عددهم لا يزال قليلاً .. تدمر تستقبل الزوار السوريين والأجانب من جديد

عددهم لا يزال قليلاً .. تدمر تستقبل الزوار السوريين والأجانب من جديد

أخبار سورية

الأربعاء، ١٩ سبتمبر ٢٠١٨

بدأت مدينة تدمر تستقبل الزوار السوريين والأجانب، بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي وطرده منها وعودة الأمن والاستقرار إليها، إلا أن عودة السياحة كما في السابق إليها مرهونة بتدفق الاستثمارات إلى تدمر، وإعادة إعمارها.
وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية في تقرير لها: إنه خلال الأزمة، تعرضت تدمر لعدة هجمات من قبل التنظيمات الإرهابية، في حين تشهد حالياً استقراراً على ضوء هزيمة تلك التنظيمات، وتستقبل الزوار السوريين والأجانب، إلا أن عودة السياحة إليها مرهونة بعودة الاستقرار إلى جميع المناطق السورية وتدفق الاستثمارات إلى تدمر، وإعمارها.
ووفق التقرير، فإن المناظر الحزينة هي التي تستقبل زوار مدينة تدمر الآن، وهي التي كانت في السابق قبلة الزوار السوريين والسياح العرب والأجانب.
ويلاحظ الزائر على جانب الطريق البراميل المليئة بالرمال، وعبارات كتبت باللغتين العربية والروسية، تملأ الجدار من قبيل: «نحن صامدون» (باللغة العربية)، «يجب أن نبقى واقفين» (باللغة الروسية).
وقال أحد عناصر الجيش، الذين رافقوا وفد إعلاميين خلال زيارتهم التعريفية إلى تدمر: إن «عدد السكان في تدمر قليل الآن»، مضيفاً: «بدأ السكان يعودون تدريجياً». وكانت المدينة الأثرية تعرضت نتيجة الأعمال الوحشية لتنظيم داعش الإرهابي لأضرار كبيرة، إذ تم تدمير معبد بل وقوس النصر ومعبد بعل شمين ومسرح تدمر.
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «يونيسكو»، بالإضافة إلى روسيا وبولندا وإيطاليا ودول أخرى، عن استعدادهم لتقديم المساعدة في ترميم الآثار المدمرة في المدينة الأثرية، إلا أن مستشار المدير العام لمنظمة «اليونيسكو»، هنريكاس الغيراس زيغمو يوشكيافيتشوس، أعلن أن المنظمة تعيش أوقاتاً صعبة بعد انسحاب الولايات المتحدة منها، مشيراً إلى نقص في التمويل.
وكان مدير متحف تدمر الحالي، محمد الأسعد، صرح بأن منظمة «اليونسكو» لم تف بوعودها في المساعدة بإعادة بناء مدينة تدمر التي تضررت جراء القتال، مشيراً إلى صعوبة تقدير الأضرار التي لحقت بالمدينة الأثرية، ومقدراً بأنه إذا تم تقديم المساعدة من المجتمع الدولي، فإن عملية إعادة الإعمار قد تستغرق 5 سنوات على الأقل، في حين يصعب تقدير المدة الزمنية اللازمة في حال تم الاعتماد على الجهود الذاتية السورية فقط.
وقبل الأزمة كانت مدينة تدمر تستقبل حوالي 40- 50 حافلة من زوار سوريين وسياح أجانب يومياً.
وشملت الرحلة، التي نظمتها وزارة السياحة السورية لإعلاميين من روسيا وكازاخستان، كلاً من حمص وقلعة الحصن وحلب وتدمر.
وقامت الحكومة السورية بنقل كل القطع الأثرية التاريخية من متحف تدمر إلى دمشق قبل بدء الأحداث هناك، عندما رأت بوادر أولى للأزمة في هذه المنطقة الصحراوية.
وفي سياق متصل، قال جندي آخر، رفض الكشف عن اسمه، ويتمركز في حرم معبد بل، رداً على سؤال حول توفير الأمن في المنطقة: إن عدد الجنود المتواجدين الآن في مدينة تدمر ومعبد بل «كافٍ» لضمان الأمن والاستقرار، وبين بأن «الجنود يتمركزون هنا ليلاً ونهاراً لضمان الأمن».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الزوار يأتون حالياً، إلى تدمر من مناطق سورية أخرى أو من دول أخرى، قال الجندي: «نعم، يوجد، لكن عددهم قليل، غالبيتهم سوريون».
ولم يتأثر مسرح تدمر، بهجوم تنظيم داعش الأول، لكن في الهجوم الثاني دمرت أجزاء كثيرة منه، ولعل أبرز ما يذكر بالأحداث المرعبة التي حدثت في تدمر، صورة مدير متحف تدمر السابق، عالم الآثار، خالد الأسعد، الذي استشهد بعد استهداف مسلحي داعش له، بسبب رفضه الكشف عن أسرار المدينة، وصورته اليوم مرسومة على باب المتحف الحديدي، كرمز للصمود والشجاعة.
وشهدت المدينة التاريخية، المسجلة ضمن «قائمة التراث العالمي» لدى منظمة «اليونيسكو»، تدمير الكثير من معالمها وآثارها التاريخية العريقة، بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي عليها، في أيار 2015، إلى أن تم تحريرها، في 27 آذار 2016، بمساندة ودعم القوات الجوية الروسية، وفي منتصف كانون الأول عام 2016 تمكن مسلحو داعش من السيطرة على المدينة مرة أخرى، ولكن الجيش العربي السوري تمكن من تحريرها من جديد بداية آذار 2017، ونفذ المهندسون الروس أعمال إزالة الألغام من المدينة.
وتعتبر تدمر من أبرز المعالم التاريخية في الحضارة الإنسانية، التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث.