معركة الغوطة الشرقية الواسعة قد تبدأ بأي لحظة.. ولافروف: يمكن تكرار اتفاق حلب

معركة الغوطة الشرقية الواسعة قد تبدأ بأي لحظة.. ولافروف: يمكن تكرار اتفاق حلب

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٠ فبراير ٢٠١٨

رفع الجيش العربي السوري من وتيرة استهدافه المدفعي والجوي للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، تمهيداً على ما يبدو لبدء معركة واسعة النطاق في المنطقة قريباً، مع استقدامه مزيداً من التعزيزات إلى محيطها.
وبالترافق، أكدت روسيا، أن الاتفاق الذي جرى في الأحياء الشرقية لمدينة حلب أواخر عام 2016، وتم بموجبه إخراج المسلحين منها «يمكن إعادة تطبيقه في الغوطة الشرقية».
وشوهدت منذ صباح أمس أعمدة الدخان تتصاعد من الغوطة الشرقية بعد غارات مكثفة قامات بها طائرات حربية لسلاح الجو التابع للجيش استهدفت مواقع وتجمعات التنظيمات الإرهابية، بالترافق مع تمهيد مدفعي عنيف لتلك المواقع.
وعلمت «الوطن» من مصادر مطلعة على الوضع الميداني في جبهة شرق العاصمة أن التهميد المدفعي والغارات الجوية استهدفت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في بلدات «الشيفونية والنشابية وسقبا وحمورية ومسرابا والمحمدية وحزة وبيت ســوى وجـسـريــن وكفر بطــنــا» ومـدن «دومـا وعربـين».
وأكدت المصادر، أن تلك الغارات والتمهيد المدفعي أسفر عن تدمير العديد من مواقع وتحصينات تلك التنظيمات والميليشيات ومقتل وإصابة العشرات من مسلحيها.
وأوضحت المصادر، أن هذه الضربات هي تمهيد لعملية الغوطة الموسعة التي قد تبدأ برياً في أي لحظة.
من جهتها وصفت تنسيقيات المسلحين ما يجري في الغوطة الشرقية بـ«الكارثي وغير المسبوق».
وشهدت «الوطن»، أمس، استقدام الجيش العربي السوري لمزيد من أرتال التعزيزات سواء من معدات أو عناصر جيش أو قوى رديفة قادمة من وسط البلاد وشمالها إلى محيط الغوطة الشرقي وذلك على طريق دمشق– حمص الدولية.
في المقابل، ذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق وفق وكالة «سانا»، أن الميليشيات المسلحة المنتشرة في بعض مناطق الغوطة الشرقية أطلقت بعد ظهر أمس عدة قذائف على شارع المدارس في محيط باب السلام بمنطقة العمارة ما تسبب بـ«إصابة 5 مدنيين بينهم أطفال بجروح متفاوتة ووقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات».
وفي ريف دمشق، أفاد مصدر في قيادة الشرطة بحسب «سانا» بأن «10 قذائف» أطلقتها المجموعات المسلحة المنتشرة في الغوطة الشرقية سقطت في محيط ضاحية حرستا السكنية تسببت بوقوع أضرار مادية.
ولفت المصدر إلى أن الميليشيات المسلحة «أطلقت قذيفة سقطت في محيط مشفى ابن سينا وقذيفتين على الأحياء في مدينة جرمانا وتسببت بوقوع أضرار مادية».
على خط مواز، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل على هامش مؤتمر «فالداي» في موسكو، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: جبهة «النصرة» في الغوطة الشرقية جعلت من المدنيين دروعا بشرية وتمنع خروجهم، رغم الدعوات الروسية إلى ضرورة إجلاء المدنيين وتحييدهم عن القتال.
وأضاف: «عملية حلب واتفاقات انسحاب المسلحين منها، يمكن إعادة تطبيقها في الغوطة الشرقية، ونحن نسعى من أجل تحقيق ذلك. تسنّى لنا الاتفاق على إجلاء بعض المدنيين والحالات الإنسانية الصعبة من الغوطة الشرقية، إلا أن جميع الجهود المبذولة من جانبنا كانت تصطدم برفض «النصرة» التي تستهدف المدنيين وتهاجم الأحياء ومبانينا في دمشق».
وأشار لافروف إلى أن الجيش السوري والقوات الروسية المساندة، ماضون في القضاء على «النصرة» والفصائل المتحالفة معها، وأن جميع الدعوات والمطالبات بالهدنة تأتي لاستثناء مسلحي «النصرة» من الاستهداف.
وتابع: «جميع الدعوات تطالب بوقف التدخل العسكري السوري، كنوع من الضمان لـ«النصرة»، وأعتقد أن هناك مساعي تبذل لفرز الإرهابيين وتجنيبهم الضربات».
وطالب لافروف الدول المؤثرة في «جبهة النصرة» بإقناع التنظيم بالإذعان للحل، وقال: «نطالب شركاءنا الغربيين المؤثرين في «النصرة» بإقناع هذا التنظيم الإرهابي بضرورة القبول بالحل. طبعاً لا بد من القضاء على عناصر هذا التنظيم، إلا أن الحسابات الأمنية، وسلامة المدنيين وضرورات استثناء الضحايا والخسائر البشرية، تحتم الرويّة ولا يمكن تجاهلها في أي عمل عسكري».
وقال لافروف، بحسب «سانا»: «تجري الآن مناقشات في الأمم المتحدة حول الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية وإدلب وتطرح دعوات في مجلس الأمن لوقف عمليات الجيش السوري وهناك مبادرة لإعلان التوقف لشهر على الأقل لتهدئة الأوضاع وإيصال المساعدات الإنسانية».
في الأثناء، ذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن منسق اتفاق خروج المسلحين من حلب، عمر رحمون، عرض التدخل على خط الوساطة لانجاز اتفاق في الغوطة الشرقية.
وقال رحمون عبر حسابه الشخصي في «تويتر» فجر أمس، إن «قرار تحرير الغوطة اتخذ وقد بدأ التنفيذ»، موجها رسالة للأهالي مفادها «جاهز لترتيب اتفاق يحفظ ماء وجهكم ويبقيكم في منطقتكم».
وبالتزامن مع التطورات على جبهة شرق العاصمة، أصدر ما يسمى «قوات الحسم» في درعا بياناً دعت فيه مسلحيها في المنطقة للنفير العام والاستعداد لضرب كافة الأهداف العسكرية للجيش والقوات الرديفة في درعا، «نصرةً لغوطة دمشق»، وفق مصادر إعلامية معارضة.
بدورهم أعلن قياديون في الميليشيات المسلحة بمنطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق عن رفع الجاهزية القتالية لأعلى مستوى، بحسب مصادر إعلامية معارضة.