«أحرار الشام» تُجهض هدنة الزبداني:ضغط على مضايا وهجوم على كفريا والفوعة

«أحرار الشام» تُجهض هدنة الزبداني:ضغط على مضايا وهجوم على كفريا والفوعة

أخبار سورية

الاثنين، ٣١ أغسطس ٢٠١٥

قليلون هم من علّقوا آمالًا على الهدنة الأخيرة في مدينة الزبداني مع توقعات بانهيار سريع حصل بالفعل جراء تفاصيل كثيرة عرقلت المفاوضات، لتتجدد هجمات المسلحين على كفريا والفوعة ويستأنف الجيش السوري عمليته في المدينة ومسلحيها المحاصرين.
وتجددت المعارك في الزبداني وقريتي كفريا والفوعة مع انهيار الهدنة التي تم التوصل إلى اتفاق متشعب البنود حولها، الأسبوع الماضي، في وقت طالت قذائف المعارضة المسلحة حي أبو رمانة في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
ومع استئناف المعارك في الزبداني، أكد مصدر عسكري أن الجيش أحكم سيطرته على أبنية جديدة في المدينة، وقضى على اثنين من قادة التنظيمات المسلحة فيها، مشيراً إلى أن وحدات الجيش السوري بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، تواصل عملياتها على مواقع التنظيمات المسلحة في محاور مختلفة فيها. كما سلّم 8 عناصر من المجموعات المسلحة أنفسهم للجيش والمقاومة في المدينة بينهم قياديان.
وحول الهدنة قال مصدر مطلع على المفاوضات لـ «السفير» إن الهدنة انهارت بسبب تفاصيل كانت بحاجة لضمانات، ويوضح أن نقاطاً مثل خروج المسلحين بعتادهم الثقيل أو الخفيف أو بدون سلاح وكذلك ضمانات نقلهم، والجهة التي ستتكفل بذلك، وصولًا إلى الطرق المخصصة لنقل الجرحى والمسنين، جميعها كانت عوامل أجهضت الهدنة الهشة سريعا.
ويعلق المصدر على عدم خروج أي سيارات تتبع للصليب والهلال الأحمر لنقل الجرحى، مشيراً إلى أن هذه المسألة كانت قيد التفاوض، قبل أن تستجد نقاط جديدة كقضية خروج مسلحي مضايا ووادي بردى التي كانت المحطة الإضافية في المفاوضات، فيما كان لافتاً إصرار حركة «أحرار الشام» على إضافة بند لإخراج ألف معتقل، وبحث إمكانية انسحاب القوات السورية من مواقع عدة تسيطر عليها.
وذكر مصدر معارض في تركيا أن قراراً أولياً كان قد اتخذ بالانسحاب من الزبداني، قبل أن تعود قيادات حركة «أحرار الشام» ومعها الوسطاء الأتراك للضغط عليهم للبقاء، بالرغم من إدراك المقاتلين أن وضعهم بات أكثر صعوبة مع الحصار الخانق وإمكانية سقوط المنطقة في أي وقت.
وفي الوضع الميداني، تجدد القصف المدفعي والجوي على المنطقة، لا سيما مضايا التي باتت نقطة تجمع إضافية للمسلحين بالإضافة للمدنيين النازحين من الزبداني، فيما تساقطت عشرات القذائف على كفريا والفوعة التي قالت تنسيقات المعارضة ان المفاوضات بشأنها وصلت للسماح بخروج من هم دون خمسة عشر عاما، وهو ما لاقته فصائل البلدتين بالرفض بحسب التنسيقيات. ودارت مساء امس، اشتباكات عنيفة على محوري الصواغية ودير الزغب في البلدتين.
ونقلت وكالة «سبوتنيك»، أمس، عن مصادر محلية في القريتين أن روائح غريبة انتشرت بعد قصف مسلحي «جيش الفتح» البلدتين بعشرات القذائف الصاروخية يشتبه بأنها تحتوي على غاز الكلور السام. وذكرت المصادر أن ستة مواطنين أصيبوا بجروح ولم تسجل حتى الآن أية حاﻻت اختناق، مبينة أن الجهات المعنية في البلدتين تعمل على التأكد مما إذا كانت هذه الصواريخ تحتوي على الغاز السام أم ﻻ.
وحول إمكانية تجدد المفاوضات، يقول مصدر محلي في الزبداني لـ «السفير» إن البحث ليس في موضوع الزبداني، ذلك أن المنطقة بحكم المنتهية عسكرياً، وقتال «الجيش الحر» و «أحرار الشام» هو شراء للوقت لا أكثر بانتظار إيجاد حل نهائي قد يتماشى مع سيناريو حمص القديمة لجهة خروج المسلحين، وعودة المدنيين لبيوتهم مع عودة الخدمات، وإلا فهي مواجهة ستنتهي باقتحام ما تبقى وإنهاء سيطرة المعارضة على المدينة منذ أكثر من أربع سنوات.
وبحسب المصدر، فإن الجديد هو بحث مسألة وادي بردى وخصوصا مضايا، ما يعني إمكانية تجدد المفاوضات مجددا مقابل كفريا والفوعة، أو حتى نبل والزهراء في ريف حلب. ويستبعد المصدر كل الكلام عن حسم جبهة البلدتين شمالا على الرغم من تكرار قيادات «أحرار الشام» تهديداتها باقتحام البلدتين.
وفي دمشق، سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في حيي العدوي وأبو رمانة ومحيط ساحة الامويين ومحيط الميسات والشيخ رسلان في باب توما، كما تجدد سقوط قذائف الهاون على مناطق في محيط وزارة التربية وحي عش الورور.
وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق لـ «سانا» أن «إرهابيين أطلقوا عدة قذائف على أحياء سكنية في دمشق ما أدى إلى ارتقاء 3 شهداء وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة». وكان المصدر قد ذكر في وقت أن «إرهابيين يتحصنون في الغوطة الشرقية استهدفوا مناطق متفرقة من دمشق بعدد من قذائف الهاون، ما أسفر عن ارتقاء طفلة وإصابة 22 شخصا بجروح».
وجدد طيران الجيش السوري قصفه لمناطق في حي جوبر، في وقت تستمر الاشتباكات العنيفة بين تنظيم «داعش» من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في أطراف حي القدم جنوب العاصمة دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن الانباء تزايدت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في وقت أكد مصدر لـ «السفير» أن تنظيم «داعش» لم يتمكن بعد من دخول حي القدم، وأن المعارك تأخذ شكل الكر والفر بين الطرفين.