حي القدم: الجيش السوري يُراقب «إنفلاش داعش» بإهتمام

حي القدم: الجيش السوري يُراقب «إنفلاش داعش» بإهتمام

أخبار سورية

السبت، ٥ سبتمبر ٢٠١٥

تضاربت المعلومات حول مصير المعارك في حي القدم جنوب دمشق، وسط أنباء تتحدث عن تراجع طرفي القتال، في وقتٍ أبقى الجيش السوري على حياده في المعارك مكتفاً بتعزيز مواقع في حي التضامن خوفاً من حصول تمدّد من جهة يلدا او مناطق تماسٍ أخرى.

تنظيم ” #داعش ” الذي كان قد أعلن قبل أيام سيطرته على ما يقارب نصف الحي، أكد أنه لا زال يُسيطر على جامع ” #حذيفة_بن_اليمان ” ومحيطه بعد ان دخله قبل أيام، حيث جاء هذا الرد بعد معلومات روجتها #ميليشيات_المعارضة تتحدث عن أنها إستطاعت طرده من هذه المنطقة الهامة بالنسبة إلى طرفي النزاع. “داعش” دحض الرواية عبر شريط فيديو مسجل صوّره من أمام المسجد حيث ظهر مقاتلان وهما يتحدثان بلهجة التنظيم داحضين رواية الإنسحاب ومؤكدين على الإستمرار في القتال ضد من اسموهم ” #الصحوات “، في إشارة إلى ميليشيات المعارضة في الحي.

ونشرت ” #وكالة_أعماق ” مقطع يظهر مقاتلو تنظيم #الدولة_الإسلامية بجانب المسجد ويظهر أحد مقاتلي التنظيم في المقطع وهو يؤكد أنهم لم ينسحبوا من الحي مشيراً إلى أن تاريخ تسجيل المقطع كان ” 292015″.

المعارك تشي بإنفلاش التنظيم في هذه المنطقة وسط سعيٍ واضح من قبل حركة ” #أجناد_الشام ” التي تقوم المعارك، بوضع حد لتمدّد التنظيم على حسابها، كونها تعتبر ان #حي_القدم يعتبر من معاقلها في #جنوب_دمشق ومن الصعب ان تتخلى عنه بسهولة.

“الأجناد” زعمت يوم أمس الخميس، انها إستطاعت “فك الطوق العسكري الذي كان يفرضه عليه تنظيم داعش على عمق الحي وذلك بعد انحياز فصيلين عسكريين في القدم إلى صف الأجناد”، وفق ما يؤكد مصدر عسكري في الجماعة العسكرية ذات التوجه الاسلامي المتشدّد.

وقال المصدر، ان ما يسمى ” #لواء_مجاهدي_الشام ” الذي يضم نحو 150 مقاتلاً تحت قيادة المدعو صالح الزمار قام بالانشقاق عن تنظيم داعش بعد ان كان قد بايعه قبل شهر فيما بادرت مجموعة اخرى تتبع لجماعة ” #جبهة_النصرة ” وتحمل اسم (مجموعة أبو فهد الصهيوني) بالانشقاق ايضاً بعد توجيه إتهامات للجبهة في جنوب العاصمة على أنها تساند تمدّد وإرتكابات داعش. الانشقاقان اديا إلى توسع كتائب “الأجناد” وبالتالي توسيع مجال تحركها غرباً إلى عمق حي الماذنية التابع لحي القدم، حيث تمكنت، وفق مصادرها، من طرد التنظيم من هناك، لكن “داعش” كما قلنا قي مقدمة التقرير، نفى ذلك متسلحاً بمشاهد تظهر سيطرته على جامع حذيفة بن اليمان، في حين إتهم نشطاء التنظيم بـ “الخداع” وانه صوّر المشاهد في وقتٍ سابق.

وكان “داعش” قد نجح يومي الجمعة والسبت الماضيين وصبيحة الاحد بعزل مسلحي “الاجناد” في حارات ضيقة بعد ان سيطر على أكثر من نصف حي القدم. إنفلاش “داعش” وحصر “الاجناد” ادى لإنتفاضتهم بعد ان حصلوا على دعم من خلال الإنشقاقات من داخل التنظيم مكنتهم من العودة في المعارك وإرجاع “داعش” قليلاً حتى بات يتمترس في محيط “جامع حذيفة” الذي بات يعتبر من مناطق التماس.

في موازاة ذلك أرسل تنظيم “داعش” تعزيزات عسكرية إلى حي القدم، في محاولة منه لسد الفراغ الذي أحدثه انشقاق أهم ركائز التنظيم في الحي (مجاهدي الشام)، في وقتٍ دعّم نقاط تثبيته في #حي_العسالي الذي تشير المعلومات، انه سيطر عليه بالكامل مع طرد مسلحي ميليشيات المعارضة صوب “القدم”.

وتشير المعطيات الميدانية، عن معارك عنيفة ومعارك كر وفر تستخدم فيها الاسلحة الصاروخية والرشاشة الثقيلة، في وقتٍ تميل الكفة مجدداً لصالح ميليشيات المعارضة التي حازت على دعمٍ من مختلف الفصائل في المنطقة.

وفي حصيلة تقريبية غير رسمية لأعداد قتلى الطرفين، اشارت مصادر صحافية عن مقتل حوالي 12 مسلحاً من “الأجناد” ومن معها بينهم أحد أكبر قائدة المجموعات المدعو بشار فضو، مقابل 4 من مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية”، وذلك منذ اندلاع المعارك بين الطرفين خلال الأسبوع الماضي.

وفي حال سيطر “داعش” على حي القدم، يكون قد بات على مسافة أقل من 8 كيلو متر من الجامع الأموي الكبير بـ #دمشق ، ايضاً يصبح على بعد نحو 1 كلم من مباني اﻷفرع اﻷمنية في #حي_الميدان القريب.

وفي محاولةً منها لإيقاف تمدّد “داعش”، أصدرت فصائل “مسلحة” تابعة للمعارضة جنوب دمشق، بياناً أعلنت فيه عن “تشكيل غرفة عمليات موحدة، للتصدي لعناصر تنظيم داعش”.

وبحسب ما جاء في البيان، فإن “الثوار في حي القدم، أعلنوا عن توحدهم تحت راية واحدة، وذلك بعد المعارك العنيفة التي شهدها حيي القدم والعسالي، والذي أسفر عن سيطرة تنظيم الدولة على بعض المواقع في المنطقة”.

بدوره، بقيَ الجيش السوري محايداً ومتخذاً موقع المراقب عن بعد دون التدخل في القتال، لكنه، على ما تؤكد مصادر #الحدث_نيوز ، قام بتدعيم مواقعه ونقاط تماسه ومحاوره في حي التضامن خشية حصول أي تمدّد من جهة منطقة يلدا، بعد ان بات واضحاً ان التنظيم المتشدّد يسعى لربط عاصمة إمارته في الجنوب الدمشقي بالاحياء القريبة كـ “القدم، العسالي، ويلدا”.

وقال مصدر عسكري سوري لـ “الحدث نيوز” من دمشق، ان “الجيش السوري يراقب تمدّد تنظيم داعش في الأحياء الجنوبية بإهتمام ودقة وهو جاهز للتعامل مع أي تطوّر ينذر بأي خطر صادر من حي القدم على العاصمة”، مؤكداً ان “المعارك هناك لم تصل بعد إلى الحدود غير المسموح تجاوزها بالنسبة إلى الدولة”