سهل الغاب: معركة أدمغة في رمال متحرّكة

سهل الغاب: معركة أدمغة في رمال متحرّكة

أخبار سورية

الأحد، ٣٠ أغسطس ٢٠١٥

تشهد منطقة سهل_الغاب بريف حماة، معارك كرّ وفرّ بين الجيش_السوري من جهة وميليشيات جيش_الفتح من جهة ثانية.
محاور المنطقة تشهد تقلبات حادة ومتتالية تتزامن مع تقلب الايام. “جيش الفتح” الذي إستباح قرى واسعة في المنطقة كانت تحت سيطرت الجيش السوري، تراجع بشكلٍ حاد فاسحاً المجال للجيش لكي يتقدم. التقدم الاخير للجيش في الايام الماضية كان بدوره عرضةً للتقلبات، حيث عاد الجيش ليتراجع عن قرى “خربة ناقوس، الزيارة، وواسط والمنصورة” بعد ان سيطر عليها ليتركها بدوره إلى ميلشيات جيش الفتح التي عادت وتقدمت. يوم امس، إستعاد الجيش السوري المبادرة متمكناً من إسترجاع “خربة ناقوس” التي خسرها مجدداً محاولاً التقدم على محاور القرى المحيطة بها.
التقلب في الميدان ترجحه المصادر إلى القوة المتكافئة بين الجيش السوري والمسلحين، فكليهما لديه خطوط إمداد عسكرية ولوجستية فضلاً عن قيادة ميدانية ذات خطط وهما يقاتلان تقريباً وفق نفس التكتيك العسكري، وعليه، تعتبر القوة العسكرية متشابهة ومتكافئة ومتوازنة ايضاً، ولترجيح دفة فئة على أخرى، يعمل على تعزيز إبتكارات الادمغة العسكرية لتكون هي المرجحة.
وترى مصادر ” #الحدث_نيوز “، ان إنفتاح خطوط الدعم من تركيا لصالح ميليشيات جيش الفتح فضلاً عن إنفتاح خطوط الدعم السورية من منطقة الساحل مع ما يختزنها من مصادر بشرية مقاتلة متحالفة مع الجيش السوري، هي سبباً في التقلب الدائم في الوقائع الميدانية من يوم إلى يوم. وباتت معركة سهل الغاب في الوقت الراهن، ساحة مؤلفة من رمال متحركة تبتلغ في كل يوم طرفاً جديداً رافضةً ان تعطي التقدم لطرف دون الاخر. لا شك بأن معركة سهل الغاب مختلفة من حيث الاستراتيجيات والتكتيكات عن المناطق الاخرى كون هذه المنطقة تحديداً لها حسابات خاصة للطرفين. فميليشيات المعارضة التي ترى فيها منطقة التأمين لـ #ريف_إدلب التي سيطرت عليه/ ومنصة العبور لتهديد مناطق #الساحل_السوري عبر التمدد نحو #ريف_اللاذقية ، يرى فيها الجيش منطقة العبور مجدداً نحو مناطق ريف إدلب التي تمّ إحتلالها ومنطقة تأمين الساحل السوري. ولهذا الغرض شرع بعملية عسكرية في ريف اللاذقية الشرقي المحاذي. ونرى من هنا تداخل أهداف طرفي المعركة من الميدان وهو أحد أسباب تقلبات المعركة.
وبناءً على ما تقدم، يمكن الرصد وبوضوح ان الاهداف بين الطرفين متقاربة لجهة الاهداف العسكرية فهذه المنطقة مترابطة من حيث الغايات لكلى الفريقين. هذا في الميدان اما في داخل العقول العسكرية المنتجة فهي الخلاصة التي تميل الدفة من جهة إلى جهة.
ميدانياً، وفي آخر تطورات المعركة، نجح الجيش السوري من إستعادة زمام المبادرة متقدماً مع ساعات الليل باتجاه بلدة خربة الناقوس ليسيطر عليها فجراً مرجعاً “جيش الفتح” إلى الخلف، فيما يعمل على متابعة التقدم نحو القرى الأمامية من بينها “الزيارة وواسط”.
وماتزال العمليات مستمر باتجاه بلدات المنصورة وتل واسط والزيارة وسط تمهيد من الجيش الذي أنهى في هذا الوقت تحصين مواقعه في بلدة خربة الناقوس التي تعد مركز انطلاق القوات باتجاه البلدات الثلاث.
وأكد ناشطون سوريون أن اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة، وقوات الجيش مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط بلدة المنصورة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، في محاولة من الجيش التقدم في المنطقة، مؤكدين وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش