مدير مركز النور السياحي للأزمنة

مدير مركز النور السياحي للأزمنة

نجم الأسبوع

السبت، ٢٣ يناير ٢٠١٠

الموضوع الذي نشر تناول الكوادر التي ستتخرج وأسلوب العمل

عتبت علينا الآنسة روز أحمد نائبة مدير مركز النور للعلوم السياحية عبر اتصال هاتفي وكانت قد قرأت ما نشر في العدد 190 تاريخ 10-1-2010 من مجلة الأزمنة، أبدت إعجابها، لكنها توقفت عند عدة ملاحظات وردت في الموضوع المنشور، ولعل الآنسة روز قد دمجت بين ما ورد بشكل عام في الموضوع وما هو خاص بالمركز، وحملت نفسها ومعهدها مسؤولية إخفاق السياحة في بلادنا، وطلبنا إليها أن تضع سماعة هاتفها على الجهاز وتنتظرنا دقائق لنأتي إلى المركز، ونستمع لوجهة نظرها ميدانياً، وحصل ذلك وكانت قد دعت أيضاً بعض الآنسات من جهازها الإداري والمدرسين وأجرينا حواراً ميزته الديمقراطية، وأبرزته مسألة احترام وجهات النظر المطروحة، وكان أن استوعبت ما قصدنا وفهمنا ما فكرت به، وهكذا هو العمل الناجح أن تأخذ وتعطي، تماماً كما في حوار الحضارات، إذا ما اتفقنا على أن السياحة حضارة، ومن يعملون في ميدانها عليهم حملها كسلوك وممارسة وعمل، فهم الواجهة التي تعكس مدى تفهمنا للسياحة، وجعلها صناعة وليست مهنة للربح، أو للعاطلين عن العمل، وفنها ينبع من ذاتها وأصول التعامل معها، وهي المرتبطة بكل مفاصل الحياة دون استثناء، والمعني بالسياحة ينبغي أن يكون مثقفاً، ولا يجوز أن يسأل مثلاً من قبل السائح عن (بيتهوفن) ويجيب لا أعرفه، وما دمنا في إطار مركز سيؤهل الكوادر للعمل المستقبلي السياحي، فينبغي أن نركز على أساسيات التربية السياحية. ثقافتها. وحين يبصق المواطن العادي في الشارع بعد السعال، علينا توجيهه وإرشاده، ونعلل ذلك بسبب الجهل وعدم معرفه للأدبيات العامة، أما إذا بصق المرافق السياحي أو الدليل أو الشرطي أمام الزائر أو عمال المطعم، فهذه حركة لها مدلولاتها، وهي شارة لا تحتاج لترجمة مدى تخلف السياحة وعدم إتقانها، أي بما معناه أن للسياحة أدبيات شاملة لا تقبل الأمية الاجتماعية ولا الجهل. ومن هنا انطلقنا

رأي روز

تقول الآنسة روز نحن - ومنذ افتتاح مركزنا في العام الماضي - وضعنا خطتنا على أساس ردف السوق السياحية بكادر مدرب، ذي خبرة عامة، وإيجاد بنية تحتية تمارس عملها بما يليق به، ونحرص في سلوكنا اليومي كإداريين ومدرسين على تطبيق النظم الاجتماعية داخل المركز، كي نربي الطالب على تلك الممارسة خارجه، وها هو المركز ويمكنك أن تكتشف من خلال زيارتك أي نوع من الأساليب نطبقها حرصاً على التربية العامة، إلى جانب ما نقدمه في المنهاج،.

يتلقى الطالب عندنا العلوم النظرية والعلمية، ونركز على المنتج السياحي السوري ليبقى على تواصل معه، واستغلاله بشكل صحيح، وتسويته داخلياً وخارجياً، وإذا تمكنا مستقبلاً عالمياً، وكما ورد في الموضوع السابق والذي نشرته الأزمنة، نحن لا نتجه صوب الربح، وإذا ما قورنت كلفة الطالب السنوية عندنا فهي لا تقارن بكلفة أي طفل في روضة خاصة متطورة إلى حد ما، ونحن نطبق منهاج وزارة السياحة كما ورد تماماً ونضيف إليه العلاقات الاجتماعية، والسلوك اليومي، وقد كلفنا للتدريس نخبة من الاختصاصيين المعروفين في سورية، ومنهم من يحضر أسبوعياً قادماً من دمشق ويتقاضى أجوره على أساس ذلك، أرجو أن تثق أن المركز حتى هذه اللحظة هو بحالة خسارة، ولن نتوقف عند هذا المنطق الربح والخسارة ما دامت القضية وطنية والتزامنا بها أخلاقي، وليس من المهم أن نعمل ونلهث وراء الربح، المهم أن نحقق الحضور السياحي والتواجد المستقبلي والاستمرارية.

الـسـيـد الـوزيـر

وتتابع الآنسة روز أن السيد وزير السياحة قد وافق للمركز على إقامة دورات قصيرة للترويج والتسويق والأداء، وهذا خارج المنهاج المقرر، وسوف نقيم الدورات ونضيف عليها الإعلام السياحي، ونحن بصدد إصدار مجلة عن السياحة باسم المركز، وعملنا ليس بآني، إنما مستقبلي، وعليه مواكبة حركة السياحة ونشاطها بسورية، هذا ما نسعى إليه من خلال عملنا في المركز، وما نتمنى أن نحققه، وفي موضوعكم الذي نشر بمجلتكم العزيزة والغنية بمواضيعها، والمنفردة بقضية السياحة، شعرنا ببعض الظلم لنا، نحن على سبيل المثال نمتلك صالة للحاسوب، وأخرى للإسقاط، ونربط الميداني بالنظري، وقد أخذنا موافقة الهيئة العامة للتدريب السياحي إقامة رحلات علمية للطلاب دون دفع أي رسوم دخول مواقع أثرية، وندّرسهم تاريخ سورية بمختلف العصور، وسوف نركز على العامل النفسي في القضية السياحية، وتجربتنا عمرها سنة واحدة فقط، ألا نستحق منكم مهلة التجريب على الأقل قبل إصدار الحكم؟

