«فورين أفيرز»: لـ«قسد» مصلحة حقيقية في التوصل إلى اتفاق مع الدولة

«فورين أفيرز»: لـ«قسد» مصلحة حقيقية في التوصل إلى اتفاق مع الدولة

أخبار سورية

الأربعاء، ٥ سبتمبر ٢٠١٨

اعتبرت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية أن على «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الآن أن تأخذ بالحسبان كيفية الاستعداد لانسحاب القوات الأميركية بشكل نهائي، واحتمال انتصار الدولة السورية، ورأت أن لـ«قسد»، مصلحة حقيقية في التوصل إلى اتفاق مع الدولة السورية.
وترجم «مركز دمشق للأبحاث والدراسات- مداد» مقالاً نشرته المجلة تحت عنوان «مستقبل «قوات سورية الديمقراطية» بعد الولايات المتحدة لماذا يجب على الكرد عقد صفقة مع الرئيس الأسد»، واعتبرت فيه، أن «قسد» المدعومة من قبل الولايات المتحدة تخوض مواجهة جيوسياسية عالية المخاطر بين أقوى قوتين عسكريتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة.
وجاء في المقال: أنه على «قسد» الآن أن تأخذ بالحسبان كيفية الاستعداد لانسحاب القوات الأميركية بشكل نهائي، والنصر المحتمل للرئيس بشار الأسد، واستمرار الخصومة مع تركيا المجاورة. وعلى الرغم من أن الإجابة على هذه الأسئلة لم يتم تحديدها بعد، إلا أن الحقيقة الأساسية هي أن «قسد»، المحاطة بخصوم معادين، لها مصلحة حقيقية في التوصل إلى اتفاق مع الدولة السورية. ووفق المقال، فإن «قسد» تعتمد على ضمان أمني محدود لها من قبل الولايات المتحدة، فهي لا تستطيع أن تخاطر بمواجهة عسكرية مباشرة مع الدولة السورية أو حليفتيها، روسيا وإيران، وبدلاً من ذلك، يتوجب عليها أن تستخدم كل ما لديها من تأثير، من أجل التوصل إلى تسوية تفاوضية.
ورأى المقال، أن «مسار الحرب مناسب جداً للكرد في هذا الوقت، حيث يستعد الجيش وحلفاؤه لشن هجوم من أجل استعادة محافظة إدلب، وستقوم هذه الحملة بمنع «قسد» من الاضطرار إلى اتخاذ أي قرارات متسرعة، ويمكن أن تؤدي إلى تحسين موقفها التفاوضي في حالة نشوب حرب طويلة ومكلفة، وبعد انتهاء الحرب مباشرة، سيكون لدى الولايات المتحدة وحلفائها الأكراد أقصى قدر من النفوذ، عندما تكون الدولة السورية منهكةً عسكرياً، ولكن، ومع تعافي الجيش السوري، سيبدأ النفوذ الأميركي والكردي في التراجع، وبالتالي، يجب على الكرد السوريين الاستفادة من أي ضعف للدولة السورية بعد هجوم إدلب ومحاولة التوصل إلى نتيجة مؤاتية للمحادثات السياسية مع الحكومة السورية».
ولفتت «فورين أفيرز» إلى أن الأكراد السوريين يدركون وضعهم الهش، فمن المؤكد أن تنظيم داعش سيظل يشكل تهديداً لهم في المناطق الريفية التي يسيطرون عليها في شمال شرق سورية، وكذلك أيضاً تركيا، وبيّنت ضرورةَ أن يستغل الكرد السوريون وضعهم الحالي من أجل إدارة تحدياتهم الأمنية في المستقبل، ورأت أن لـ«قسد»، مصلحة حقيقية في التوصل إلى تسوية مؤقتة مع الدولة السورية.
ووفق المقال، فقد أثبتت الحرب بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وتركيا في عفرين بوضوح أنهم لا يستطيعون هزيمة جيش تقليدي كبير بمفردهم، وفي الوقت نفسه لا يستطيع الأكراد ردع الهجوم التقليدي للجيش العربي السوري.
وأشار المقال إلى أنه على المدى القريب، سيركز معظم اللاعبين الرئيسيين في الحرب على معركة إدلب القادمة، وبينت أن نتائج هذا الهجوم لا يمكن أن تكون موضع شك، فالجيش العربي السوري وروسيا يستطيعان ببطء استعادة السيطرة الإقليمية على جزء كبير من إدلب. وبالتالي، بحسب المقال، فإن هجوم إدلب يعني أنه بإمكان الأكراد الاستمرار في اللعب لبعض الوقت، لكن في النهاية يجب التوصل إلى اتفاق، لأنه لا يزال هدف الرئيس الأسد استعادة السيطرة الكاملة للدولة السورية، وبمجرد تراجع تهديد القوى المناهضة للحكومة، ستحاول الدولة السورية إرغام «قسد» على قبول العودة إلى حضن الدولة.
وختم المقال بالقول: إن الولايات المتحدة وروسيا، تتشاركان في وضع ترتيب سياسي توافقي للحكم المستقبلي في شمال شرق سورية، ولن يكون التفاوض حول مثل هذا الترتيب سهلاً، لكن مع إعادة حشد الجيش السوري بعد المعركة، سيتراجع النفوذ الكردي بشكل مطرد وستضعف مواقفه التفاوضية، ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد في تعويض هذا الضعف إذا تبنت سياسة ضيقة مرتبطة بواقع الحرب السورية وركزت على حماية «قسد»، وفي حال لم يحدث ذلك، قد يضطر الأكراد إلى قبول سيطرة الدولة، أو بمجرد أن تغادر الولايات المتحدة، قد يواجهون هجوماً لن يكونوا قادرين على الوقوف في وجهه.