مع إقتراب الحسم في الزبداني.. «إسرائيل» تتدخل!

مع إقتراب الحسم في الزبداني.. «إسرائيل» تتدخل!

أخبار سورية

الخميس، ٣٠ يوليو ٢٠١٥

 يبدو أن الوقائع التي تتجه نحو الحسم العسكري في الزبداني، قد أزعجت العدو الصهيوني الذي اعتمد على الزبداني في بناء طموحاته الأمنية ومشاريعه في المنطقة، كنقطة ارتكاز للحزام الآمن المنشود حدودياً. وبعد أن بات مشغلو مشروعه قاب قوسين أو أدنى من السقوط، إضطر للتدخل المباشر في الميدان، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المشروع ومشغليه، فكانت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت القنيطرة السورية، ومن بعدها جرود بلدة قوسايا اللبنانية عبر إستهداف موقع عسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المطل على مدينة الزبداني ويحمل دوراً لوجستياً في المعركة، بحسب ما أكدته مصادر في الجبهة الشعبية.

لكن يبدو أيضاً، أن تدخل الأصيل لم يحقق ما عجز عنه الوكيل من قبل، وفي الوقت الذي شن العدو الصهيوني غارة جوية استهدفت عند الساعة الثالثة والربع عصراً، موقعًا عسكريًا للجبهة الشعبية – القيادة العامة، مطل على مدينة الزبداني ويربط ما بين الأراضي اللبنانية والأراضي السورية، كان الجيش السوري والمقاومة يواصلان تقدمهما في الزبداني مسجلين يوماً حافلاً من أيام معركة الزبداني التي شارفت على الإنقضاء وفقاً لما تنذر به الوقائع الميدانية.

خطة تضييق الحصار التي يعتمدها الجيش العربي السوري والمقاومة في خنقهما للمجموعات المسلحة بالزبداني، أدت الى تقليص كبير لمساحة حركة تلك المجموعات، لتقتصر في تواجدها وحركتها على الأحياء الداخلية للمدينة، فيما انقطعت طرق الإمداد عنها بشكل شبه تام، بعد سيطرة الجيش السوري والمقاومة على كامل الطرق المؤدية إلى داخل المدينة، وتفجير معظم الأنفاق التي تؤمن طريقًا للمسلحين من وإلى الزبداني.

وأفادت مصادرعسكرية اليوم أنّ "وحدة من الجيش بالتعاون مع المقاومة، قضت على ثلاثين مسلحًا على طريق بردى جنوب الزبداني، ومحور قلعة الزهراء باتجاه حي النابوع على الطرف الشمالي الغربي من المدينة". كما نقل الإعلام الحربي مشاهد لاستهداف مجموعة مسلحة حاولت التسلل باتجاه بساتين بقين ومضايا، ما أدى إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن عشرين مسلحًا، من بينهم متزعم ما يسمى "لواء الفرسان" المدعو محمد نزيه الخوص. كما قتل عدد آخر من المسلحين بعد استهداف نقطة رصد تابعة لهم بصاروخ موجه في محيط جامع بردى جنوب غرب الزبداني. من جهتها أكدت المجموعات المسلحة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مقتل العديد من قادتها من بينهم "لؤي الدالاتي ومحمد علي رحمة" خلال المعارك الحاصلة في الغوطة الشرقية والزبداني.

وكانت محافظة القنيطرة، قد شهدت بدورها غارة جوية إسرائيلية، إستهدفت سيارة كانت تقل 3 عناصر من "الدفاع الوطني"، عند مدخل بلدة "حضر" التي تعتبر من بلدات "الخطوط الأمامية" في المعارك الدائرة بالقنيطرة. في المقابل، شهدت القنيطرة تقدماً للجيش السوري على عدة محاور في سياق مواجهته لمعركة الجنوب التي أطلقتها المجموعات المسلحة بقيادة غرفة "الموك" في الأردن، وتهدف الى خلق منطقة عازلة في الجنوب تمثل حزاماً آمناً لكيان العدو الإسرائيلي. كما تابع الجيش العربي السوري ولجان الدفاع الوطني عملياتهم في ريف القنيطرة، وأشارت المصادر المواكبة للعمليات إلى أنّ "وحدة من الجيش قضت على عدد من أفراد التنظيمات المسلحة في عمليات مركزة على تجمعاتهم عند تقاطع برج الزراعة على أطراف جباثا الخشب وفي محيط حراج الحرية وموقع الكشة وقرية الحميدية". وتشكل تلك المناطق منطلق للاعتداء بالقذائف الصاروخية من قبل المجموعات المسلحة على الأحياء المجاورة، وكان آخر اعتداء في 26 الجاري، حيث استشهد أربعة أشخاص وأصيب عدد آخر بجروح بعد سقوط قذائف صاروخية على منطقة حضر.