ومـا كـتـب عـنـهـم

في الحقيقة لم يكن الموضوع المنشور موجهاً للمركز بعينه، بل كان المحرض لاستعراض الكثير من النقاط التي تهم السياحة ومنهاجها التعليمي، ونوعية الكوادر التي ستخرج، ليس في المركز فقط، إنما بالكليتين السياحيتين في جامعة دمشق والبعث بحمص، ومما لا شك فيه أننا نشجع مثل هذه الدراسة، ونرغب أن تكون متكاملة بكل شروطها، والتأكيد على اللغات الأجنبية لا يعني بأي شكل إلا الاهتمام بها، والنهوض، وتدريسها، فالسياحة العالمية لا تقتصر على الإنكليزية، ومن سوء الحظ أننا نقابل خريجي جامعات لا يجيدون اللغة التي درسوها في جامعاتهم، بما فيها العربية، وهي لا تتقن بأسلوب: علمني كي أتعلم إن استطعت، إنها حالة استعداد نفسي قبل كل شيء، وكذلك السياحة، وليس بالأمر السهل أن تقول إننا سنخرج الكادر السياحي المتقن لعمله، إن لم يسبق هذه الجملة التهيئة النفسية المناسبة، ومركز النور السياحي الأول من نوعه في الساحل السوري، ويتحمل أعباء كبيرة، خاصة وأن الناس لم يعتادوا بعد على نوعية هذه الدراسة، ألم نواجه المشاكل الكبيرة حين تم افتتاح المعاهد الصناعية بأنواعها، ورفضها الناس حينذاك لأنهم يفضلون أن يكون أولادهم أطباء ومهندسين وصيادلة؟ ثم أكدت الدراسة جدواها الاقتصادية والاجتماعية، وخرجت الكوادر التي تأهلت ومارست المهن بمختلف أنواعها، وحين أشرنا إلى الحاسوب الوحيد لم يرشدنا أحدٌ إلى صالة الحواسيب وموجوداتها.

الإعـلام الـسـيـاحـي

وهو الموضوع الذي لفت انتباهنا وقد طرحته الآنسة روز من خلال دورة قصيرة، وأجد أن الإعلام السياحي بحاجة لدراسة أكاديمية متخصصة، نحن نفتقر إليها في بلادنا، وحتى الآن لم نستطع أن نحقق إعلاماً سياحياً متكاملاً، ولا فنية تقنية بالإعلان، أساليب الترويج، إعلام يخاطبنا نحن، وهذا لا يكفي، ولأنه لغة العصر فينبغي أن ينتشر بالعالم، حتى الآن لا نملك فضائية سياحية، وغيرنا في دول الجوار سبقنا إليها، وفي شاشاتنا الوطنية لا نجد ذلك البرنامج الذي يرصد بشكل حقيقي مواقع أثرية وسياحية تضاهي ما يوجد في العالم، وليس لدينا المجلات أو الصحف المتخصصة جداً بهذا العمل، وأرى أن مجلة الأزمنة - وليس لأني من العاملين فيها- بل قول حق يجب أن يقال، إنها الوحيدة إلى حد ما التي تتجه نحو السياحة، ولا يكاد يخلو أي عدد منذ صدورها حتى الآن من موضوع سياحي وأكثر أحياناً، فلماذا يا آنسة روز وأنت مهتمة ومدّرسة وإدارية في مركز سياحي؟ وما هو الذي يحول بيننا وبين إنشاء فضائية ساحلية. بحرية. جبلية؟ تبث برامجها من اللاذقية وطرطوس، لا أحمل مركزكم المسؤولية دون شك، لكني أرغب في أن يؤكد من خلال عمله على هذه القضايا.

ووضحت الآنسة روز أنهم في المركز يسعون لإصدار مجلة سياحية يطلقون عليها اسم (النور السياحية) وموضوع الإعلام السياحي يحتاج لجهد وزارات، والتنسيق فيما بينها، أما عن إيجاد فضائية سياحية سورية فهي لا تعرف الأسباب التي تحول دون قيامها، والموضوع كما عبرت أكبر منها، لكن رأيها كواحدة من العاملين في السياحة يجب أن تكون.

أخــيــراً

مركز النور خطوة متقدمة. جيدة. من أجل السياحة، ولا بأس أن تعطي الوزارة الموافقات المطلوبة لتشجيع مثل هذه المراكز وتدعم عملها، وتقدم لها التسهيلات المطلوبة، والدعم المادي والمعنوي، وباسم إدارة مجلة الأزمنة وضحنا للآنسة روز أننا مع أي عمل بناء، يخدم المصلحة العامة، ويبرز وجه الوطن بما فيه من تاريخ، وحضارة، وقيم، وإنسان، وهو الهدف الذي تعمل المجلة بطاقمها من أجله، نتمنى للمركز المزيد من النجاح والازدياد المستمر في طلابه، ونحن على يقين الآن أن عدد الطلاب المتواجدين حالياً لا يغطي التكلفة الشهرية التي تنفق، لكن ما دامت القضية من أجل المستقبل فينبغي أن نعمل له بكل صدق وإخلاص لنصل إليه بكل ثقة.

زهـيـر جـبـور