ترهيب وترغيب في انتخابات «بيدا»

ترهيب وترغيب في انتخابات «بيدا»

أخبار سورية

الأحد، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧

وسط أجواء إقليمية وسورية مشحونة أجرت «الإدارة الذاتية» الكردية في سورية، مسرحية انتخابات كخطوة أولى نحو تكريس إنشاء منطقة حكم ذاتي أو تحويل الدولة إلى النظام الفيدرالي، أسوة بالعراق المجاور.
ويقود مناطق «الإدارة الذاتية» حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بيدا» الذي يستمد قوته في الوقت الحالي من الدعم الذي توفره واشنطن لذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» عبر «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش الإرهابي، تحت ذريعة القضاء على التنظيم المتطرف في شرق سورية. ووسط حظر للتجوال، انطلقت الجمعة في مناطق الإدارة الذاتية الثلاث، الجزيرة، عين العرب، عفرين، انتخابات لجان الأحياء (يطلق عليها «بيدا» تسمية الكومينات).
وتوافد الأهالي إلى حوالي2567 كوميناً منتشراً في مناطق الجزيرة، لانتخاب رئيسين مشتركين (رجل وامرأة) من بين 7687 مرشحاً ومرشحة، على ما تقول المفوضية العليا للانتخابات التابعة لـ«الإدارة الذاتية».
وبحسب الرئيسة المشتركة للمفوضية العليا للانتخابات روكن ملا، فإن الكومينات هي «أساس المجتمع في النظام الفدرالي الديمقراطي، ومن دون النجاح في بناء وتفعيل هذه الكومينات لن تنجح التجربة الفدرالية».
وأقرت ملا بأن صناديق الاقتراع لم توضع في المناطق التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري داخل مدينتي القامشلي والحسكة، الأمر الذي يطعن في مدى تمثيل هذه الانتخابات.
وانتخابات الكومينات هي الخطوة الأولى في سلسلة انتخابات يعتزم بيدا تنظيمها في مناطق سيطرته حيث من المقرر أن تنظم انتخابات مجالس البلديات والمقاطعات في 3 تشرين الثاني القادم، وكذلك انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في 19 كانون الثاني بداية العام المقبل.
ويريد مخططو هذه الانتخابات لها أن تؤدي إلى «تشكيل حكومة اتحادية في شمال سورية»، قد تشمل إضافة إلى مناطقها الثلاث الرقة، ومنبج أيضاً.
ووصفت الحكومة السورية الانتخابات بالمزحة على حين دعا المجلس الوطني الكردي المدعوم من إقليم كردستان العراق، إلى مقاطعتها لأنها «أحادية الجانب»، على حين لم يصدر عن الحزب الديمقراطي التقدمي «البارتي» أي موقف رسمي تجاه الانتخابات، إلا أن مصادر إعلامية مقربة من «الإدارة الذاتية» أكدت مشاركة هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي في «الانتخابات الفدرالية».
ونفت هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي، المشاركة في الانتخابات. واعتبر الناطق الرسمي باسمها منذر خدام مشاركة أعضاء مكتب الهيئة السياسي بالترويج للانتخابات عبر القيام بجولة على الكومينات ومتابعة إجراءاتها بالتصرف الشخصي. وأكد موقف الهيئة أن «مستقبل سورية وبناء دولتها وشكل نظامها السياسي يقرره السوريون جميعاً وليس بعضهم».
وقال، رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم: إن الانتخابات والنظام الفدرالي يطرحان لسورية نظاماً بديلاً يتمثل باللامركزية، مؤكداً أن مطلبهم هو الفيدرالية وليس الانفصال.
وشهدت الانتخابات حالات ترهيب لإجبار الناس على التصويت فيها، ونقلت مواقع معارضة عن مصادر محلية: أن بعض لجان الانتخابات التابعة لـ«الإدارة الذاتية» تحذر الأهالي من عدم الحصول على خدمات الحياة اليومية في حال مقاطعتهم للانتخابات.
وأضافت المصادر: إن «الإدارة الذاتية تواجه صعوبات كبيرة من ناحية إقناع ساكني مناطق سيطرتها بشرعية سلطتها، والقبول بالقرارات الصادرة عنها مع وجود مؤيدين للمجلس الوطني الكردي، الذي لم يعترف حتى الآن بأي إجراء صادر من مؤسسات الإدارة الذاتية».
واللافت أن «الإدارة الذاتية» سمحت للنازحين بالمشاركة في الانتخابات على الرغم من أنها منعتهم من الحق في الحصول على البطاقة الانتخابية.