بعد طول إنتظار...الحسكة تعود الى أحضان الوطن

بعد طول إنتظار...الحسكة تعود الى أحضان الوطن

أخبار سورية

الخميس، ٣٠ يوليو ٢٠١٥

الحسكة .. تلك البقعة الغالية على كل سوري، والتي طالما كانت مطمعاً لداعش لما لها من أهمية إستراتيجية وإقتصادية نفطية، وأرض البطولة والنضال، وقدمت القرابين والتضحيات فأصبح الموت على أرضها شرفاً ما بعده شرف، وكان للجيش السوري بمساندة وحدات حماية الشعب بطولات لا تحصى ولا تعد على أرضها، تكاد تكون معجزات تحققت على أرض الواقع، وبعد نحو 33 يوماً من المعارك مع مسلحي تنظيم داعش، الذين شنوا هجوماً واسعاً مباغتاً على المدينة الواقعة في شمال شرق سورية، في 25 حزيران الماضي، تم دحر عناصر التنظيم من المدينة. هل هذه حقيقة أم حلم، العالم متفاجئ ومصدوم لما حدث، فما بناه داعش من إجرام وإرهاب، إنتهى وتلاشى، فبعد ما تمكن الدواعش من السيطرة على عدة مناطق سورية بشكل عام والحسكة بشكل خاص، والذين أتوا من كل حد وصوب ومن جميع أصقاع العالم بدعم من المخابرات الغربية، لكن أبى الجيش السوري إلا أن يحرروا أرضهم من دنس الإرهاب ويطهروها، فأرض سورية مقدسة من شمالها وصولاً الى جنوبها ومن شرقها الى غربها. اليوم توالت الإنتصارات فما يدخل الجيس الأرض إلا وقد حررها، من الحسكة الصمود والشموخ بدأت الحكاية، حكاية نصر يرويها لنا الأبطال، الذين سجلوا فيها النصر المؤزر والتي تؤكد على أن الجيش كالحديد لا يركع إلا لله، لذلك عندما تقدم الجيش السوري في مدينة الحسكة هربت المجموعات المسلحة منها بعد السيطرة على عدد من المناطق ليصبح تنظيم داعش محاصراً في منطقتين بهذه المدينة، وعلى إثر هذا التقدم تبدأ عودة الحياة بشكل تدريجي في المدينة، لتقترب القوات السورية من إعلان المدينة آمنة للمدنيين. اليوم نجح الجيش السوري بمساندة وحدات حماية الشعب الكردي، بتثبيت سيطرته على معظم الجبهات الساخنة في مدينة الحسكة، في الوقت الذي شهدت صفوف المسلحين تراجع متسارع وانهيارات كبيرة على إثر تقدم وحدات الجيش السوري في مناطق سيطرة التنظيم جنوب المدينة، وبهذا التقدم للجيش السوري يكون داعش قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب الكامل من المدينة، من ناحية أخرى يواصل الجيش السوري تقدمه باتجاه مدينة تدمر... مئات الأمتار أصبحت تفصله عن مثلث تدمر الإستراتيجي، بعد توغله في منطقة البيارات وسيطرته على مدرسة قيادة السيارات والمزارع المحيطة، وهناك مصادر عسكرية أكدت إنسحاب مجموعات كبيرة من عناصر داعش بعد سيطرة الجيش على أجزاء واسعة من التلال المشرفة على مدينة تدمر. ببساطة، أن سورية على موعد مع النصر ولايفصلها سوى خطوات خاطفة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن الدولة السورية، وأن الانتصارات ستتوالى في كل محافظات سورية وستكون تدمر النصر التالي وهي إنتصرت بفعل إنتصار الحسكة. مجملاً....إن الجيش السوري سيقاتل ويبذل دمه في سبيل الله وسورية، ومعركته القادمة ستكون أقصر وقتاً من معركة الحسكة وأسهل.