تفاصيل تعذيب جيش الإسلام و النصرة للمخطوفين

تفاصيل تعذيب جيش الإسلام و النصرة للمخطوفين

أخبار سورية

السبت، ١ أغسطس ٢٠١٥

"سبوتنيك" تكشف تفاصيل تعذيب جيش الإسلام و النصرة للمخطوفين في ريف دمشق

تدحرجت رأسا أخويه والدم ينفر منهما بين أرجل أصحاب "اللباس الشرعي"، الذين قطعوا الرؤوس مطلقين الشتائم الطائفية، وليس التكبيرات، كما تعودنا في مقاطع الفيديو التي تبثها "جبهة النصرة" على مواقع التواصل الاجتماعي وقنواتها.

وفي المشهد التالي، بدأ الأخ الثالث بالسير متثاقل الخطى مرتجفاً بعد أن قادته عناصر جبهة النصرة من منطقة عدرا العمالية في 2013 مع آخرين، مغمضي الأعين، إلى موقع مجهول مكثوا فيه نحو 7 أشهر، لترتكب بحقهم، حسبما يؤكد "المخطوف المحرّر" في حديث خاص لوكالة "سبوتنيك"، عمليات تعذيب طالت الرجال والنساء على حد سواء، وكانت المرأة من الطائفة العلوية تتعرض للضرب حتى تفقد جميع أسنانها فضلاً عن الجلد بأكبال الكهرباء إلى أن يسقطن فاقدي الوعي تماماً.

المحرر الذي خرج من سجن التوبة، أكد أن أغلب النساء أصبن بنوبات صرع من كثرة تعرضهن للتعذيب والحقن بالمواد المخدرة "التي تجعل الإنسان ينام لمدة يومين"، حتى وصلوا إلى مرحلة الإدمان عليها وفقدان التمييز بين أيام الأسبوع، ولا الليل من النهار، وانعزلوا عن العالم الخارجي فاقدين صلتهم به، ولدى التحقيق مع النساء فإن من تنفي أن يكون لديها قريب في الجيش السوري وسلك الأمن ويثبت عكس ما قالت، تتعرض للضرب المبرح حتى تصاب بالشلل أو فقدانها للبصر.

تحت الأرض
ويشير المختطف المحرر إلى أن طيلة بقاء المختطفات لفترات طويلة دون استحمام أو نظافة شخصية، تفضي إلى إصابتهن بأمراض جلدية حرجة وحالات جرب، وعندما تسوء حالتها يتم إخراجها وإطلاقها إلى جانب أقرب نقطة ممكنة من حواجز الجيش السوري. ويتابع: "في أحد الأيام تم إخراج قسم كبير من السجن رجالاً ونساءً من عدرا العمالية، ليتم مبادلتهم لمصلحة "جيش زهران علوش" مقابل 20 فتاة طلبتها "النصرة" من "علوش"، تم السير بعدها لمدة ساعتين تحت الأرض عبر النفق الذي يصل إلى سجن التوبة في دوما.

ويردف "المحرر" الذي فقد أسنانه وأصيب بمرض الكلى وسوء النظر، أنه تم سجنهم في مهجع كبير تحت الأرض بعمق طابقين يضم محتجزين من عمر 18 إلى 40 عاماً، بينهم نساء مهندسات وطبيبات ورجال مدنيون وعسكريون، والنساء كن منعزلات عن الرجال، بوجود قسم خاص بالنساء من الطائفة السنية من دوما يتم محاكمتهن بالسجن على عقوبة السرقة وغيرهن علماً، أنهن منعن من التحدث مع غيرهن من طوائف أخرى.

حبوب "السيتامول"
أما من ناحية الطعام، يكشف "المختطف المحرر" أن الوجبة الأولى تبدأ عند الظهر، وهي عبارة عن "رغيف خبز صغير وصحن يحوي بضع حبات من الأرز"، وأحياناً كثيرة تمر الأيام من دون طعام، في حين يتم التفتيش صباحاً بشكل يومي بإذاعة الأسماء للرجال والنساء، ولا يتم السماح برؤية النساء للرجال. وفي الحالات التي تكون هناك سجينة وزوجها أو أولادها موجودين يسمح لهم باللقاء لمدة ساعة كل 15 يوماً في ساحة المعتقل، كما أن من تسوء حالته يتم إخراجه من السجن إلى أقرب حاجز للجيش السوري.

ويضيف أنه تم توزيع نسخ من القرآن الكريم على جميع السجينات، اللاتي ارتدين اللباس الأسود الشرعي، دون إجبارهن على القراءة، والأدوية اقتصرت على حبوب "السيتامول" المسكنة فقط، بينما كان الاستحمام باستخدام المياه الباردة ولا يوجد  كهرباء، علماً أن الذين خرجوا من سجون المتشددين مصابين بمرض الكلى وعدم الرؤية جيداً والسكري والضغط، وفقدان الأسنان، والتهاب في الأعصاب".

وعلى الرغم من تحرير العديد من أمثال "المحرر الشاهد" الذي أدلى بتفاصيل التعذيب لـ"سبوتنيك"، فإن عددا من المشافي الحكومية رفضت استقبالهم للعلاج بحجة أنهم بحاجة إلى إبراز وثيقة تسوية وضع للتأكد من مصداقية كلامهم.

وما زال مصير المخطوفين غير معروف ومبادرات المصالحة لإخراج المخطوفين فشلت في أكثر من مكان في منطقة الوعر بحمص، وفي حلب ودوما، ويتناقل البعض عن وجود  قسم من المخطوفين في منطقة عرسال اللبنانية والنبك وتركيا.