300 مـوقع أثري في ريـف دمشـق معظمها تعرض للتخريب بسبب الإرهاب.. جهود كبيرة تبذل لإعادة ترميم المواقع المنهوبة

300 مـوقع أثري في ريـف دمشـق معظمها تعرض للتخريب بسبب الإرهاب.. جهود كبيرة تبذل لإعادة ترميم المواقع المنهوبة

أخبار سورية

الخميس، ٢٨ مايو ٢٠١٥

بدأت الدراسات الشاملة عن بناء مدينة دمشق ونقوشها وآثارها منذ العام 1908 م على يد علماء غربيين إضافة إلى أعمال ترميم ودراسات عمرانية، وأثمرت عن اكتشاف معالم هذه المدينة التاريخية المذهلة، وكان آخرها ما قام به علماء آثار سوريون في المديرية العامة للآثار والمتاحف من مسح شامل يغطي مساحات ومواقع الأبنية التاريخية والتقليدية القديمة كلها،

وذلك في إطار عمل لجنة دولية لصيانة المدينة القديمة في دمشق وفي عام1979 تم تسجيل قلب العاصمة القديم على لائحة اليونيسكو في عداد الممتلكات الثقافية العالمية ويوجد اليوم في دمشق القديمة حوالي مئتي بناء أثري يعود معظمها إلى القرون الوسطى، كما أن السوق الكبير لم يفقد شيئاً من نشاطه الذي استمر عبر العصور، ما يجعل المدينة القديمة واحدة من المراكز الحضارية القديمة القائمة في العالم الإسلامي والتي تعطي مثالاً رائعاً عن النشاط الاقتصادي والتجاري والاجتماعي والثقافي في هذا العالم.
تأسست في عام1946
  تأسست المديرية العامة للآثار والمتاحف بعد استقلال سورية عام 1946 م وبرزت مهامها خلال السنوات الأولى من الاستقلال في الكشف عن كل مفردات التراث السوري والحفاظ عليها وحمايتها وإجراء الدراسات الخاصة بالمكتشفات الأثرية وصياغة القوانين الناظمة لذلك والتي وردت في قانون الآثار وتعديلاته.
ومع تطور العمل الأثري وتزايد الاكتشافات اتسعت مهام المديرية العامة للآثار والمتاحف وتعددت مسؤولياتها العلمية والإدارية لتشمل جميع المدن والمناطق في القطر العربي السوري، وليبلغ عدد الإدارات التابعة لها في القطر قرابة الخمسين بين دوائر آثار في المحافظات، ومتاحف، وإدارات مواقع وشعب آثار مختلفة تعمل بموجب قانون الآثار وتقوم بالإشراف على سير العمل الأثري في القطر وإبراز معالم الحضارة السورية، داخل سورية، من خلال تأهيل المواقع الأثرية، ومن خلال المتاحف والندوات والمؤتمرات والمنشورات والمطبوعات ذات الطابع التاريخي والأثري، وخارجها،  من خلال المعارض الأثرية والمشاركات الدولية المختلفة عبر المؤتمرات والملتقيات الأثرية-، وبموجب النشاط العلمي للمديرية العامة للآثار والمتاحف خلال نصف القرن الماضي، تمكنت من تعريف العالم بفصول الحضارة السورية القديمة وأضافت إلى مناهج التاريخ في جامعات العالم ومراكز بحوثه علوماً سورية قديمة، فأضحت تلك الجامعات تدرّس حضارات ما قبل التاريخ المزدهرة في سورية وحضارات ماري وأوغاريت وإيبلا وقطنا وغيرها من المدن والممالك والمواقع السورية التي تأتي كل يوم بجديد، وأضحت سورية بذلك محط أنظار علماء التاريخ والآثار واللغويات لما أبدته الأرض السورية من معطيات غيّرت الكثير من معتقدات البشر عن تاريخ الحضارات الإنسانية في كل العصور التاريخية التي عرفتها البشرية، ذلك أن الأرض السورية قد احتضنت شواهد مهمة جداً عن كل عصر.
