عناية البخاري.. بسام ناصر.. رامي صابور..معرض تشكيلي بصالة الشعب

عناية البخاري.. بسام ناصر.. رامي صابور..معرض تشكيلي بصالة الشعب

ثقافة

الأحد، ٢٦ أبريل ٢٠١٥

ريم الحمش
ما يزيد على أربعين عملاً فنياً قدمها التشكيليون عناية البخاري.. بسام ناصر.. رامي صابور في معرضهم المشترك بصالة الشعب للفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين بدمشق.
بإحساس أنثوي عالٍ قدمت الفنانة عناية البخاري مجموعة لوحاتها الجديدة تناولت فيها الطبيعة وما اختزنت ذاكرتها من محيطها لترسله عن طريق لوحات حرة متجددة تنمو بنبض مفعم بالحياة, بأسلوب تعبيري تجريدي الذي ما زال يحتل المساحة الأقوى والأوسع على الساحة التشكيلية المحلية والعالمية مستخدمة تقنية الأحبار على سطح اللوحة الأبيض معتمدة على لون واحد فقط فتجد لوحات باللون الأزرق فقط ولوحات باللون الأسود فقط وهذا لا يمكن لأي فنان الإقدام عليه إن لم يكن واثقاً من قدرته على استعمال اللون بشكل يقود المتلقي لاكتشاف شيء جديد كلما نظر للعمل, فبقع الألوان وضربات ريشتها التي تكاد تكون عشوائية تعبر في إيقاع متناسق عن المبادئ الموجودة في الطبيعة ونشاطات الإنسان فيها, وتدفعك للخروج من الموضوع إلى فضاء التكوين, فأنت أمام شكل مرسوم وغير مرسوم بين الكتلة والفضاء، والضوء المأخوذ من أرضية اللوحة أحياناً تراه مساحة من ضوء، وأحياناً تراه فراغاً في ضوء، فالأبيض في لوحاتها جزء مهم من تقنيات اللون مع أنه ليس لوناً منتجاً أو مستقى من الباليت, فقد تمكنت الفنانة من كيفية توظيف الأرضية كجزء من بناء اللوحة وتشكيل العناصر، فالأبيض أو بقعة الضوء الوهمية في نظرنا التي تتركها الفنانة عناية تقتنصها اقتناصاً، فهي لا تضعها حسب الحاجة كما هي في الألوان الزيتية، فتدفعنا أحياناً إلى النظر لهذا الفضاء مهما صغر أكثر من رؤية اللون لكون هذا الضوء صاحب القرار في نجاح اللوحة أو فشلها, والمعروف عن الفنانة عناية من خلال مسيرتها الحافلة أنها دائماً تبحث عن مواكبة الحداثة لصياغة رؤى تشكيلية جديدة من حيث التقنية والمواضيع المطروحة تقول الفنانة: عشت في أحضان وطني سورية التي تتميز بحضارة عميقة تستحق منا نحن التشكيليين أن نؤرخ لهذا الواقع بصورة نفخر بها من خلال ألواننا ولوحاتنا فهذه رسالتنا وواجبنا تجاه الأجيال القادمة, وتشير بخاري إلى أن كل لوحة فنية من لوحاتها تعبر عن شعور معين وهي تختلف اختلافاً كلياً عن الأخرى, وتضيف: عندما أبدأ الرسم وليس في ذهني موضوع معين تبدأ مشاعري بصقل اللوحة عبر مزج الخطوط والألوان لتخرج في النهاية لوحة معبرة أكون راضية عنها.
الفنانة عناية البخاري فنانة تشكيلية نقشت اسمها في لوحة المبدعات من مواليد دمشق 1960 عضو جمعية أصدقاء الفن, عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين, في رصيدها العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها.
أما التشكيلي بسام ناصر فشارك بعدة أعمال بمقاسات مختلفة بتقنية الزيتي بأسلوب تعبيري ينحو باتجاه التجريد والتبسيط في توضع الخطوط والألوان تنبض بالدموع الضاحكة الباكية ألوان تتآزر في ما بينها لتصنع عالم الحلم, وللأنثى الحصة الأكبر في أعماله، فتجد المرأة مجسدة بكل تفاصيلها ومراراتها ومعاناتها, امرأة بخطوط انسيابية تئن بوجع دموع الثلج، وتحكي فرح، لقاء الأحبة، أنفاس أنثى، فتاة ترقص بأجنحة فراشة متوحدة مع وميض ضوء منبعث من أرضية اللوحة، الحاضر والماضي، إلى جانب الوردة والسمكة والطير وغيرها وما يستحضره من ذكريات ملونة، تفاصيل كل ما علق بذاكرة الأيام وزواياها المعتمة، إنك لا ترى الأشياء مرتين، بل هي مرة واحدة تكفي، الألوان هي نفسها تتهافت عليك لتستقر في داخلك بعد أن تتشكل صورها وهي تسرد أجمل القصص الحب والحياة.
الفنان بسام ناصر من مواليد اللاذقية عام 1971 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ومشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية.
وقدم التشكيلي رامي صابور عشرة أعمال بأسلوب تجريدي بقياس متوسط, مستخدماً الألوان الساخنة وعلاقاتها بالألوان الباردة في تكوينات بعضها ويوحي بالبيئة السورية التي تظهر بشكل غير مباشر وبأسلوب تجريدي مسيطر علي المساحة وتوزيع الألوان بشكل يحرك العين في المسافة وتربطه المساحات بالخطوط من خلال الخطوط بما يحمله من معاني ودلالات تؤكد مواضيع العمل وتحمله مضموناً تعبيرياً ورمزياً للتأكيد على فكرته, فحرص على أن يعطي للعمل حقه من التكامل، كما أنه يحمل مشاعر الدفء والبرودة معاً كمقطوعة موسيقية، فأحاسيسه منظمة في سلالم لونية متآلفة تارة ومتباينة تارة أخرى, كأنه يعكس لنا رسالة فرح وطفولة من خلال عناقات لونيّة متراقصة فوق روابي ذاكرة متلألئة في قلب الفنان وهو في أوج حنينه إلى دفءِ الشرق بكل ألقه وروحانيّته.
الفنان رامي صابور من مواليد جبلة عام 1975 وخريج كلية الفنون الجميلة عام 2003 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين أقام ستة معارض شخصية في كل من دمشق وحلب واللاذقية وجبلة بين عامي 2001 و2009 وشارك في العديد من المعارض الجماعية داخل سورية وخارجها.

