ســفــيــر قــطــر فــي دمــشــق لــلــأزمــنــة

ســفــيــر قــطــر فــي دمــشــق لــلــأزمــنــة

نجم الأسبوع

الأحد، ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩

نــجاح ســيــاســة ســوريــة والــرئــيــس الأســد هــو نــجــاح للأمة العربية

انعكست العلاقات السياسية المميزة بين سورية وقطر على العلاقات الاقتصادية فكانت هناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والاستثمارات التي تزيد عن 13 اتفاقية للتعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية، كما أن الشركة السورية القطرية القابضة وقعت مؤخراً مجموعة من مذكرات التفاهم لإقامة مشاريع تنموية وحيوية، وذلك خلال منتدى الاستثمار الخليجي الأول في سورية الذي أقامته هيئة الاستثمار السورية في أيار الماضي.

مزيد من الإضاءات على هذه العلاقات كانت في اللقاء التالي لمجلة الأزمنة مع ماجد غانم علي سفير دولة قطر في دمشق.

*سمو أمير دولة قطر وصف العلاقات السورية القطرية بأنها نموذج يحتذى للعلاقات بين الدول العربية.. كيف تنظرون إلى هذه العلاقات وكيف يمكن تعميمها على باقي الدول العربية؟

العلاقات السورية القطرية هي فعلاً نموذج يُحتذى بين الدول العربية... لأن ما يربط سمو الأمير والسيد الرئيس من روابط أخوية حقيقية ونظرة مشتركة مستقبلية ليس فقط للبلدين العربيين الشقيقين وإنما للأمة العربية بكاملها... وهناك نظرة عميقة وبعيدة تربط القائدين.. فالعلاقات استمدت روحها وطاقتها من هذه الأخوية والعلاقة الحميمة بين القائدين وترجمت هذه العلاقات على الأرض بعلاقات ملموسة سواء اقتصادية أو تعاون سياسي أو اجتماعي و في جميع المجالات.

فالعلاقات السياسية بين سورية وقطر هي في الحقيقة انبثقت من الرؤية الواحدة للقائدين وهذه الرؤية هي التي خلقت العلاقات السياسية والتعاون السياسي الناجح.. وليس فقط فيما يخص سورية وقطر وإنما فيما يتعلق بالأمة العربية ككل والمحيط العربي... سورية وقطر لاعبان أساسيان في المحيط العربي... بحكم موقع سورية الجغرافي المهم يجعل منها دولة عربية محورية وهي تقف على الحدود بين الوطن العربي وأوروبا، وقطر بموقعها الجغرافي في الخليج العربي وفي منطقة مجلس التعاون الخليجي، هذا ساعد كلا البلدين كثيراً، والتعاون من الناحية السياسية أثمر ثماراً كبيرة جداً وأصبح التنسيق بين البلدين سهلاً جداً وواضحاً كونه مبنياً على الوضوح والصراحة والشفافية التي دائماً تخدم مصالح البلدين والأمة.. العلاقات القطرية السورية هي علاقات تشكل قدوة والمفروض أن ينظر لها من باقي الدول العربية حتى تحذو هذه الدول حذو هذه العلاقات.. لقد أصبح البلدان الشقيقان في موقع متقدم مهما بعدت المسافات بينهما، هناك تنسيق وترابط في كل المحافل الدولية والتنسيق بين قطر وسورية دائم ومستمر.

نظرتنا في قطر وسياستها تقوم على الشفافية والصورة الحقيقية.. فسمو الأمير والذي يعرفه عن قرب يدرك أن شفافيته ومواقفه آتية من ضمير وقناعة ورؤية عربية صادقة وغيرة على كل شبر في أي بلد عربي، وسورية بالنسبة لسمو الأمير تمثل الشقيقة والعاصمة العربية الكبيرة فدمشق عاصمة كبيرة وعلى جميع العرب وليس فقط قطر الوقوف إلى جانب هذه العاصمة العربية التي تمتلك تاريخاً عربياً بارزاً، فوقوف قطر مع شقيقتها سورية هو وقوف أملاه الواجب والصدق والشهامة.. هذه حقيقة ولذلك نجحت هذه العلاقات.. لذلك عندما نحن نرى ونراقب ونتابع سياسة سورية وسياسة الرئيس الأسد ووقوفها وصمودها ونجاحها فهو نجاح للأمة العربية..

*كيف انعكست هذه العلاقات الحميمة على الاستثمارات بين البلدين؟

نتيجة هذه العلاقة بين قائدي البلدين تكونت شركات قطرية سورية مشتركة أهمها الشركة القطرية السورية القابضة التي دخلت مجال الاستثمار، وهناك أيضاً استثمارات قطرية أخرى في سورية هي شركة الديار الحكومية العالمية لديها الآن مشروع كبير في ابن هانئ في اللاذقية بقيمة 350 مليون دولار، والآن في دمشق هناك مشروع عملاق وقطب كبير استثماري وسياحي وعقاري واقتصادي سيكون في دمشق قريباً إن شاء الله، وهناك بعض الاستثمارات الأخرى في مجالات السياحة.

الحديث عن الاستثمار القطري داخل سورية يطول، هناك أفكار مطروحة وموجودة لازالت تُدرس، كما أن هناك مشاريع قيد الدراسة والقبول بين الطرفين هو الذي يدفع العلاقات نحو الأمام.

*كيف ينظر المستثمرون القطريون إلى مناخ الاستثمار في سورية؟

سورية تتمتع بمناخ الاستقرار والأمن وهذا أهم عناصر الاستثمار، وهذا شرط مهم لاتخاذ قرار الاستثمار.

