الدولة الدرزية على الخرائط الاسرائيلية!

الدولة الدرزية على الخرائط الاسرائيلية!

أخبار سورية

الخميس، ١٨ يونيو ٢٠١٥

... "اسرائيل تذرف الدموع على الطائفة الدرزية في الجنوب السوري"، هي بالواقع أحدث نكتة سمجة تتناقلها وسائل الاعلام المختلفة منذ المذبحة التي ارتكبت في بلدة قلب لوزة في شمال سوريا، وبدء الهجوم العسكري على مطار الثعلة العسكري الذي يعتبر البوابة الجنوبية لمدينة السويداء كبرى مدن الانتشار الدرزي على الارض السورية.

فقد حفلت الايام الماضية بالعديد من التصريحات الاسرائيلية من رأس الدولة الى صغار السياسيين والضباط الذين يحثّون دول الغرب وجهات ومنظمات أممية على وجوب حماية دروز سوريا، كما أنهم -أي الاسرائيليين- يبدون الرغبة في تقديم
"الحيثيات" من اجل بناء منطقة درزية على حدودها مع سوريا تكون بمثابة "الشريط الحدودي" الذي يؤمن جانباً بالغ الاهمية من حدودها الشمالية الشرقية، ويكون نسخة عن الشريط الذي يستحدثه الاكراد في الشمال السوري، وذلك في سياق تنفيذ الاستراتيجية الصهيونية بتفتيت المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية.

فأبناء الطائفة الدرزية في كل الدول المحيطة والذين يفكرون بعقل ومنطق، يتذكرون جيداً ماذا كانت نتيجة تصرفات اسرائيل عندما احتلت نصف لبنان تقريباً في العام 1982، وماذا كانت نتائج ذلك على اخوانهم في الجبل اللبناني، وبالتأكيد ما تزال صورة الضابط اللبناني الفار الى اسرائيل انطوان لحد وهو يفتتح مطعماً لبيع الفلافل على الاراضي المحتلة ماثلة امامهم، بعدما كان قائداً لما تمت تسميته ب"جيش لبنان الجنوبي"، على خلفية ان من يصدق الوعود الاسرائيلية كالذي يصدق الوعود الاميركية فأنه لا يحصد الاّ الخيبة بعد فوات الآوان.

وهل يمكن أن يصدّق ابناء الطائفة الدرزية ان اسرائيل التي لم تتأخر يوماً عن تقديم يد العون للمنظمات الارهابية التي تعيث قتلاً وتدميراً في سوريا، والتي فتحت حدودها ومستشفياتها امام آلاف الجرحى من تلك التنظيمات، هي فعلاً حزينة على الدروز لانهم تعرضوا للذبح او التشتيت على يد هؤلاء البرابرة؟ أم انها تسعى لأن تكون الاب الروحي الظاهري لتلك الطائفة، طالما ان معظم الطوائف والمذاهب في المنطقة لها مرجعيتها الدولية، فلماذا لا تعزف هي على مثل هذا الوتر لتتحول الى راعٍ، بعد ان استطاعت ان تُسقط عن نفسها صفة احد الافرقاء الاعداء في المنطقة بفضل ما يقدمه لها العديد من الانظمة العربية من خدمات، بمعرفة او بدون معرفة.

جميع الاوساط المراقبة والمتابعة لم يغب عن بالها يوماً أن الخرائط الاسرائيلية المتداولة منذ عقود عدة عن منطقة الشرق الاوسط تتضمن دولة درزية من المرتفعات السورية الى الساحل اللبناني، ولكنه لم يغب عن بالها ايضاً ان المنظومة اليهودية التي قصفت اطفال قانا، وقتلت صحافيين اجانب في الاراضي المحتلة، وحطمت يد طفل فلسطيني لانه رشق جيش الاحتلال بالحجارة، وقنصت الطفل محمد الدرّة في حضن والده، لن تأسف على باقي الشعوب بل تقوم بما يخدم ديمومتها وعلى حساب أي كان.