إنفاق 62 مليون ل.س لتحسين النظافة.. ولكن لا جدوى!! … نظافة طرطوس في حالة سيئة والمسوغات غير مقنعة!

إنفاق 62 مليون ل.س لتحسين النظافة.. ولكن لا جدوى!! … نظافة طرطوس في حالة سيئة والمسوغات غير مقنعة!

أخبار سورية

الاثنين، ١٧ سبتمبر ٢٠١٨

يبدوان كل ما عرضه الإعلام ومطالبات المواطنين وكل الاجتماعات واللقاءات التي شهدتها قاعات المدينة والمحافظة والعاصمة والوعود التي أطلقت خلالها بخصوص تحسين واقع النظافة في مدينة طرطوس وخارجها ذهبت أدراج الرياح حتى الآن.
فأينما ذهبنا وحيثما حللنا في مدينة مركز المحافظة وفِي بقية المدن والبلدان والبلديات نجد أكوام القمامة متراكمة في الشوارع والطرقات والمفارق وبين الأشجار، صحيح أن الأمور قد تختلف بين مكان وآخر لكن القاسم المشترك بين كل الأماكن هو سوء النظافة وتراكم القمامة بشكل غير مقبول.
المحافظة تضع الكرة في مرمى مجالس المدن والبلدان والبلديات وتؤكد أنها تعطيهم إعانات من أجل النظافة وغيرها لكنهم لا يقومون بواجبهم كما هو مطلوب وتتهم الكثير منهم بالتقصير، وتلك المجالس تقول إن إمكاناتها ضعيفة وعمالها قليلون ولا تملك أدوات العمل الكافية من جرارات ومعدات وآليات نظافة، وتطالب بالمزيد من الدعم وتتهم الكثير من المواطنين بعدم التقيد بمواعيد إلقاء القمامة وضعف ثقافة النظافة عند نسبة كبيرة منهم، وتتجاهل أنها لا تقوم بتنفيذ قانون النظافة وجماليات المدن رقم 49 لعام 2004 بحق المخالفين!
لقد تفاءلنا خيراً بعد انطلاق العمل في مشروع النفايات الصلبة في وادي الهدة حيث توقعنا أن يتم حل قضية القمامة بجميع جوانبها بما في ذلك تحسين الواقع البيئي.. فهل كان هذا التفاؤل في محله؟ وما الإجراءات التي قامت وتقوم بها المحافظة لتحسين واقع النظافة في جميع الوحدات الإدارية؟
 
نقص آليات وعمال
يقول مدير إدارة النفايات الصلبة في المحافظة وسام عيسى رداً على تساؤلات «الوطن»: إن معظم الوحدات الإدارية في المحافظة تعاني نقصاً في عدد آليات النظافة وقدم الآليات الموجودة ونقص الاعتمادات المخصصة لتأمين المحروقات وصيانة الآليات وتأمين مستلزمات النظافة فضلاً عن النقص في عدد عمال النظافة في هذه الوحدات.
وخلال الشهور الماضية سارعت المحافظة إلى اتخاذ عدة إجراءات للتخلص من هذه المعاناة وتحسين واقع النظافة، وكان من أبرزها منح معظم الوحدات الإدارية إعانات مالية خلال عام 2018 (61 مليون ليرة سورية) حتى نهاية شهر آب 2018 من الموازنة المستقلة لناحية الجمع والنقل ومعالجة المكبات العشوائية.
ومنح الوحدات الإدارية خلال عام 2018 إعانة مالية لإصلاح وصيانة الآليات بكلفة إجمالية
(100 مليون ليرة سورية) من بند إعادة الإعمار وقد باشرت الوحدات الإدارية بالإصلاحات المطلوبة لآلياتها.
كما تم رفد الوحدات الإدارية في المحافظة بعقود موسمية للتعاقد مع عمال نظافة وحدائق من ضمن خطة التشغيل الممولة من الموازنة المستقلة للمحافظة خلال عام /2018 بـ/715/ عاملاً.
وتم التعاقد مع الشركة العامة للطرق والجسور لتأهيل مكب عين الزرقا وصافيتا بمبلغ إجمالي /2.5/ مليون ليرة سورية وتمت المباشرة بتاريخ /29/6/2018.
ومنح مجلس بلدة أرواد إعانة مالية وقدرها /5.5/ ملايين ليرة سورية لصيانة قارب احتياط لنقل القمامة من أرواد إلى وادي الهدة.
 
إجراءات
أما بخصوص مدينة طرطوس فيقول عيسى: نظراً لنقص عدد عمال النظافة في المدينة لأسباب متعددة، وكذلك نقص في عدد الآليات وقدمها وتعطل عدد كبير منها ونقص الاعتمادات المخصصة للمحروقات وصيانة الآليات، سارعت المحافظة لاتخاذ عدة إجراءات من أجل تحسين واقع النظافة في المدينة وترحيل كمية القمامة المتراكمة في الأحياء والشوارع ومن هذه الإجراءات إقامة حملات النظافة الدورية بمشاركة شركات القطاع العام، وتخصيص مجلس المدينة بـ/94/ عاملاً خلال عام /2018/ من ضمن خطة التشغيل في الموازنة المستقلة ومنحه إعانة مالية مقدارها /30/ مليون ليرة سورية لدعم قطاع النظافة و/22/ مليوناً لإصلاح الآليات المعطلة من الإعانة الوزارية من بند إعادة الإعمار.
وتخصيص المجلس بـ/5/ جرارات وقلاب سعة /2/ طن عدد /2/ وبوبكات عدد/2/ خلال عام /2018/ وخمس ضاغطات خلال عام / 2017/ من وزارة الإدارة المحلية.
وختم بالتأكيد ضرورة الاستفادة القصوى من الكادر البشري والآليات الموجودة لدى الوحدات الإدارية وذلك من خلال تنظيم العمل والمتابعة الدقيقة.
علماً أن ترهل بعض الوحدات الإدارية وخاصة خلال فترة انتخابات الإدارة المحلية أدى إلى تراجع واقع النظافة في هذه الوحدات.
رغم ما تقدم نعود للقول إن الواقع مازال غير مقبول سواء في المدينة أم الريف ولابد من إجراءات جديدة وجادة من المجالس الجديدة ومن المحافظة ووزارة الإدارة المحلية لمعالجة الأسباب والنتائج بكل تفاصيلها بما في ذلك واقع مكب وادي الهدة الذي يعاني السكان القاطنون في القرى المحيطة به من روائحه الكريهة.