*أين وصلت الاستثمارات المشتركة؟

التعاون بين قطر وسورية أثمر عن العديد من المشاريع الاستثمارية، ومن بين هذه المشاريع مشروع ابن هانئ الذي يمتد على مساحة 268 ألف متر مربع على الشريط الساحلي لمدينة اللاذقية، بتكلفة استثمارية تتجاوز 350 مليون دولار.

وكذلك هناك الشركة السورية القطرية القابضة والتي تعتبر إحدى أكبر الشركات القابضة في سورية، وقد تأسست عام 2008 بموجب اتفاق بين الحكومتين برأسمال قدره خمسة مليارات دولار أمريكي.

ومن الاستثمارات المشتركة بين البلدين بنك سورية الدولي الإسلامي، وبنك قطر الوطني- سورية، والإسلامية السورية للتأمين التكافلي.

*هل التبادل التجاري والاتفاقات الاقتصادية بين البلدين يوازي قوة العلاقات السياسية؟

هناك تعاون تجاري وحجم التبادل التجاري معقول ولكننا دائماً نعمل على دفعه إلى الأمام.

ترتبط قطر وسورية بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وهناك ما يزيد عن 13 اتفاقية للتعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية، كما أن الشركة السورية القطرية القابضة وقعت مؤخراً مجموعة من مذكرات التفاهم لإقامة مشاريع تنموية وحيوية، وذلك خلال منتدى الاستثمار الخليجي الأول في سورية الذي أقامته هيئة الاستثمار السورية في أيار الماضي برعاية المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء.

وشملت هذه المذكرات قطاعات مختلفة كالطاقة الكهربائية والري والصحة وصناعة الفوسفات والألبان العصائر. ففي قطاع الصحة مثلاً ستقوم الشركة بتطوير أول مدينة طبية عالمية المستوى في سورية، وفي قطاع الطاقة ستقوم الشركة بتشييد وإدارة وتشغيل عدد من محطات توليد الطاقة الكهربائية في سورية، أما في قطاع الري فتستثمر الشركة في اثنتين من مزارع الري من خلال تطبيق أحدث تقنيات الري والأساليب الزراعية بأسلوب يضمن إدارة أمثل للموارد المائية في سورية.

كما تستثمر السورية القطرية القابضة أيضاً في احتياطي سورية من الصخور الفوسفاتية من خلال تأسيس شركة لتشييد وإدارة منشأة عالمية المستوى لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية، وتهدف الخطط الأولية للمشروع لإنتاج 500 ألف طن من الأسمدة الفوسفاتية سنوياً.

*عدد كبير من القطريين استملكوا عقارات في سورية.. لماذا؟

القطريون استملكوا بشكل كبير في سورية وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الراحة والطمأنينة التي يشعرون بها في هذا البلد.. عندما يمتلك الإنسان شيئاً في بلد ما فإن ذلك يعني أنه مرتاح فيها.. عدد كبير جداً من القطريين تملكوا في سورية في المصايف وغيرها وهذا مؤشر طيب بين الشعبين...

كما أن هناك الكثير من نواحي التداخل والتمازج بين الشعبين والبلدين.. وتعمل دولة قطر على استقدام العمالة الفنية وتنسيق العمالة عن طريق شركات القطاع الخاص والقطاع الحكومي, وهناك توجيهات من سمو الأمير بزيادة الاستقدام من سورية الشقيقة.. وقد تم عقد اتفاقية تؤطر وتنظم هذه العملية مما أدى إلى زيادة عدد العاملين السوريين في قطر وهم خبراء ومهرة وهذه ناحية مهمة.

*مصرفياً تم افتتاح بنك قطر الوطني.. هل من مشروعات مصرفية قريباً؟

 

بنك قطر الوطني البنك الرئيس لديه فروع في أوروبا والعالم، وبناءً على التوجيهات قام بافتتاح فرع في سورية كما افتتح له فروعاً في المحافظات السورية وبدأ بالعمل بكوادر معظمها من سورية... وهناك خطوات قادمة.. كما أن هناك أيضاً شركة قطر الإسلامية للتأمين والمصرف القطري السوري الإسلامي وهناك الكثير من الخطوات القادمة الواعدة..

وهناك اتفاقيات تنظم التعاون بين البلدين الشقيقين ونحن تجاوزنا الكثير بالخطوات الإيجابية المتبادلة وصار الواقع أقوى من الاتفاقيات في جميع المجالات..

*هل اللجنة العليا السورية القطرية مفعّلة بالشكل المطلوب؟

لاشك أن عمل اللجنة العليا السورية القطرية المشتركة ساهم كثيراً في تعزيز العلاقات؛ لكن كما قلنا سورية وقطر تعدت مرحلة الاتفاقيات واللجان فهذه الأساليب بين الدول هي القاطرة التي تقود العلاقات إلاّ أن العلاقات بين البلدين تجاوزت هذه الأشياء وأصبحت العلاقات أقوى من اللجان والتعاون والتنسيق، لم يبق هناك وسائط وحواجز.. وصلنا إلى مرحلة علاقات متميزة كدولتين عربيتين..

*ماذا عن إقامة سعادتك في سورية؟

كل إنسان يعيش فيها ويلتقي مع الشعب السوري يجد الكرم ودفء العلاقات التي تتميز عن جميع الشعوب، ولا نشعر بالغربة، والحمد لله في أيِّ مكان في سورية نشعر بأننا بين أهلنا وإخوتنا وهذا ما يشعر به جميع المواطنين القطريين الذين يزورون سورية..

يارا إسماعيل