرية البريّة التي شنّها الجيش السوري في 16 تشرين الأول في تلك المنطقة بتغطية جوية روسية.
وبحسب الجيش السوري فإنه "فرض السيطرة الكاملة على 50 قرية ومزرعة في ريف حلب الجنوبي".
وتدور اشتباكات في ريف حماة (وسط) الشمالي وريف اللاذقية (شمال غرب) الشرقي بين الفصائل المقاتلة والإسلامية والقوات السورية التي سيطرت على عدد من البلدات والتلال، إلا ان عمليات الكرّ والفرّ لا تزال مستمرة.
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" مقتل 35 عاملاً ومريضاً سورياً على الأقل في ضربات جوية استهدفت 12 مستشفى في ثلاث محافظات في سوريا منذ نهاية شهر ايلول الماضي، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وأوضحت المنظمة، في بيان، "لقي ما لا يقل عن 35 عاملاً طبياً ومريضاً سورياً مصرعهم وجرح 72 آخرون في ظل زيادة كبيرة للضربات الجوية على المستشفيات من ضمنها 12 مستشفى في محافظات إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط)، وبينها ستة مستشفيات تدعمها المنظمة".