الجيش يتقدم في وادي عين ترما

الجيش يتقدم في وادي عين ترما

أخبار سورية

الأربعاء، ٢١ مارس ٢٠١٨

بينما يقترب إنجاز تسوية حرستا، يحرز الجيش تقدماً لافتاً في وادي عين ترما، في محاولة لتطويق البلدة من الجنوب، وكسر جبهة كانت تُعَدّ الأحصن في محيط الغوطة الشرقية. وفي محيط عفرين، تتصدى وحدات الجيش وحلفائه لمحاولات تركية للتوسع شرق عفرين، باتجاه محيط بلدتي نبل والزهراء
 
تقترب عمليات الجيش في جيب الغوطة الجنوبي من مرحلة جديدة تستهدف عزل حيّ جوبر الدمشقي، وحصر الوجود المسلح في مدينة عربين فقط، بعد إتمام السيطرة على بلدات حزة وعين ترما وزملكا. التقدم الميداني الجديد للجيش، في وادي عين ترما، أتى بالتوازي مع اقتراب التسوية في جيب حرستا، من التطبيق. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة إتمام مراحل الاتفاق التي تتضمن خروج المصابين والمرضى، أولاً، ليغادر بعدها المسلحون الراغبون إلى إدلب، قبل أن تتم تسوية أوضاع من يريد البقاء داخل المدينة. وشهد أمس تصعيداً لافتاً من قبل الفصائل المسلحة، تمثّل بمحاولة للتقدم في بلدة مسرابا، وكسر الخط الذي يصل قوات الجيش في عمق الغوطة وتلك المتمركزة في إدارة المركبات، عبر البلدة. وبرغم التقدم الذي حققه المسلحون في بداية الهجوم، تمكن الجيش من احتواء الخرق والرد بهجوم معاكس في مزارع مسرابا وعلى جبهة الريحان شرق دوما. أما في محيط عين ترما، فقد تحرك الجيش انطلاقاً من مواقعه غربي كفربطنا، باتجاه منطقة وادي عين ترما وأطراف البلدة الشرقية. وتمكن خلال الساعات الأولى للهجوم، من اجتياز جامع الأبرار (الوادي) واستكمال التقدم غرباً، إلى جانب التقدم من محيط جامع الهدى، بين بلدتي عين ترما وكفربطنا.
 
ويشكل تقدم الجيش على محور الوادي، خطوة مهمة على طريق تحرير البلدة، خاصة أن تلك المنطقة تضم أبرز التحصينات التي أُنشئت في محيط الغوطة على مدى سنوات الحرب، وتمكن المسلحون من خلالها، من إحباط عمليات عدة للجيش، انطلاقاً من الجنوب. ومن المقرر أن يتم الجيش تحركه بالسيطرة على كامل الوادي، وتطويق البلدة من الجهة الجنوبية بعد الالتقاء بالقوات المتمركزة في محيط مصنع اللحوم. وسيشكل نجاح هذا التحرك مدخلاً لعزل حي جوبر الدمشقي، عبر السيطرة على نقاط ربطه بعين ترما. ومع تقدم الجيش على هذا المحور، استهدف المسلحون المتمركزون في عين ترما ومحيطها، بقذائف الصاروخية، عدة أحياء في دمشق، وحي كشكول في مدينة جرمانا. وسببت القذائف التي أصابت أحد الأسواق الشعبية في جرمانا، استشهاد 35 مدنياً وإصابة العشرات بجراح، فيما جرح آخرون إثر سقوط القذائف على حيي المزة والعمارة.
 
وفي ضوء استمرار المعابر التي فتحها الجيش من بلدات الغوطة باتجاه مناطق سيطرته، أعلنت الأمم المتحدة أن أعداد المدنيين الذين غادروا الغوطة الشرقية منذ الحادي عشر من الشهر الجاري، بلغ ما يزيد على 45 ألفاً. وأوضح المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغريك، أن جميع المراكز التابعة للوكالة، والمعدة لاستقبال المدنيين الخارجين من الغوطة، باتت مزدحمة للغاية وتفتقر إلى المرافق الصحية الأساسية. وبالتوازي مع ما يجري في الغوطة، وسّع تنظيم «داعش» مناطق سيطرته خلال اليومين الماضيين، في حيّ القدم جنوب دمشق، لتشمل كامل المنطقة التي كان يشغلها مسلحو تنظيم «أجناد الشام» قبل مغادرتهم نحو الشمال بموجب اتفاق تسوية. وعلى صعيد متصل، جددت موسكو تحذير واشنطن من تنفيذ خطط مهاجمة العاصمة السورية دمشق، على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف. وبدوره، أشار وزير الدفاع سيرغي شويغو، إلى أن «التنظيمات الإرهابية قد تستخدم مواد سامة لاتهام الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية»، مؤكداً «إحباط 3 محاولات من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي».
وفي الشمال، تشهد مناطق التماس بين وحدات الجيش السوري والقوات التركية في محيط عفرين الشرقي، اشتباكات متقطعة، إثر محاولات الجانب التركي والفصائل العاملة معه التقدم والسيطرة على عدد من القرى الممتدة على الطريق الموصل إلى محيط بلدتي نبّل والزهراء. وبينما أعلنت «فصائل غصن الزيتون» سيطرتها على قرى عين دارة وقرزيحلة وقاضي ريحلة وجبل الأحلام وباسوطة، عادت وحدات الجيش لتستعيد السيطرة على باسوطة وتستهدف القوات التركية المتمركزة في جبل الأحلام. وجاء هذا التصعيد بعدما قصفت طائرة تركية من دون طيار، موقعاً للجيش في بلدة كيمار المجاورة، وذلك بعد ساعات على قصف تركي استهدف محيط بلدتي نبل والزهراء، وردّت عليه قوات الجيش وحلفائه باستهداف مواقع للقوات التركية غرب عندان. ووصلت أمس، قافلة محملة بالمساعدات الثلاثاء إلى بلدة تل رفعت التي تستضيف عشرات آلاف من المدنيين الذين نزحوا من منطقة عفرين. وأوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إنجي صدقي، لوكالة «فرانس برس»، أن القافلة مشتركة مع الهلال الأحمر العربي السوري، وتتألف من 14 شاحنة «وصل بعضها الى المنطقة وأخرى ستصل تباعاً خلال اليوم».