فؤاد دحدوح.. سمير الصفدي.. رولا أبو صالح في غاليري كامل للفنون التشكيلية

فؤاد دحدوح.. سمير الصفدي.. رولا أبو صالح في غاليري كامل للفنون التشكيلية

ثقافة

الأحد، ١٠ مايو ٢٠١٥

ريم الحمش
في تجربة مميزة نظم غاليري كامل للفنون التشكيلية ورشة عمل شارك فيها ثلاثة فنانين من أجيال مختلفة وهم: فؤاد دحدوح..سمير الصفدي..رولا أبو صالح.
يظهر الفنان التشكيلي فؤاد دحدوح قدرة على خلق تآلف حسي يهدف إلى منح قيمة جمالية لرسومات مؤثرة وجدانياً، وجذابة جمالياً فهي تحمل نفحة زمنية ومحاكاة فنية، لمشاهد متعددة من الحياة تحاكي مشاعر كل منا لرؤية لحظات خاصة، لشخصيات نراها غالباً في حياتنا اليومية مع العائلة والمرأة رسمها بأسلوب تعبيري, وأشكال تتجه للتبسيط, أقرب إلى الاسكتش أو اللوحات غير المكتملة على طريقة الفنان رودان أو مايكل أنجلو ساعياً للجمال والكمال.
 يقول الفنان الإسباني سالفادور دالي: الفنان التشكيلي الحقيقي, هو الذي يصنع لوحة جميلة ولو كان في جوف الصحراء, أي لو كانت الصحراء عارية لألبسها الفنان أفضل الثياب وأجملها وهذا هو الفنان المبدع.
في جل لوحات هذا الفنان تجد ألق اللون في أشكال توحي بالكثير، لوحات تتميز بالدقة في توزيع الضوء والظل، وروعة إعادة التركيب الكامن في الذاكرة البصرية فهو يستخدم ألوان الإكرليك, وكأنه يقدم مزيجاً من الفرح والحزن والدراما ليخلق توازنات بين اللون والشكل، الفراغ، والمساحة، الضوء، والظل، والسطوع المغموس بتحولات لها ألوانها الخاصة، برزت في تكثيف اللون المستوحى من فواتح لونية تتميز برقة تركيبية تسيطر على الخطوط وأبعادها, وبتقنيات لونية تأخذنا إلى عوالم التصوير التعبيري, ولكن بريشة فنان معشقة بلون أبيض يدعو المتلقي إلى الحوار والتأمل والاستمتاع, ولعل الفنان بعطاءاته الجمالية في ميدان التشكيل، وطابعه التعبيري يشكل لبنة في عالم التشكيل في سورية, فبأسلوبه الفريد والمتميز ينجز لوحات رائعة اعتماداً على نظرته الفنية في التركيب اللوني, ما جعل لوحاته غارقة بالانسجام والتناغم اللوني في علاقته بالفضاء والمفردات التي تفعم بها اللوحة.
الفنان التشكيلي فؤاد دحدوح, من مواليد دمشق 1959, تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت1981, دبلوم المدرسة الوطنية العليا فرنسا1984, ماجستير المدرسة الوطنية العليا بولونيا1987, دكتوراه في مجال الميدالية قسم العلوم الإنسانية بولونيا1993, مدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت, أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية المتحف الوطني بدمشق, متحف دمّر, وضمن مجموعات خاصة.
الفنان سمير الصفدي فنان طموح, ذو روح مسافرة شبه دائمة, ويعيش بعيداً وقريباً بآن واحد أثبت وجوده ضمن العائلة التشكيلية السورية, أجد في لوحاته نقاشاً روحياً وأحلاماً لا يتسعها قلبه الكبير, أجد في لوحاته صراعاً ثقافياً وليس مع نفسه فحسب بل مع التعبيرية ومع من لم يعتبر, ليضيف الإيقاع الفلسفي في لوحاته
مع لمسات تجريدية لخلفية اللوحة محدداً أفكاره وطموحاته الإنسانية, ومعبراً عن حبه للوطن بلغة التحوير والتسطيح، تداخل المساحات، تباين الألوان المؤثرة على البصر والوجدان، فالإيقاع الحركي هو وليد المنطق التصويري بأسلوب تمخض عنه تأثر وتأثير بالإيقاع الموسيقي، بنغمة حركية تروق للبصر، ويستسيغها الحس الفني, ويبعث البهجة في النفس.
الفنان التشكيلي سمير الصفدي من مواليد مجدل شمس الجولان 1982, خريج كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق, وماجستير قسم التصوير الزيتي, عضو في اتحاد الفنانين السوريين, حالياً مدرس في كلية الفنون جامعة دمشق.
يبدو أن الفنانة التشكيلية رولا أبو صالح من عاشقات مفردات الطفولة ورموزها فملأت سطح لوحاتها الفنية بكل ما حملت ذاكرتها من ألعاب الأطفال المراجيح الدراجات,..سكة القطار, البالونات, ومن الطبيعة..الزهور..الشمس وحركة الغيوم..الفراشات..ألوان قوس قزح التي تشيع البهجة والمتعة في النفوس لملمحها الباعث على الحياة والتفاؤل.
الفنانة رولا من القليلات اللاتي لهن مدرسة فنية مستقلة, فيها رومانسية وإحساس عفوي وصادق، ولها رؤية وإمكانات فنية عالية, وفي البورتريه ترسم بطريقة تعبر عن فهم ودراسة نفسية للشخصية المرسومة بحالات مختلفة الدهشة..الذهول..القلق ببساطتها وبراءتها لتصل بسهولة لقلوب الناس, ومشاهدها تعطي إحساساً بصرياً في مدرسة الحركة, لتعاملها مع اللوحة كنتيجة ظل..نور..كتلة.. توزيع ودائرة ألوان وسمات تشخيصية فاستوفت لوحاتها كل شروط الفن التشكيلي من تقنية وحس وذوق وإبداع وتناغم الألوان وتوافق الضوء, فتركت على أعمالها بصمة تطلق الخيال ليعبر رحلة تشكيلية بمنتهى الروعة والجمال تأخذ المتلقي إلى عالم ساحر ربما شكلت حالة الانسجام والتناغم بينها وبين الطبيعة حالة من الاندماج الروحي, سكبته في فنها الراقي ونحن تذوقنا هذا الجمال والإبداع.. تقول الفنانة:
عالم الطفولة عالم مملوء بالبساطة والبراءة وقد منحوني أشياء كثيرة منها محاولة اقتحام السطح الأبيض وكذلك وفروا لي عملية التعامل مع التقنيات والحرية في التعامل مع الأفكار والأشكال، وبالتالي أرسم كطفل ولكن لا أستنسخ ما يفعله الأطفال إنما أحاول أن أزيح تراكيب الطفولة وأكيفها لمصلحة منطقي الخاص في فهم الرسم فالفن هو ذاك الحوار البريء مع الذات والآخرين والعالم.
الفنانة التشكيلية رولا أبو صالح من مواليد 1982, خريجة مركز أدهم اسماعيل عام 2007, قسم التصوير الزيتي, أنجزت الفنانة التشكيلية رولا أبو صالح، في صالة كازادو للأطفال، لوحة جدارية بانورامية طولها 19 متراً وعرضها 3 أمتار ونصف ويذكر أن مراحل إنجاز هذه البانوراما، امتدت معها حوالي الشهر والنصف، من العمل اليومي المتواصل.