هل تسقط الهدنة في الزبداني؟

هل تسقط الهدنة في الزبداني؟

أخبار سورية

الأحد، ٤ أكتوبر ٢٠١٥

دخلت الهدنة في مدن الزبداني – الفوعة – كفريا حيّز التنفيذ منذ أسبوع، لكن عقد الإتفاق بين الجهات المفاوضة لصالح الدولة السورية والجهات المعارضة المحسوبة على التنظيمات المسلحة، لم يؤدي بعد إلى إحلال السلام المرجو من الإتفاق، لا بل ان الأمور بدأ تأخذ منحى سلبي بعد الإهتزازات الخطيرة التي تُصيب الهدنة.

المباحثات التي إستمرّت لنحو الشهر ونيّف بين الجهات المفاوضة برعاية إيرانية – تركيا والتي توصلت إلى “وقف للاعمال العسكرية” يسبق إعلان هدنة تستمر لستة أشهر بعد تحقيق بند إخراج الجرحى من المدن كبندٍ أوّل، يبدو انها تصطدم بتعنّت ورفض بعض الجهات المسلحة، فيما تعمل أخرى عسكرياً على إسقاط أي مسعى للحل.

ما جرى في محيط الفوعة – كفريا من إهتزاز للهدنة تمثّل بقطع طريق سراقب الذي كان سيُعتمد لاخراج قوافل الجرحى والمدنيين نحو منطقة ريف حماة الشمالية والإنتهاك المتبادل من قبل الجيش السوري والمسلحين لها في منطقة ريف إدلب، مثّل عقدةً رئيسية أثّرت على الواقع الميداني في مدينة الزبداني، فالمدينة الواقعة في ريف دمشق الجنوبي والتي يُسيطر حزب الله والجيش السوري على غالبيتها، بدأت تتحسّس الخطر القادم من عدم تحقيق وتنفيذ ما تم الإتفاق عليه بفضل التعنّت.

إستمرار الإتفاق على الورق دون اي مبادرات من أجل تنفيذ بنوده، حرّك مجدداً المجاميع المسلحة في المناطق التي حُصروا في داخلها وسط المدينة عبر رصد نشاط لا يصل حد إطلاق النار او الإشتباك، بل كان واضحاً انهم يعملون على تدعيم الدشم والمواقع خشيةً من إنهيار مفاجيء للهدنة تستعيد مشهدية المعارك. الجبهة المحيطة بالزبداني من جهة الجبل الشرقي والجرود والمرتفعات التي ينشط فيها المسلحين عبر دعمهم من جهة وادي بردى، عملت على خرق الهدنة يوم أول من أمس الجمعة.

وتشير الوقائع التي حصلت عليها “الحدث نيوز”، ان هؤلاء، قاموا بإستهداف أحد مواقع حزب الله على أطراف الجبل الشرقي من جهة المدينة بالقذائف، أمر، كاد يؤدي إلى تحريك كامل الجبهة لولا تدخل “لجنة تنفيذ بنود الهدنة”. رد الجيش السوري وحزب الله إقتصر على إستهداف أحد المواقع في الجبل الشرقي من جهة كرم العلالي، ليحصر الأمر ضمن هذا المستوى.

“لجنة الهدنة” عملت على التدخل لدى قوات حزب الله والجيش السوري من جهة، ولدى مجموعات “أحرار الشام” المتحصنة وسط المدينة من جهة اخرى، حيث عملت على تهدئة النفوس وعدم السماح بالانجرار خلف محاولات مجموعات مسلحة تابعة لـ “النصرة” إسقاط الهدنة.

محاولات “النصرة” في الزبداني تأتي إنسجاماً مع أخرى مشابهة تعمل عليها في محيط الفوعة – كفريا حيث تنشط هناك وكأن الهدنة غير موجودة دون ان يصل ذلك إلى إطلاق النار، حيث ترصد جهات في الجيش السوري، بحسب ما علمت “الحدث نيوز”، ترصد تحركات لمقاتلي النصرة وجيش المهاجرين على الجبهات المحيطة بالفوعة والتي إستغلّت سابقاً للهجوم على محاور المدينة.

ويبدو ان “النصرة” من خلال هذه التحركات، تسعى إلى الإستعداد للحظة الصفر التي تتوقع ان تبدأ عند إنتهاء مساعي الهدنة لتكون ممراً لها من أجل ضرب الإتفاق وإستعادة خطط القتال ومحاولات الإقتحام الفاشلة.