هل سيصبح الرئيس الأسد.. مٌشيراً ؟

هل سيصبح الرئيس الأسد.. مٌشيراً ؟

أخبار سورية

السبت، ١٠ أكتوبر ٢٠١٥

حيدر مصطفى
عندما بدأ الحديث عن تغيير جذري سيطرأ على الأوضاع في سوريا والمنطقة، تحدثت لنا عدة مصادر داخل البلاد عن انقلاب في الموازين سيجري على أرض الميدان وأن التحضير جارٍ على قدم وساق بالتنسيق مع روسيا التي أرسلت عشرات الشحنات من السلاح والعتاد إلى قواعد الجيش السوري. كثيرون من المراقبون ممن التقيتهم وتحدثت معهم سواء في لبنان أو خارجه، لم يتوقعوا أن تعلن روسيا مشاركتها علنيا في الحرب ضد كل الجماعات المسلحة العاملة على الأراضي السورية. الجميع كان متمسك بالقول الآتي ” الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لروسيا بأي شكل من الاشكال أن تسرق البساط من تحت قدميها وهي المتنفذ في هذا الشرق المنهك منذ عقود “.
سرعان ما اهتزت الأراضي السورية المحتلة من قبل المتمردين بفعل الضربات الروسية العنيفة، وتزلزلت معها أوساط الساسة الغربيين عموما وخصوصا الأمريكين، ولم نفاجئ فيما بعد ما سرب عن مصادر حكومية أمريكية قولها “إن الضربات الروسية تقصف مواقع لمقاتلين يتلقون دعما أمريكا” ومصادر أخرى تحدثت عن ارتباط جماعات مسلحة آخرى بالسي آي إيه، وهذا ما يمكن اعتباره اعترافا حقيقيا بتلقي جماعات “الثوار” لدعم غربي أمريكي بهدف إسقاط الدولة السورية او ما يسمونه بنظام الرئيس بشار الأسد.
ارتفع صوت الغرب المنكفئ فيما قد يعتبر الفصل ما قبل الأخير من معركة الشرق الأوسط، ليطالب بوقف التدخل الروسي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد. وانهالت التصريحات والتنديدات وكثفت وسائل الإعلام ضخها المضاد للعمليات الروسية السورية المشتركة، في الوقت الذي كانت تعمل فيه روسيا على استعراض قواها بتنفيذ عمليات حققت نتائج هامة بحسب المصادر الميدانية والمراقبين. لم يرتعد القيصر الروسي من التحذيرات التركية بشأن اختراق المجال الجوي التركي لا بل أعاد الكرة وأطلق صواريخه من بحر قزوين ومرت بمحاذاة الاجواء التركية، أيضا لم يترك المجال للأمريكي متاحا في شأن ادعاء قصف الروس “للمعارضة المعتدلة”، فخرج وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليؤكد استعداد بلاده للتعاون والتنسيق مع الجيش السوري الحر إن وجد. ولافروف يعلم كما تعلم الولايات المتحدة الأمريكية أن خدعة الجيش السوري الحر لم تعد سوى قصة مقيتة لا شك بأنها تسبب إحراجا حقيقيا للممولين والمخططين والداعمين آنذاك. أيضا تحذيرات الناتو لم تلقى آذانا صاغية عند موسكو التي لن تتنازل عن دعم الجيش السوري والرئيس الأسد، ولا يبدو أن معركة موسكو مع الجماعات المسلحة ستتوقف عند حد معين، كذلك يبدو الغرب في أشد حالته غضبا ويرفع من لهجة التهديدات إلى بلاد القيصر بوتين، أما نتيجة هذا الغضب فلا زالت مجهولة المعالم، وما التلويح بالناتو إلا محاولة لطمأنة التركي بحسب المعطيات والتحليلات.
القيادتان الروسية والسورية كانتا قد حضرتا مفاجآت عديدة، أولها الإعلان الصريح عن بدء المشاركة الروسية في الحرب ضد الإرهاب، وثانيها إجراء التغييرات اللوجستية ووضع اللمسات الروسية بشكل واضح وصريح، وإجراء تعديلات جذرية على أساليب التعاطي مع المواقف كافة وعلى كل المستويات. في تموز المنصرم سربت الصحافة معلومات عن نية الجيش السوري لتشكيل فرقتين جديدتين (الفرقة السادسة والفرقة الثانية) وأثارت هذه المعلومة أوساط الصحافة والمحللين المتابعين، خطوةٌ كثر الحديث عن دلالاتها لكن بقيت التفاصيل مبهمة حتى هذا الأيام.
للمرة الأولى في تاريخ الحرب السوريّة يخرج إلى العلن رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري العماد علي أيوب ليعلن بدء عمليات واسعة للجيش السوري في مناطق مختلفة، ولم تكن المفاجئة في الإعلان فقط أو في ظهور العماد أيوب، بل إن البيان الذي تلاه صرح فيه عن تشكيل الجيش السوري “للفيلق الرابع″ والمجهز بالسلاح النوعي والعتاد، وهذا ما بدا واضحا في المقاطع المصورة التي رصدت العمليات العسكرية في أرياف حماة واللاذقية.
تشكيل الفيلق الرابع بحسب المراقبين يحمل دلالات عديدة، أولها أن الجيش السوري رغم ما تعرض له إلا أنه لا زال في حالة جيدة تنظيميا وإداريا. ثانياً، رغم تعرضه لخسائر كبيرة إلا أنه لا زال قادرا على المواجهة والتحكم في الميدان. ثالثا وربما أكثر ما يثير الانتباه وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الأسس التنظيمية للجيش السوري تخول القائد العام للقوات المسلحة بالترقي إلى رتبة مشير(فريق أول) فيما إذا أحدثت القوات فيلقا رابعا، وهنا تكمن المفاجأة الأبرز والتي قد تمكن الرئيس السوري بشار الأسد من الوصول إلى رتبة “مشير” كونه القائد العام للجيش والقوات المسلحة وبرتبة “فريق”.
رأي اليوم