يقول الدكتور محمود الحمود مدير دائرة الآثار في محافظة ريف دمشق: يوجد في محافظة ريف دمشق أكثر من 300 موقع أثري، يعود تاريخها إلى مختلف العصور بدءاً من عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الإسلامية المتأخرة، مروراً بالعصور القديمة والكلاسيكية، من أهمها يبرود ومعلولا وصيدنايا وتل أسود وتل الرماد وتل غريفة وتل البحارية وتل الصالحية وتلول الفار
وتل سكا وحينة وبرقش ورخلة، وعشرات التلال والمواقع والأبنية الأثرية المنتشرة على مساحة تزيد على 18 ألف كم2 ونتيجة للظروف المأسوية التي عاشها بلدنا الحبيب خلال السنوات الأربع الماضية فقد تعرض الكثير من هذه المواقع للتخريب والأذى، وقد تم رصد بعض هذه الأضرار، لكن هناك الكثير من المواقع التي لا يزال مصيرها مجهولاً لعدم التمكن من الوصول إليها أو الحصول على معلومات بشأنها، وكان مبنى الدائرة أول المواقع التي تعرضت للأذى نتيجة الاعتداء الإرهابي الذي وقع في ساحة المرجة بتاريخ 28/4/2013، ويعود تاريخ البناء إلى العصر العثماني ولفت الدكتور حمود إلى الجهود الكبيرة  التي بذلتها وزارة الثقافة ومحافظة ريف دمشق والمديرية العامة للآثار والمتاحف في إعادة ترميم العديد من المواقع التي تعرضت للأضرار، والتي كان لها شديد الأثر في الحفاظ على جزء من تاريخ السوريين والبقاء على مكنوناته من التحف الفنية التي تعبر عن عراقة وأصالة المجتمع السوري.
مبنى قلعة الضمير
تقع على بعد 45 كم شرق دمشق، وهو من المباني الفريدة لوجود مدخلين كبيرين له، يعود تاريخ بنائه لسنة 245م، تعرض للاعتداء أكثر من مرة تمت فيها سرقة أجهزة الإضاءة كما تم تهديم السياج الحديدي المحيط به، وتخريب مبنى الخدمات الملحق بالبناء وتعرضت واجهات المبنى لبعض الضرر الناتج عن التفجيرات التي حصلت في الموقع كما قام الإرهابيون بالتنقيب غير الشرعي عن الآثار في أرضية الموقع.
مبنى سرايا النبك
يقع وسط مدينة النبك 80 كم شمال دمشق، وهو مؤلف من طابقين، يعود تاريخه إلى أواخر العصر العثماني، تعرض المبنى لكثير من الضرر أدى لتكسير الأبواب والنوافذ وإلحاق الأذى في الجدران والأسقف، كما تمت سرقة بعض محتوياته ومنها بعض مضخات الماء.
دير مار يعقوب
يقع غرب بلدة قارة 90كم شمال دمشق، يعود تاريخ الدير إلى العصر البيزنطي (منتصف القرن السادس للميلاد)، تعرض لأكثر من هجوم ما أدى لإلحاق الضرر في غرف البناء وسقفه وجدرانه وأبوابه ونوافذه ومحتوياته.
حمام حرستا
يعود تاريخه إلى العصر المملوكي، تعرضت أجزاء منه للهدم، وتضررت جدرانه وسقفه، كما سرق بعض محتوياته ومنها أبوابه الخشبية.
معصرة حرستا
يعود تاريخ البناء للعصر العثماني، تعرض المبنى لتهدم بعض أجزائه بما في ذلك القبوات والجدران.
مبنى خان دنون الأثري
يقع على بعد  25 كم جنوب دمشق، يعود تاريخ البناء إلى العصر المملوكي، تعرض لأضرار متنوعة أصابت السقف والجدران كما نشب فيه حريق كبير إثر سقوط قذيفة إرهابية عليه.
تل الصالحية
يقع في غوطة دمشق قرب بلدة الصالحية (ناحية النشابية) 17 كم شرق دمشق، يعود تاريخ التل للألف الثالث والثاني والأول قبل الميلاد، تعرض للكثير من الأذى الناجم عن التنقيب غير الشرعي، وقد استخدمت في أعمال التنقيب آليات ثقيلة (بلدوزر)، ما أدى لتجريف أجزاء من التل وإلحاق ضرر كبير فيه.
