المعرض الفردي الأول للفنانة التشكيلية جهيدة البيطار في الآرت هاوس

المعرض الفردي الأول للفنانة التشكيلية جهيدة البيطار في الآرت هاوس

ثقافة

الأحد، ٣ مايو ٢٠١٥

ريم الحمش
فنانة تشكيلية شابة.. دائمة البحث عن أفق رحب, تأتي إلى اللوحة بانسيابية لا تفرضها قيود الوقت والمكان في لوحاتها ذاكرة فنية وإصرار على الدخول في المعنى التعبيري للوحة.. حققت جملة من الطموحات والآمال عبر أعمالها الجذابة لتنطلق إلى فضاء الجمال والفن متحدية الواقع ففرضت حضورها على الساحة التشكيلية السورية لتحول هذا الحدث إلى ديمومة إبداع عبر لوحات تشكيلية مبهرة تحمل أسئلة تثير الجدل والتأمل تنطق جميعها بلغة الحب, وتبعث في النفس إحساساً بالتفاؤل والطمأنينة ما دفعها لتسجل رسالة حب وأمل لعشاق الفن التشكيلي من خلال أعمال فنية عرضتها مؤخراً بصالة الآرت هاوس بدمشق.
ضم المعرض العديد من اللوحات بقياسات متباينة لعبت فيها ألوان الإكريليك أدواراً رئيسية خاصة بالإضافة إلى استخدامها للرمل لإبراز السطح الخشن لبعض زوايا اللوحة مستعملة مجموعاتها اللونية المتوالدة, وتحريك الكتلة بدقة وتناغم عبر مساحات كثيفة وشاسعة بتلقائية واحترافية، وتحقيق التوازن رغم كثافة القيم التعبيرية، وإثارة المضمون بليونة ومرونة وتدرج، وتحويل الزمان والمكان بحركات انسيابية تعزف سيمفونية شديدة الحساسية والتدفق تتناسب مع شفافية الموضوع المختار الذي يلعب فيه الإنسان دور البطل الأول وبأسلوب المتخصص اقتحمت عالم الرسم في تشكيلات فردية وجماعية تبرز جمال الخط واللون مؤكدة رشاقة خطواتها وحركاتها, تحمل أحياناً كثيرة ملامح مسرحية, شخوص وأمكنة وأحاديث وذكريات فيها المر وفيها الحلو جمعتها ومزجت أصواتها بأجسادها، لكل منها قصة رقيقة تسردها لنا الفنانة من خلال الشكل الإنساني المجرد من التفاصيل، تدور حول هدف ومعنى متقارب، إلا أن تأخذ مكانها في اللوحة مستقرة من خلال التكوين المتلاحم وأحياناً تنفر وتكسر قيدها لتصبح مساحات هنا وهناك، في كل جزء منها معنى، وفي كل لحظة انفعال وارتعاش فرشاتها وإنشاء ألوانها معانٍ وتفسيرات تبقى في قلب الفنان لتنطلق الحواس من دون قيود نحو لوحات تمثل الواقع المتخيل الذي يدفع المتلقي من الداخل إلى الخارج حيث فضاءات الحلم تتسع للواقع المتخيل، والقادر على إبراز الرقة والقوة..الخيال والواقع..الخير والشر.. وبمصداقية تشكيلية ترجمتها ببساطة وعفوية حققت للفكرة وصولها إلى حواس المتلقي ليتفاعل معها بوجدانه ومفاهيمه.
تقول عن الفن التشكيلي: الرسم هو ملاذي الأول والأخير أقضي معه أسعد أوقاتي لذا لن ابتعد عنه أبداً, وسأواصل عطائي الفني من دون توقف وكل ما أنتجه يأتي خلال عملي من دون أي تجهيز مسبق اكتمال الصورة ووضوحها عندي يومض بشكل سريع ويتم التقاطها خلال العمل في اللوحة وربما تتدخل الخبرة والتكنيك في إكمال اللوحة من حيث التوازن وغيرها من شروط التكوين في العمل الفني
أما فيما يتعلق بفن البورتريه، فتقول الفنانة جهيدة: لا أخرج عن الواقعية، ولكن بتقنية جديدة فأنا أرسم مع القماش والألوان التي تلمع لإعطائها رونقاً وجمالاً, كل فنان يرسم بفكر وتقنية مختلفة عن الآخر لأنه يمتلك حرية التصرف، فآفاق الفن غير محدودة.
الفنانة التشكيلية جهيدة بيطار من مواليد 1991تخرجت من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق 2013, لها مشاركات جماعية عديدة, المعرض الفردي الأول, تستعد لتقديم رسالة الماجستير بعنوان : تأثير التصوير البيزنطي على التصوير السوري المعاصر, تعمل حالياً مدرسة في كلية الفنون الجميلة.
عالمي: معرض منحوتات الفنان السوري جميل كاشا
 في تجليات يسافر بين الواقعية والتجريد
صالة فنية جديدة استقرت في منطقة صيفي فيلدج تحت اسم تجليات، هي الوجه الثاني لـتجليات دمشق الفنية التشكيلية، والمعرض للنحات السوري جميل كاشا الذي يعرض منفرداً أكثر من أربعين منحوتة من أحجام مختلفة ومواد تتأرجح بين الرخام والحجارة البلدية والبرية وغيرها مما تتوافر لديه وفق المزاج والرغبة في اكتشاف الأسرار وإمكانات التجاوب مع أحاسيسه ومنطقه الذهني.
إننا إذاً في حضرة منحوتات كثيرة التعابير أحياناً، وفي أحيان تختصر وجهاً بعينين، أو بتدويرة عامة.
المعرض سياحة فنية وتاريخية عبر المناطق والعصور، حيث تستهوي النحات أساليب متنوعة تحاكي تواريخ طوى الزمن بعضها وحافظ على أجزاء منها من دون أن يقضي نهائياً على ميزاتها وبداياتها يسفّرنا الفنان السوري عبر القارات، عبر الوجوه، والألوان المحفورة في صخور متغيرة ومتحولة وفق رؤيته الغنائية، وخصوصاً عندما تنجو القامة الرشيقة لأنثى منطوية نحو الهاوية، أو عندما يضفي على وجه كروي عينين جاحظتين لأنثى إفريقية الجنس والهوى والملامح، تاركاً انطباعات عاطفية أو حواسية أو تشكيلية بحتة يعجبنا هذا الجديد الآتي إلينا من داخل الأرض الشرقية، حيث الآثار والتحف والمجودات الثمينة تروي أساطير صنعت تاريخ الحضارات في بلاد الرافدين، وبلاد الشام، ولاسيما أننا نشهد تدميرها على أيدي الجهلة الذين يقضون على تراث فني عالمي لشعوب ذات حضارة، لتحل الوحشية والهمجية والطغيان.
يذكّرنا جميل كاشا بأحلام شبيهة بصور سينمائية ملحمية وبحوادث تروي أجزاء من تقاليد وإيمانات وتصورات واعتقادات وحضارات عرفتنا إلى أشياء كثيرة أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن حكاياته تدخل عقلنا، تحكّه، وتحضّه على استذكار
الأساطير وأسماء أبطالها من الأشخاص والحيوانات والطيور.. يسافر كاشا بين الواقعية المطلقة والتجريد، ومعرضه يستحق الزيارة.