جسر الدعم الأميركي إليها تواصل.. وقاعدة جديدة قرب هجين … داعش يثأر من «قسد» والأخيرة تضيق على أهالي الرقة

جسر الدعم الأميركي إليها تواصل.. وقاعدة جديدة قرب هجين … داعش يثأر من «قسد» والأخيرة تضيق على أهالي الرقة

أخبار سورية

الثلاثاء، ٤ سبتمبر ٢٠١٨

اعتدى «التحالف الدولي» مرة جديدة على إحدى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري في دير الزور، على حين لم يستطع حتى الآن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في الجيب المتبقي له في شرق نهر الفرات، حيث كان التنظيم يثأر من «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ويقتل مسلحين لها.
وبينما كانت «قسد» تلاحق كل من يناصر الحكومة السورية الشرعية، كان جسر الدعم الأميركي البري يواصل ضخ المزيد من العتاد العسكري إلى «قسد».
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اعتدت مروحية أميركية على منطقة خشان عند الضفة الشرقية لنهر الفرات والخاضعة لسيطرة الجيش، بدعوى إطلاق صاروخ من المنطقة على مناطق سيطرة «قسد» و«التحالف».
في المقابل كان «التحالف» يرسل المزيد من الدعم لـ«قسد» الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه جسر بري أقامته أميركا شبيه بالجسر الجوي الذي أقامته لإنقاذ الاحتلال الصهيوني خلال حرب تشرين التحريرية عام 1973.
وبحسب مصادر محلية بريف الحسكة دخلت أمس 150 شاحنة محمّلة بالمعدات والآليات ومواد البناء ومواد لوجستية تابعة لقوات «التحالف الدولي» عبر معبر التونسية «سيمالكا» مع إقليم شمال العراق، لافتة إلى أن عدد الشاحنات التي دخلت إلى شرق الفرات منذ بداية شهر آب الماضي وصل إلى 1750 شاحنة.
ورغم كل الدعم لم تتمكن «قسد» من اجتثاث داعش كما تدعي، وتحدث «المرصد» أمس عن اشتباكات بين الطرفين في منطقة النملية الواقعة في الريف الشمالي لدير الزور، وخسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين، ترافقت مع استقدام «قسد» تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، في محاولة لإعادة ضبط الوضع فيها.
واعتبر «المرصد» أن الهجوم الجديد يأتي ضمن استمرار عمليات ثأر التنظيم لخسارته في شرق الفرات ومحافظة دير الزور على وجه الخصوص، وخسارته للنفط، الذي كان يعد المصدر الرئيسي لتمويله داخل الأراضي السورية، على حين نقل نشطاء على «فيسبوك» أن خلايا تابعة لداعش ألصقت عدة مناشير على بعض الجدران في بلدة الصبحة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، حذرت الأهالي من التعامل مع «قسد».
واستهدفت «قسد» التنظيم في بلدة هجين، خلال ساعات الليلة قبل الفائتة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وذلك في أعقاب رصد مقتل عنصر يرجح أنه من داعش حاول التسلل لمناطق سيطرتها في محيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
وفي إطار ممارسات «قسد» بقمع أي ظاهرة مؤيدة لدمشق، اعتقلت قوات ما يسمى «الأمن العام» التابعة لما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، شابين في مدينة الرقة بسبب كتابتهما عبارات مؤيدة للحكومة على أحد جدران الملعب البلدي داخل المدينة.
ونقلت مواقع معارضة عن مصدر في «الأمن العام» أن العبارات المكتوبة هي «كلنا معك»، «(الرئيس بشار) الأسد أو لا أحد»، «كلنا فداء الوطن»، «الفرقة الرابعة» إضافة إلى عبارات أخرى.
وسبق أن شهدت مدينة الرقة استنفاراً أمنياً لقوات «الأسايش» بعد كتابة عبارات مماثلة على جدران الملعب البلدي ومدرسة علي بن أبي طالب في حي البدو، ومنها «قوات النمر قادمون» و«الأسد أو لا أحد» و«الجيش العربي السوري قادم» وغيرها، حيث عملت «الأسايش» على إزالتها.
وتكررت هذه الحادثة عدة مرات في مدن وبلدات وقرى بمحافظة الرقة خاضعة لسيطرة «قسد»، وفي الـ23 من أيار الفائت نفذت «وحدات حماية الشعب» الكردية عمليات دهم واعتقال بريف الرقة، بعد أن رفعت مجموعات من الشبان العلم الوطني.
واستمر الفلتان الأمني أمس في مناطق سيطرة «قسد» بإصابة شخصين اثنين إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليهما، في بلدة الكشكية بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، الخاضعة لسيطرة «قسد»، إضافة إلى مقتل وإصابة 15 مسلحاً من «قسد» من جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحو داعش بشاحنة كانت تقلهم، في منطقة الكسرة بريف دير الزور الشمالي الغربي.
وبعد الدعم الكبير الذي تلقته من «التحالف» أعلنت «قسد» عن افتتاح ثلاث دورات تدريبية لتأهيل العسكريين من قياديين وفنيين، في مناطق سيطرتها، موضحة في موقعها الرسمي أن الدورات الثلاثة هي لتأهيل قياديين، وقناصين، ودورة لتعليم فك وهندسة الألغام، ضمن ثلاثة أكاديميات عسكرية تابعة لها.
ووفقاً لما نقلت مواقع إلكترونية معارضة، فإن الدورات الثلاثة التي أعلنت عنها «قسد» بدأتها بعرض عسكري وبحضور قياديين من صفوفها الأحد وتختص بإعطاء الدروس العسكرية بالاختصاصات العسكرية كافة.
وسبق ذلك افتتاح «قسد» لأول أكاديمية تعليمية لمصابي الحرب في محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرتها، في 11 من آب الماضي، تحت مسمى «الشهيدة فيان كوباني»، للعناية بمصابي الحرب من مقاتليها.
ولفتت مواقع معارضة إلى أن النشاط العسكري لـ«قسد» ازداد بعد أسبوع من زيارة المستشار الخاص للتحالف الدولي، وليام روباك، لمناطق سيطرتها، وتقديم المزيد من الدعم العسكري واللوجستي لها، تزامناً مع تعزيزات عسكرية تصل تباعاً إلى المنطقة.
وأشارت المواقع إلى تواتر التعزيزات الأميركية مع معلومات تفيد بشروع القوات الأميركية منذ نحو ثلاثة أيام في إنشاء موقع عسكري جديد قرب مدينة هجين الواقعة على نحو 56 كيلومتراً شرق مدينة دير الزور.