الجيش يستكمل تثبيت سيطرته في البوكمال.. موسكو: ليكن مؤتمر «سوتشي» واسع التمثيل وتشارك فيه كل المعارضات

الجيش يستكمل تثبيت سيطرته في البوكمال.. موسكو: ليكن مؤتمر «سوتشي» واسع التمثيل وتشارك فيه كل المعارضات

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢١ نوفمبر ٢٠١٧

سرعت موسكو خطواتها الدبلوماسية، تمهيداً لإنجاح الترتيبات السياسية المنتظرة، وبينما كانت طائرة مبعوث الرئيس الروسي تحط في الرياض، كان وزير خارجيته سيرغي لافروف يعيد التأكيد على ضرورة التمثيل الواسع في «مؤتمر الحوار الوطني» ولأقصى حد، ومشاركة كافة أطياف المعارضة السورية، لتتزامن هذه التطورات مع استكمال تثبيت الجيش لنقاطه في مدينة البوكمال ومحاصرة داعش في كيلومتراته الأخيرة، ودفع تركيا ميليشياتها لدعم جبهة النصرة والحيلولة دون تقدم الجيش إلى مطار «أبو الظهور»، على حين استمر تساقط القذائف فوق الآمنين في العاصمة، وسط اشتداد المعارك على تخوم جبهتها الشرقية.
مصادر إعلامية، أكدت أن «كامل الحدود السورية العراقية في المنطقة الجنوبية لمعبر القائم تحت سيطرة كل من الجيشين السوري والعراقي»، ولفتت إلى أن وحدات الجيش والقوات الرديفة لها، استكملت عملية تثبيت سيطرتها على مدينة البوكمال، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تمكنها من طرد التنظيم من معقله الأخير في سورية.
بدوره قال «الإعلام الحربي المركزي»: إنه لم يتبق للتنظيم أرضية عسكرية وأمنية وغرفة عمليات أساسية، وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة في جيبين شرق وغرب نهر الفرات بمساحة تقدر بـ14 ألف كم مربع.
وبين «الإعلام الحربي» أن المسلحين الأجانب في التنظيم بدؤوا بـإجراء اتصالات مكثفة بالأميركيين لسحبهم من المنطقة وسط معلومات عن هبوط طائرات مروحية وسحب عدد من قادة التنظيم من المنطقة، بينما البعض الآخر رتب أموره عبر مهربي البادية من جهة نهر الفرات لإيصالهم إلى الحدود التركية».
تطورات ريف دير الزور الشرقي، تزامنت مع هجوم عنيف شنته «النصرة» على مواقع الجيش السوري في ريف حماة الشمالي، وأكدت مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن الجيش بمؤازرة القوات الرديفة صد هجوماً عنيفاً على نقاط له في قرية شخيتر التي كان انتزعها من قبضة التنظيم الأحد الماضي، وأشار المصدر إلى أن الجيش تابع عملياته في ريف حماة الشمالي الشرقي وتقدم بهدف السيطرة على بلدات شطيب والرويضة واللتين تعدان من أوائل قرى محافظة إدلب من الجهة الجنوبية الشرقية.
وقالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة موالية لتركيا في حلب وإدلب: إن تعليمات صدرت لقياداتها بتقديم ما يلزم من الدعم اللوجستي لـ«النصرة»، لتعزيز صمودها في وجه تقدم الجيش العربي السوري على طول جبهات القتال معه.
وأكد المصادر لـ«الوطن»، أن العديد من الميليشيات، بدأت بالفعل بتقديم الأسلحة والذخيرة إلى «النصرة» خصوصاً في جبهتي ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي الشرقي، لمنع وصول الجيش إلى «أبو الظهور» مع أن مقررات «أستانا 6» تنص على ذلك.
المصادر أشارت إلى أن إيقاف الاقتتال بين «النصرة» وميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» في ريف حلب الغربي أخيراً يندرج ضمن هذه المساعي.
محاولة خرق جبهات ريف حماة، تزامنت مع استمرار الخروقات على جبهة العاصمة الشرقية، حيث احتدمت المعارك بين الجيش من جهة و«النصرة» المستثناة من «اتفاق تخفيض التصعيد» وحليفتها ميليشيا «فيلق الرحمن» من جهة ثانية، على محور جوبر عين ترما، وأشارت مصادر أهلية إلى سماع دوي انفجارات متواصلة ناجمة عن استهداف الجيش لمعاقل الميليشيات في محيط إدارة المركبات في حرستا.
هذه التطورات تزامنت مع تواصل الحراك المكثف السياسي الروسي، حيث وصل مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص لشؤون سورية الكسندر لافرنتييف، إلى الرياض والتقى، بحسب وكالة الأنباء السعودية، ولي العهد محمد بن سلمان، وجرى التباحث بمستجدات الأحداث في الساحة السورية.
من جهته أشار لافروف بحسب وكالة «سبوتنيك»، إلى أن مؤتمر الحوار الوطني السوري يجب أن يكون واسع التمثيل لأقصى حد وأن تشارك فيه كل أطياف المعارضة السورية.
من جانبه أعلن، مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن اللقاء الثلاثي المرتقب الأربعاء المقبل سيبحث مسألة دعوة الأكراد للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وقال: «كل هذا سوف يناقش»، مؤكداً أن موعد المؤتمر لم يحدد بعد.