كفر حور
يقع على بعد  46 كم جنوب غرب دمشق، يعود تاريخ الموقع إلى العصرين الروماني والبيزنطي، يشهد عملية تنقيب غير شرعي عن الآثار فيه أدى لتخريب الكثير من المدافن والكهوف في الموقع.
- سوق وادي بردى
تقع بلدة سوق وادي بردى على بعد 30 كم شمال غرب دمشق، فيه الكثير من المواقع الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني وتتعرض لأعمال تنقيب غير شرعية.
- قبة العصافير
تقع داخل مدينة عدرا العمالية، 23 كم شمال شرقي دمشق، وهي مبنى ذو شكل مربع تعلوه قبة، شيد في القرن الرابع عشر الميلادي، تعرض لانهيار الواجهة الشمالية منه وجزء من القبة.
- مقام حجر بن عدي الكندي
يقع في مدينة عدرا، يعود الضريح للصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي، يعود تاريخ بنائه إلى العصر الأيوبي ولكن بعض أساساته وجدرانه تعود إلى العصر الروماني. تم الاعتداء على الضريح ونبش القبر وتخريب المبنى من الداخل.
 خان عياش
يقع خان عياش في مدينة عدرا، عند مفرق بغداد من الطريق الدولي دمشق- حمص، يعود تاريخ البناء، مع القبة المجاورة، إلى العصر المملوكي، (القرن 13 ميلادي)، تعرض الخان لبعض الأذى، وقد تهدم جزء من قبة البناء المجاور للخان.
معلولا
تقع معلولا شمال دمشق وتبعد عنها نحو 56كم، وينتشر فيها الكثير من المباني والمعالم الأثرية التي يعود تاريخ معظمها إلى العصرين الروماني والبيزنطي. ومن أهم المواقع فيها التي تعرضت لضرر كبير هناك بيوت وأزقة البلدة القديمة التي فجرها الإرهابيون وأضرموا فيها النيران. كما تعرض دير وضريح القديسة تقلا للحرق والدمار وضاعت مقتنياته المقدسة ومن ضمنها عدد كبير من أكثر الأيقونات ندرة. وتعرض دير القديسين سركيس وباخوس الذي يعود تاريخ بنائه لأوائل القرن الرابع الميلادي، لدمار بعض أجزائه ولاسيما جدرانه والقبة، وسرقة الكثير من مقتنياته ومنها الصلبان والأيقونات النادرة ومنها التي رسمها ميخائيل الكريتي. وتم تكسير المذبح الرئيس الرخامي وتحطيم الصليب الخشبي القائم عليه، إضافة إلى القيام بعمليات الحفر تحت المذبح بهدف البحث عن كنوز. كما تعرضت كنيسة مار لاونديوس لبعض الدمار وتم تكسير /بيت القربان المقدس/ الرخامي، وسرقة المقتنيات المقدسة، بما فيها جرس الكنيسة الأثري الذي يعد من أجمل أصوات أجراس الكنائس بعد جرس كنيسة القيامة في القدس. وتمت إزالة الصلبان من فوق قبب الكنيسة. وتعرض قسم من الأيقونات الثمينة للسرقة والقسم الآخر للحرق، حيث عمد المسلحون إلى تجميع مقاعد الكنيسة الخشبية في وسط البناء ثم أضرموا النار فيها، ما أدى لإحراق كل المحتويات فيها. كما تعرض مبنى كنيسة القديسين قوزما وديميانوس للتخريب الشديد، وسرقة الأيقونات الثمينة منه وتم تدمير الإيقونستاس الخشبي. كما لحقت الأضرار في كنيسة القديسة بربارة وتم حرق جميع محتوياتها وسرقة مقتنياتها الثمينة بما فيها الأيقونات. هذا علاوة عن الأضرار التي لحقت بالكثير من الأبنية الدينية الأخرى والمغاور والمدافن القديمة في معلولا ومحيطها.