تغير في المزاج التركي ... بقرار أمريكي المنطقة العازلة مستحيلة

تغير في المزاج التركي ... بقرار أمريكي المنطقة العازلة مستحيلة

أخبار سورية

الأربعاء، ١ يوليو ٢٠١٥

 للأمنيات عالمها، لكن للسياسة واقعها، هذا ما تنطبق عليه أخر التطورات السياسية والميدانية في سوريا والمنطقة.

 أحلام أردوغان وفريقه بالتوغل في الأراضي السورية، بعثرها الواقع الميداني والإقليمي والدولي، لم يجد الحالم بإعادة الروح إلى جيفة السلطنة العثمانية، أحداً ينصت لجعجعة طموحاته، الروس حذروا والإيرانيون نبّهوا، فيما الأمريكيون أكملوا سلسلة ردود الفعل الكابحة لجموح "البغل" العصمنلي.

 لقد قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الأدميرال "جون كيربي"، إن البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة في فرض منطقة آمنة في سوريا حاليًا، موضحاً أن هناك صعوبات كبيرة لفرض مثل هذه المنطقة، إضافة إلى أن التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة، كما أشار إلى أنَّ تركيا لها موقف واضح منذ فترة طويلة بشأن إقامة المنطقة الآمنة"، نافيًا علمه بوجود خطة عسكرية تركية جاهزة في هذا الشأن، وقد اعترف المسؤول الأمريكي بالأعباء التي تعيشها تركيا حالياً سواءً اقتصادياً أو أمنياً أو سياسياً.

 قلنا في مقال سابق أن وهم الدخول التركي إلى الأراضي السورية يحتاج لمعجزة، أو لفانوس سحري يعيدنا بالزمن إلى حيث كانت سلطنة التخلف ترسل انكشارييها هائمين بين حدود الدول، وهو في ذات الوقت كان فخاً سورياً تم نصب شراكه بحرفية عالية.

 لا يمكن للتركي التورط مع أكثر من جهة في وقت واحد، ولا طاقة لأردوغان المترنح بسبب ضربة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أن يفتح جبهات اشتباك دبلوماسية مع موسكو وطهران، فضلاً عن دخوله في نفق حرب جديدة مع الأكراد في كل من سوريا وتركيا نفسها.

 الأمريكيون أرادوا من تصريحهم ذلك إفهام الروس بأن واشنطن لا تنسق مع أنقرة فيما حُكي عنه حول إقامة منطقة عازلة في سوريا، وهي كذلك تريد إفهام أردوغان على الملأ بأنه لا يمكن أن تدعمه ولو سراً في إقامة مشاريع كتلك لما لها من تداعيات خطيرة إقليمياً وعالمياً، بالمحصلة فقد صدقت توقعاتنا، حيث يتم الحديث الآن عن تغير في المزاج التركي، بحيث تم التراجع عن فكرة المنطقة العازلة ودخول الجيش الانكشاري التركي، وبات الحديث الآن عن توفير دعم جوي ومدفعي للجماعات المسلحة.