مدير شؤون الأونروا في سورية في لقاء خاص للأزمنة

مدير شؤون الأونروا في سورية في لقاء خاص للأزمنة

نجم الأسبوع

السبت، ١٣ فبراير ٢٠١٠

تعمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على تقديم المساعدة والحماية لما مجموعه /4.7/ ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم، وتشمل خدمات الوكالة: التعليم والرعاية الصحية وشبكة الأمان الاجتماعي وتطوير المخيمات والبنية التحتية والخدمات المجتمعية علاوة على خدمات التمويل الصغير والاستجابة الطارئة، بما في ذلك حالات النزاع المسلح.

حول عمل وكالة الأونروا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كان لمجلة الأزمنة الحوار التالي مع روجر هيرن مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في سورية.

 

* كما تعلمون أن قطاع غزة يواجه صعوبات معيشية سيئة للغاية ما تقييمكم لهذا الوضع؟.

زرت القطاع المحاصر في أواخر عام (2008) بصفتي مديراً إقليمياً في القاهرة لمنظمة كير انترناشيونال لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا؛ بعد أن شغلت منصب كبير مسؤولي العلاقات الخارجية لدى رئاسة الأونروا في غزة في الفترة الواقعة بين (2002) و(2004) ووجدت أن الأوضاع في قطاع غزة مأساوية وغير إنسانية، لعدم وجود تعاون كاف إلا من بعض المنظمات والهيئات غير الحكومية إضافة إلى الصعوبات التي تواجهها لإعادة الإعمار وتزويد القطاع بالغذاء والدواء، وغزة الآن مثل سجن رغم أن الظروف المعيشية في أغلب سجون العالم أفضل من الظروف التي يواجهها الفلسطينيون في غزة.

 

* ما المطلوب فعله من المجتمع الدولي لإخراج القطاع من محنته؟

 

أعتقد أن المتطلبات الرئيسية لخروج القطاع من معاناته هي تضافر جهود جميع الدول لإيجاد حل جذري ومتابعة العمل على الأرض فيما يتعلق بالخدمات الإنسانية الرئيسية، حيث تعد مشكلة اللاجئين مسألة عالمية تحتاج لحل تقدمه جميع الدول في الاتجاهين المادي والمعنوي للتركيز على مواجهة الصعوبات والعجز في ميزانية الأونروا الذي بلغ (12) مليون دولار أميركي في عام (2009) لتحقيق الأهداف متوسطة الأمد في الخطة القادمة في مناطق عمل الأونروا، علماً أن العجز في ميزانية الوكالة في سورية بلغ (300) ألف دولار أميركا في عام (2009) وما يزال.

 

* ما هي مصادر تمويل وكالة الأونروا؟.

 

تحصل الأونروا على تمويلها بالكامل من خلال التبرعات الطوعية، وتبلغ الميزانية المركزية للأونروا للعامين (2010) و(2011) ما يعادل (1.23) مليار دولار وفي عام (2009) بلغت قيمة مناشدات الطوارئ للضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان ما مجموعه (827.4) مليون دولار.

 

* ما أبرز التحديات التي تعترض عمل الأونروا داخل المخيمات الفلسطينية في الشتات؟

 

في الحقيقة لا توجد لدى الأونروا مصادر التمويل الكافية، ما يجعل من الصعب إنجاز مشروعاتها في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين وهذا الأمر يدفعها للاختيار بين موضوعين أساسيين وهما: إما تخفيض الخدمات المقدمة أو تأمين أموال أكثر للميزانية من خلال زيادة نسبة مشاركة المتبرعين الحاليين وتأمين متبرعين جدد لاسيما أن البنية التحتية تحتاج لكثير من الدعم والتأهيل لأن نسبة (80) بالمئة من التمويل العام والميزانية في وكالة الأونروا مخصصة للرواتب.

والأونروا ملتزمة في عملها لإيجاد حلول لأزمة اللاجئين لسد الفجوة المالية التي تشكل عبئاً أساسياً يفرض الضغط لتوسيع قاعدة التمويل وتحصيل أموال إضافية من المانحين وتتابع عملها مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول قابلة للتطبيق لمساعدة اللاجئين على العيش الكريم وتأمين متطلبات البنية التحتية في الحد الأدنى.

 

* ما هي القطاعات التي تستهدفها الأونروا.

 

تقوم الأونروا بدور الحكومة بشكل كامل في قطاعات الصحة والعمل والتعليم حيث يشكل صغار السن ومن هم في عمر الدراسة أكثر من نصف عدد اللاجئين، وتتحمل الأعباء الدائمة فيما يتعلق بالفقر والبطالة وبرامج تأهيل النساء والأطفال واليافعين، وتهتم بالتنمية البشرية للاجئين من خلال تأمين فرص عمل وشروط اقتصادية وصحية جيدة وإدماجهم في المجتمع المحلي لبناء سلوك اجتماعي فاعل.

وتوفر الوكالة في سورية التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والمأوى وخدمات القروض الصغيرة لأكثر من /472/ ألف لاجئ فلسطيني.

 

* ما المشاريع والأنشطة التي تنفذها الأونروا في سورية؟

 

إن أغلب المشروعات التي يتم تنفذيها على وشك الإنجاز ونعمل في الوقت الحالي على بناء مدارس جديدة بمساعدة عدد من الدول المانحة كما نقدم خدمات التعليم لنحو (65) ألف طالب وطالبة وهناك نحو(400) طالباً وطالبة يلتحقون سنوياً بمدارس الأونروا إضافة إلى متابعة العمل في خدمات الصحة والخدمات الاجتماعية، ويواجه اللاجئون مشاكل كثيرة في مجال التعليم من حيث نوعية الخدمة التعليمية المقدمة في المدارس بسبب اكتظاظ الصفوف المدرسية وتزايد عدد اللاجئين وقلة المدارس نظراً لعدم توفر الدعم المالي لبناء مدارس إضافية تستوعب العدد المتزايد للأطفال إذ لا يمكن تدريس اللغة الإنكليزية على سبيل المثال في صفوف مكتظة، ورغم ذلك الأونروا ملتزمة بتوفير نظام تعليمي يسعى دائماً للإبداع والتفوق.

