بين كماشتي «النصرة» وداعش…مسلحو حلب: وداعاً برنامج التدريب الأميركي

بين كماشتي «النصرة» وداعش…مسلحو حلب: وداعاً برنامج التدريب الأميركي

أخبار سورية

الاثنين، ٣ أغسطس ٢٠١٥

أثارت حادثة اختطاف قائد ميلشيا ما تدعى «الفرقة 30 مشاة» مع 14 من عناصره على يد تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية قرب أعزاز شمال حلب، بعد تلقيهم تدريبات في إطار البرنامج الأميركي لتدريب ما تسميها «المعارضة المعتدلة»، خشية جميع المجموعات المسلحة من الانضمام للبرنامج الذي ولد ميتاً قبل أن يبدأ. وأفادت مصادر معارضة محسوبة على أكثر من مجموعة مسلحة، وخصوصاً «الجبهة الشامية» التي تعد أكبر التشكيلات الإرهابية المسلحة، لـ«الوطن»، بأن جميع المجموعات تقريباً ستقاطع البرنامج الأميركي، الهادف إلى تدريب 5 آلاف مسلح، بذريعة مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، لعدم اصطدامهم بشكل مباشر مع «النصرة» التي تتهم كل المشاركين فيه بأنهم «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أميركا في المنطقة»، والتي شنت غارات على مواقع الجبهة في الشمال السوري رداً على عملية الاختطاف وإرغام باقي مسلحي «الفرقة» على الانسحاب من مقرهم قرب أعزاز كيلا يلاقوا مصير زملائهم.
وبعد تكذيب «البنتاغون» الأميركي خبر اختطاف «النصرة» لمتدربين من برنامجه، أثبتت «النصرة» اختطافها للمسلحين ونشرت تسجيلاً مصوراً عنونته باسم: «جنود الجبهة يبدؤون عملية عسكرية تهدف إلى منع تمدد الذراع الأميركية في الشمال السوري»، ما دفع بالمترددين في الانخراط في برنامج التدريب ممن وقع عليهم الاختيار العسكري الأميركي، إلى العزوف عنه بشكل نهائي للحؤول دون وقوفهم وجهاً لوجه مقابل «النصرة».
وأكدت المصادر، أن من تبقى من المسلحين الذين أدرجت أسماؤهم ضمن قوائم التدريب الأميركية قدموا اعتذارات «شفوية» بعدم المشاركة وأن بعض الذين يتلقون التدريب راهناً داخل معسكرات تركية خاصة انسحبوا منها ورجعوا إلى مجموعاتهم لأنهم في حال استمرارهم سيقعون بين فكي كماشة داعش و«النصرة»، وبذلك يكون برنامج تدريب المسلحين الأميركي تلقى ضربة موجعة ثانية بعد رفض معظم المجموعات سابقاً المشاركة فيه لعدم إيمانهم وقناعتهم بوجوب قتال التنظيم الإرهابي ولتضاف «النصرة» ذريعة لوأد حلم ما يدعى اصطلاحاً «الجيش الحر» وداعميه بتشكيل «نواة جيش» قادر على قتال داعش أو ملء فراغ أفول نجمها.
وكانت «النصرة» ولاستعراض عضلاتها ومدى نفوذها، نفذت أمس الأوّل حكم الإعدام بـ10 أشخاص في حي الشعار بمدينة حلب من دون توجيه تهم محددة إلى بعضهم، وأشارت مصادر أهلية لـ«الوطن» إلى أن من بين الأشخاص الذين أعدموا عسكريين رفضوا هيمنة الجبهة على جميع شؤون الحياة بما فيها العسكرية للمجموعات الإرهابية المسلحة المتحالفة معها أو التي تناهضها.