الرقة.. ركام وأنقاض وخسائر هائلة بين المدنيين جراء غارات التحالف

الرقة.. ركام وأنقاض وخسائر هائلة بين المدنيين جراء غارات التحالف

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

 أفاد نشطاء سوريون بأن 80% من مدينة الرقة مدمر وغير صالح للسكن، بينما قتل أكثر من ألف شخص بغارات التحالف الدولي على المدينة التي أُعلن عن تحريرها من قبضة "داعش" قبل أيام.

وذكر نشطاء من "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض أن المدينة التي كان تعداد سكانها 300-350 ألف مدني أصبحت خالية من معظم سكانها، نتيجة تشريد وقتل مئات الآلاف منهم ووجود آخرين في عداد المفقودين ولا تزال جثث بعضهم مدفونة تحت أنقاض المباني المدمرة.

وقال النشطاء إن المدينة تحولت إلى "كتلة من الدمار يخيم عليها الموت"، موضحين أن هذه الأضرار الهائلة نجمت عن غارات التحالف الجوية المكثفة والقصف من قبل "قوات سوريا الديمقراطية"، والمعارك التي دارت في شوارع المدينة في الأسابيع الفائتة، وتفجير السيارات المفخخة والألغام التي زرعها مسلحو "داعش" بكثافة داخل معقلهم الرئيس السابق في سوريا.

وتثبت صدقية هذه المعطيات صور نشرها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.
وسجل النشطاء خلال فترة ما بين 5 يونيو/حزيران و20 أكتوبر/تشرين الأول مقتل 1172 مدنيا على الأقل بغارات التحالف، بمن فيهم 276 طفلا و203 نساء، ولقي 161 آخرون (بينهم 37 طفلا و10 نساء) مصرعهم جراء انفجار ألغام أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، علاوة على مئات المصابين بجروح متفاوتة الخطورة، لا يزال العديد منهم في حالة خطرة.

وتشير معلومات النشطاء إلى أن عدد مسلحي "داعش" الذين تمت تصفيتهم جراء عملية تحرير المدينة (1371 شخصا) وهو رقم يكاد لا يزيد عن حصيلة القتلى بين المدنيين، بينما خسرت "قوات سوريا الديمقراطية" 655 من مقاتليها، حسب معطيات رسمية.
وأفاد نشطاء بأن الإعلان عن تحرير المدينة جاء بعد إجلاء مسلحي "داعش" السوريين وذويهم إلى خارج المدينة وتسليم المسلحين الأجانب أنفسهم إلى "قسد"، وذلك في أعقاب مفاوضات شاقة بين زعماء الإرهابيين العالقين داخل المدينة والتحالف الدولي.

وأعلن نشطاء عن تحفظ سكان المدينة من العرب على رفع مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية، والتي تشكل صلب "قوات سوريا الديمقراطية"، في دوار النعيم وسط المدينة صورا لزعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، علما بأن ذلك استدعى أيضا انتقادات شديدة اللهجة لواشنطن الداعمة لـ"قسد" من قبل أنقرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المعلومات حول الدمار الهائل في الرقة تتوافق تماما مع ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية، إذ قارنت أساليب التحالف في عملية تحرير المدينة بقصف مدينة درسدن إبان الحرب العالمية الثانية.

وشدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، على وجود تساؤلات جدية لدى موسكو بشأن أساليب التحالف "الغربي"، لا سيما إخراج مسلحي "داعش" من الرقة المحاصرة.