 

* ما الخطة التي تعتمدها الأونروا لتنفيذ هذه المشروعات؟

 

تعمل الأونروا من خلال خطة عمل على ثلاث محاور تركز على تمويل البرامج والمشروعات في كل مجال وكل منطقة على حدة بما يتناسب مع واقع اللاجئين فيها وعلى تمويل الإسعاف والطوارئ كالخدمات التي تقدمها الوكالة في قطاع غزة والضفة الغربية ومخيم نهر البارد في لبنان.

 

* هل تعتقد أن الأونروا حققت أهدافها بعد ستين عاماً على إنشائها، وهل تتهيأ لوقف خدماتها وإنهاء عملها؟

 

عندما تم تأسيس الأونروا كوكالة مؤقتة، رأت الأمم المتحدة والدول الأعضاء أنه من صالح الأونروا واللاجئين أن تقوم الوكالة بجمع تبرعات طوعية غير محددة من الدول الأعضاء؛ ومع ذلك تقوم الأمم المتحدة بتمويل كافة الوظائف الدولية لدى الأونروا، ولكن تضاعف عدد اللاجئين بشكل كبير منذ بداية عمل الأونروا منذ (60) عاماً من (900) ألف عام (1958) إلى ما يقارب (3.4) ملايين في عام (2004) ليصل إلى (4.7) ملايين نهاية عام (2009) الأمر الذي يفرض على الوكالة مضاعفة جهودها للقيام بالأعمال التي تضطلع بها.

 

وأؤكد استمرار الوكالة في تقديم خدماتها والتزامها بخدمة اللاجئين الفلسطينيين إلى حين التوصل إلى تسوية عادلة لقضيتهم، لكننا اضطررنا لاتخاذ تدابير تقشفية على مدى السنوات القليلة الماضية نظراً لنقص في التمويل، إذ إن التبرعات لم ترتفع بما يكفي لمواكبة التضخم والنمو السكاني للاجئين، ونتيجة لذلك انخفضت الخدمات المقدمة للاجئين كما يتضح من حقيقة أن معدل الإنفاق السنوي على اللاجئ الواحد قد انخفض من /200/ دولار في عام /1975/ إلى حوالي /70/ دولار في عام /1997/.

 

* هل تقدم الحكومات العربية دعماً كافياً للأونروا من الناحيتين المادية والمعنوية؟

  • 300 ألف دولار عجز ميزانية الوكالة في سورية

    222  مليون دولار قيمة خدمات وتبرعات سورية للأونروا سنوياً

  • مشكلة اللاجئين مسألة عالمية وتحتاج لحلٍّ تقدّمه جميع الدول في الاتجاهين المادي والمعنوي
  • ازداد عدد اللاجئين من 900 ألف عام 1958 إلى 4.7 ملايين نهاية عام 2009
  • الظروف المعيشية في أغلب سجون العالم أفضل من الظروف التي يواجهها الفلسطينيون في غزة
  • انخفاض معدل الإنفاق السنوي للاّجئ من 200 دولار في عام 1975 إلى70 دولاراً عام 1997

    80 بالمئة من ميزانية الوكالة مخصصة للرواتب

  •  

    إن الحكومات العربية تعمل ما بوسعها لتقديم المساعدة والدعم الكامل للاجئين الفلسطينيين خصوصاً في المشروعات التي تقام لتحسين مستوى المعيشة بما لا يتعارض وحقوق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، والأونروا تقدر عالياً الدعم الذي تقدمه سورية من خدمات وتبرعات مالية تصل لنحو (222) مليون دولار لتسهيل عملها في تأمين العيش الكريم للاجئين وكذلك الخدمات التي قدمتها دول الخليج لتنفيذ المشروعات وتقديم خدمات الطوارئ خاصة خلال حرب غزة الأخيرة، ودولة الإمارات العربية المتحدة من أولى الدول العربية المانحة للأونروا ويأتي ترتيبها في المرتبة التاسعة عشرة في جدول تبرعات أول عشرين دولة مانحة للوكالة.

     

    " لمحة شخصية "

     

    تسلم روجر هيرن الذي يحمل الجنسية الأسترالية مهام عمله مديراً لشؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الجمهورية العربية السورية يوم الأول من تشرين الأول عام (2009) وبذلك ينضم السيد هيرن للأونروا مجدداً بعد أن شغل منصب كبير مسؤولي العلاقات الخارجية لدى رئاستها في غزة في الفترة بين (2002) و(2004).

    وقبل تعيينه في وظيفته الحالية عمل هيرن في القاهرة مديراً إقليميا لمنظمة كير إنترناشيونال لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، كما تقلد مناصب قيادية رفيعة المستوى في مجال سياسة التطوير والتخطيط لدى الأمم المتحدة في تيمور الشرقية وأوكسفام إنترناشيونال ومنظمة الصحة العالمية والبرلمان الفيكتوري.

     

    ويحمل هيرن إجازة جامعية في العمل الاجتماعي ودبلوم في الدراسات العليا في الإدارة العامة والدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة ميلبورن في أستراليا.

     

    حوار : مهند عبد الرحمن - عقيل ديوب