فرار جماعي لقيادات إرهابية في إدلب تاركة الفصائل لتواجه مصيرها

فرار جماعي لقيادات إرهابية في إدلب تاركة الفصائل لتواجه مصيرها

أخبار سورية

الجمعة، ٧ سبتمبر ٢٠١٨

تشهد مدينة إدلب السورية تطورات يومية متسارعة سواء على صعيد عمليات الجيش السوري هناك أو الأخبار المتعلقة بالمجموعات الإرهابية المسلحة إضافة إلى أوضاع المدنيين في ظل سيطرة تلك الجماعات الإرهابية على المدينة وريفها.
وحول هذه المواضيع الساخنة تحدث الصحفي، حسام الشب، من ريف إدلب إلى إذاعة “سبوتنيك” وهو مواكب لعمليات الجيش السوري ولكافة التطورات المتعلقة بالمجموعات الإرهابية والمدنيين.
وعن أسباب انهيار معنويات الإرهابيين وهروبهم بشكل جماعي إلى تركيا، قال حسام الشب: تعيش المجموعات الإرهابية في إدلب حالة من التخبط والاضطراب مع اقتراب معركة إدلب، حيث تتوافد أرتال الجيش السوري إلى كافة محاور المحافظة وعلى مختلف الجبهات من اللاذقية إلى حماه وأبو الظهور.
 
 
 
وأشار الشب إلى ذلك زاد من حالة الاضطراب التي تعيشها المجموعات الإرهابية، كما أننا يمكن أن نلاحظ حالة الإرباك الكبيرة التي تعيشها تلك المجموعات من ارتفاع وتيرة الاغتيالات والتفجيرات في كافة أرجاء محافظة إدلب وتستهدف معظمها قيادات تلك التنظيمات الإرهابية بالإضافة إلى مقرات الإرهابيين ومستودعاتهم.
 
ونوه الصحفي السوري إلى أن الإرهابيين لا زالوا يعيشون حالة الوهم بأن التركي لن يسمح ببدء معركة إدلب، وأن المحافظة كما يروجون تحت الوصاية التركية، معتبرا أن هذه الأوهام هي من أجل إرضاء نفسهم، ورفع معنوياتهم، “لكن في حقيقة الأمر فإن معنوياتهم أصبحت منهارة بشكل كبير، فهناك أكثر من 300 إرهابي أجنبي انشقوا عن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي واستقروا في بيوتهم ويبحثون عن طريق للعودة إلى بلادهم، حتى لو أدى الأمر إلى اعتقالهم سنة أو سنتين هناك”. واستشهد الشب بكلام للإرهابي صالح الحموي أحد متزعمي “جبهة النصرة” في إدلب.
ومضى الصحفي السوري قائلا: هناك عشرات التقارير الإعلامية من داخل المحافظة تؤكد أن هناك حالات فرار بعض الإرهابيين والأجانب من خلال الحدود التركية، حيث تقوم عناصر حرس الحدود التركية بتهريب الإرهابيين، “كما تحدد تسعيرة الهروب بحسب جنسية الإرهابي وتصل إلى مبالغ طائلة، كذلك قام عدد من قيادات الإرهابيين بالهرب من إدلب وترك فصائلهم بحجة الذهاب لأداء فريضة الحج إلا أنهم سافروا ولم يعودوا وتركوا فصائلهم لتواجه مصيرها.” بحسب قول الشب.
وأضاف: في سبيل تدعيم المجموعات الإرهابية والزج بهم في صفوف “جبهة النصرة” قامت قيادات بتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي (المحظور في روسيا) بإخضاع معتقلين من “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) لديها لدورات شرعية لاستخدامهم في المعارك.
 
وذكر الصحفي الشب أنه بعد أن إقرار تركيا بأن تنظيم “هيئة تحرير الشام” إرهابي وسحبت عنه الغطاء، ضربت إدلب في اليوم التالي أكثر من عشرة تفجيرات استهدفت قيادات بارزة في التنظيم الإرهابي في مختلف أرجاء المحافظة، وبعد أن فشلت تركيا بحل “جبهة النصرة” أعطت الضوء الأخضر لـ”حركة نور الدين الزنكي” بتصفية “جبهة النصرة”.
 
وقال: بعد أن أدرك تنظيم “جبهة النصرة” باقتراب المعركة، يقوم اليوم بحملة اعتقالات كبيرة بتهمة أن المعتقلين يروجون للمصالحة مع الدولة، ويحاول التنظيم الإرهابي من خلال ذلك بث الذعر في نفوس المواطنين، كما قام عناصر “النصرة” بإنشاء منصة ميدانية للإعدام في مدينة حارم بريف إدلب لتصفية بعض الشخصيات التي تم اعتقالها حسب ما ذكرته تلك المجموعات الإرهابية.
كما أن المجموعات الإرهابية في إدلب تقوم باستعراض بعض السيارات على أساس أنها تتوجه إلى الجبهات من أجل رفع المعنويات، وقام الإرهابيون بتفجير جسر التوينة قرب قلعة المضيق بريف حماه الشمالي، في محاولة منهم بتثبيت مقاتليهم والإيحاء بأنهم غير خائفين من تقدم الجيش السوري، وبأنهم على استعداد لخوض المعركة، وحسب اعتقادهم أن تدمير الجسور سيعيق تقدم الجيش السوري، لكن هذا لا يصب سوى في خانة تدمير البنية التحتية للبلد، ولن يعيق تقدم الجيش السوري الذي قرر بدء المعركة وسيتقدم ولن تعيقه الخنادق أو المتاريس والتحصينات التي يقيمها الإرهابيون.
وكان إرهابيو “النصرة” و”الحزب التركستاني” قد دمروا جسرين في بلدتي الشريعة وبيت الراس اللذين يعدان من أهم وأضخم الجسور في ريف حماة الشمالي الغربي ويربطان بين بلدتي الشريعة وبيت الراس والقرى والبلدات المجاورة.
 
ويأتي تدمير التنظيمات الإرهابية للجسرين كمحاكاة لجرائم “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة وتنظيم “داعش” الإرهابي حيث عمدا خلال العام الماضي إلى تدمير جميع الجسور على نهر الفرات بذريعة منع وحدات الجيش العربي السوري من التقدم في عملياتها ضد الإرهاب.
 
يشار إلى أن لهجة الولايات المتحدة فيما يخص معركة إدلب تغيرت بعض الشيء حيث كانت تهدد وتحذر الدولة السورية من شن عملية عسكرية لتحريرها، إلا أن تصريح وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو أكد فيه أن بلاده ترى مكافحة الإرهابيين في شمالي سوريا أمرا ضروريا وتشاطر روسيا مخاوفها حيال وجودهم في إدلب.
وكالات