أما في الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، فقد أصبح تنظيم "داعش" خارج معظم أحياء المدينة، بعد استرجاع كل المناطق من قبل الجيش العربي السوري، باستثناء بؤر صغيرة يتحصن داخلها المسلحون في حي الورود جنوب شرق الحسكة، وأكدت المصادر أن "المعارك في الحسكة أسفرت عن مقتل أكثر من 300 عنصرٍ لداعش".

وفي مدينة حلب، ذكرت المصادر العسكرية أنّ "وحدات من الجيش قضت في عمليات دقيقة على تجمعات لتنظيم "جبهة النصرة" في أحياء حلب القديمة والليرمون والشعار". وأشارت المصادر إلى أنّ "العمليات شملت أيضًا أحياء باشكوي وبني زيد والخالدية والراشدين أربعة والشيخ لطفي والسكري والشيخ سعيد وخان طومان، وأسفرت عن تكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر في الأفراد والعتاد". كما أوقعت وحدات أخرى من الجيش قتلى ومصابين في صفوف المسلحين في قرية المنصورة غرب مدينة حلب بنحو 10 كم، وقد أوضحت المصادر أنّ "المجموعات المسلحة تتخذ تلك المنطقة منطلقًا لاستهداف الأحياء السكنية في المدينة بالقذائف الصاروخية والهاون". وتحدثت وسائل إعلامية عن مقتل القائد الميداني في تنظيم داعش أبو عمر الشيشاني، المسؤول عن العمليات في محيط مطار كويرس وجبهة السفيرة شرق حلب.

أما في ريف دمشق فقد أدى انفجار وقع في معمل لتصنيع العبوات الناسفة وقذائف الهاون وتفخيخ السيارات، في مزارع الأشعري شرق قرية حمورية وسط الغوطة الشرقية، إلى مقتل خمسين مسلحًا من تنظيم "جبهة النصرة". في غضون ذلك، كثّف الجيش العربي السوري عملياته على تجمعات المسلحين في تدمر، وأفادت المصادر الميدانية هناك أنّ "وحدة من الجيش نفذت رمايات مركزة بناءً على معلومات دقيقة عن تحرك مسلحي تنظيم "داعش" شمال سد وادي أبيض بريف تدمر، وأسفرت العملية عن تدمير رتل آليات بمن فيها من إرهابيين وما فيها من أسلحة". كما قامت وحدات من الجيش مدعومة بسلاح الجو بتدمير أرتال من السيارات والاليات المتنوعة لتنظيم "داعش" على طريق تدمر-السخنة، وقضت على عدد من أفراده في مدينة تدمر ومحيط قلعة فخر الدين المعني وعلى اتجاه منطقة مثلث تدمر.

يُذكر أنّ الجيش العربي السوري قد سيطر على معظم التلال المشرفة على مدينة تدمر، استعدادًا لبسط سيطرته على كامل المداخل المؤدية إلى المدينة، التي تتحصن داخلها المجموعات المسلحة منذ أشهر، بعد أن ارتكبت العديد من المجازر بحق المدنيين العُزّل والتي راح ضحيتها أكثر من خمسمئة شخص أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى عمليات النهب التي تقوم بها المجموعات المسلحة للقطع الأثرية هناك.

وتعليقاً على مزاعم دخول تركيا على خط المواجهة ضد المجموعات المسلحة على حدودها مع سوريا والعراق، فقد أكدت وزارة الخارجية السورية أنّ "الحكومة التركية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن سفك الدم السوري، وعن المعاناة الإنسانية لملايين السوريين، بسبب دعمها للإرهاب. داعيةً مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهما عبر إلزام الدول بتنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب واتخاذ الاجراءات الرادعة بحق الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية، مشددةً على أنّ القضاء على الارهاب يتطلب جهدًا جماعيًا ملزمًا على المستويين الإقليمي والدولي".

وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أنّ "حكومة الجمهورية العربية السورية ترفض محاولة النظام التركي تصوير نفسه على أنّه الضحية وأنّه يدافع عن نفسه، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ما فعله هذا النظام من تقديم كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولاسيما 2170 و2178 لعام 2014 و2199 لعام 2015".