عالمي...
التشكيلي أسعد عرابي… رحلة العودة إلى التجريد
غمر أعمال أسعد عرابي الأخيرة إيحاء من مؤلفات موسيقية وحياتية ناتجة من مدينتين أثرتا فيه على مدى سنين، صيدا في جنوب لبنان ودمشق موطنه الأصلي حيث ولد عام 1941، وتخرج في كلية الفنون الجميلة. وهو يعتبر أيضاً أن باريس حيث عاش منذ 1975 مصدر إلهام ينبع من غناها المعماري وإرثها الموسيقي تابع في العاصمة الفرنسية دراسته وحصل على دبلوم في الرسم من المعهد العالي للفنون الجميلة، ثم حصل على الدكتوراه في علم الجماليات من جامعة السوربون.
عرابي، الذي تتلمذ على يدي رائد المدرسة التجريدية الحديثة الفنان الإيطالي غويدو لا ريجينا، يستشعر المتفرج موضوعات أعماله من خلال عناوين يبتكرها بعد انتهاء الرسم هادفاً إلى تحقيق سرد حميمي مع المتفرج مثلاً، في عمل «في مدينة الصمت» 2014، تبدو لافتة المؤثرات البصرية الحياتية رغم تجريدية الأسلوب، وذلك من خلال هيمنة تشكيلات من اللونين الأخضر والأصفر بشكل تناغمي ومتضارب في آن مع خلفية من تعددية لونية عسلية.
أجرى عرابي خلال دراسته الدكتوراه في السوربون مشروعاً بحثياً عمره عشر سنوات، وقدَّم كتابات عدة حول العلاقة الروحانية بين الموسيقا والشكل، وهو ما نلاحظه أيضاً خلال ممارساته الفنية سواء كانت تجريداً أم تشكيلاً، ويظهر إيمانه بتلك العلاقة والارتباط بين المفهومين في لوحاته اللونية التوهجية وتراه يتلاعب بشكل تناغمي بين ضربات الريشة والتناقضات اللونية، جامعاً بعناية منظومات موسيقية تركيبية من تشكيلات نابعة من إيقاعات مكتنفة في أنحاء المدينة، ما يصنع لحناً انسجامياً يغرس الفنان من خلاله انطباع السلام الداخلي لدى المتلقي.